سرطان البروستاتا والعادة السرية هل العادة هي أحد الأسباب أم هي خرافة؟

كتابة:
سرطان البروستاتا والعادة السرية هل العادة هي أحد الأسباب أم هي خرافة؟

العادة السرية

العادة السرية أو ما يطلق عليها الاستمناء هي عبارة عن نشاط جنسي طبيعي وصحي يقوم به الكثير من الأشخاص حول العالم سواءً النساء أو الرجال، وهي العملية التي يقوم بها الفرد بتحفيز أعضائه التناسلية من أجل المتعة الجنسية والتي يمكن أن تؤدي أو لا تؤدي إلى الوصول إلى النشوة الجنسية، وقد وجدت بعض الدراسات أن من بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية ما نسبته حوالي 74% من الذكور و 48% من الإناث يقومون بالاستمناء.[١]


أما بالنسبة لكبار السن وجدت هذه الدراسات أن ما يقرب من 63% من الرجال و32% من النساء بين عمر 57 و64 سنة يمارسون العادة السرية، ومع أن هذه العملية هي طبيعية وصحية ولكن هنالك بعض الآثر الجانبية الخفيفة التي يمكن أن تسببها هذه العادة، ولكن معظم هذه الآثار الجانبية تكون خفيفة ولا تؤثر على الشخص بشكل كبير.[١]

هل العادة السرية هي أحد أسباب سرطان البروستاتا أم هي خرافة؟

هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تتحدث عن فوائد ومضار العادة السرية، والعديد من هذه الدراسات تبحث عن إذا كان هناك أي علاقة بين العادة السرية وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات وقد وضعت هذه الدراسات العديد من النظريات حول العلاقة بين العادة السرية وسرطان البروستات وهي كالآتي:[٢]

هل من نظريات تفسّر تأثير العادة السرية في زيادة خطر سرطان البروستاتا؟

هناك بعض النظريات التي وضعها الأطباء والتي يمكن أن تفسر العلاقة بين القيام بالعادة السرية وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات، ويمكن أن تكون هذه النظريات صحيحة أو خاطئة، وهذه النظريات العديدة هي كاللآتي:[٣]:

  • هناك بعض الدراسات التي أجريت بين العلاقة أو الرابط بين العادة السرية وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات، وقد أجريت دراسة أسترالية نشرت عام 2003 عن العلاقة بين القذف المتكرر في فترة مبكرة من الحياة واحتمالية الإصابة بسرطان البروستات والعلاقة بينهما، ولكن في عام 2004 تم إجراء دراسة أمريكية والتي وجدت أنه تكرار القذف لا علاقة له بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وفي كلتا الدراستين، تضمن تكرار القذف عملية الجماع الجنسي والاستمناء على حد سواء، وفي بعض الدراسات التي أجريت وجدت أن ممارسة العادة السرية بشكل متكرر في عمر الشباب قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن ممارسة العادة السرية لدى الرجال الأكبر سنًا قد تعمل على التقليل من خطر الإصابة، ولم يؤثر الاتصال الجنسي على مخاطر الإصابة بسرطان البروستات بأي شكل من الأشكال.[٢]


  • تمت الملاحظة في هذه الدراسات التي أجريت أنه ليست العادة السرية أو القيام بها بشكل متكرر هو ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، ولكن وجدت أن الرجال اللذين يقومون بممارسة العادة السرية بشكل متكرر قد يقومون لذلك لأنه لديهم مستويات عالية من الهرمونات الجنسية الذكرية في أجسامهم، والأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان البروستاتا الذي يتأثر بالهرمونات سيكونون أكثر عرضة للخطر إذا كان لديهم نسب عالية من الهرمونات الذكرية على عكس الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.[٢]


  • وقد أظهرت دراسات أخرى أنه من الممكن أن تزيد العادة السرية من خطر الإصابة بسرطان البروستات في عمر الشباب، ولكنها تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض لدى الرجال في الخمسينيات من العمر، وفي معظم الأحيان يسبب ارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية أو الأندروجينات بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات، وقد عمل بعض الباحثون في جامعة نوتنغهام بإنجلترا بالبحث في ما إذا كان الرجال الذين لديهم دوافع جنسية أو غريزة جنسية أكثر كثافة معرضين لخطر الإصابة بسرطان البروستات، وقد خضع لهذه الدراسة حوالي 840 رجلًا نصفهم قد أصيبوا بسرطان البروستات في عمر ال 60 سنة، وقد وجدت هذه الدراسة أن الاتصال الجنسي لم يؤثر على زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، ولكن العادة السرية أثرت على ذلك بطرق مختلفة.[٣]


  • فبالنسبة للرجال في العشرينيات من العمر اللذين كانوا يقومون بالعادة السرية بشكل متكرر من مرتين إلى سبع مرات في الأسبوع بالمقارنةً بالرجال من نفس العمر الذين أبلغوا عن ممارسة العادة السرية أقل من مرة واحدة شهريًا، كان لدى من يمارسون العادة السرية في سن 20 خطرًا أعلى بنسبة 79٪ للإصابة بسرطان البروستات بحلول سن 60 سنة.[٣]


ما هي مخاطر العادة السرية؟

هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تتحدث عن المخاطر التي يمكن أن تحدث نتيجة القيام بالعادة السرية باستمرار وبشكل متكرر، وهذه المخاطر هي ذات أثر نفسي في معظم الأحيان أو أثر جسدي أيضًا وهذه المخاطر هي كالآتي:[٤]

  • من أحد المخاطر التي يمكن أن تسببها العادة السرية هي تحولها إلى سلوك جنسي قهري، وذلك يعني التسبب بانشغال الشخص بشكل كبير ومتكرر بالمحفزات الجنسية والتخيلات والسلوكيات الجنسية المختلفة، ويمكن أن يسبب ذلك الإصابة بالعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية وتغير المزاج أو الشعور بالضيق، وهذا يعني تحول العادة السرية إلى اضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية للشخص بشكل كبير.


  • عند العديد من الأشخاص قد يسبب القيام بالعادة السرية الشعور بالذنب، فقد وجدت أحد الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع أن ما نسبته 8.4% من الرجال الذين أجريت عليهم الدراسة أقروا بالإحساس بالذنب بعد ممارسة العادة السرية، وتم إخضاع جميع المشاركين بهذه الدراسة إلى مقابلة تتعلق بالرابط بين القيام بالعادة السرية والمشاعر المرتبطة بذلك، وقد يسبب الشعور بالذنب حدوث بعض المشاكل الأخرى مثل زيادة استخدام الكحول من قبل هؤلاء الأشخاص، والذي قد يسبب العديد من المشاكل النفسية والجسدية الأخرى وبالتالي تفاقم هذه المشكلة

هل من الممكن أن تقلّل العادة السرية من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟

بعد أن تم الحديث عن العلاقة بين العادة السرية وخطر الإصابة بسرطان البروستات، يجب التطرق للحديث عن بعض الدراسات التي تحدث كيف أن القيام بالعادة السرية قد يعمل على تقليل خطر الإصابة بهذا السرطان، وهذه الدراسات هي كالآتي:[٥]

  • أحد هذه الدراسات تحدثت عن أن القذف أو القيام بالعادة السرية 21 مرة على الأقل في الشهر قد يعمل على التقليل بشكل كبير من خطر إصابة الرجل بسرطان البروستات، وهي دراسة تم فيها سؤال الرجال عن عدد مرات القذف شهريًا وربطها لاحقًا بسرطان البروستات، وقد وجدت هذه الدراسة أن الرجال الذين يمارسون العادة السرية 21 مرة أو أكثر خلال الشهر كانوا أقل عرضة للإبلاغ عن الإصابة بسرطان البروستات[٦] بعد متابعتهم ومقارنتهم بأولئك الذين يمارسون الاستمناء أربع إلى سبع مرات خلال الشهر،[٧] وقد تكون هناك مجموعة من العوامل الأخرى مثل العوامل الوراثية وطبيعة الحياة وعدد الأطفال المنجبين وطبيعة النظام الغذائي، والنشاط الجنسي والتعليم تساهم في هذه زيادة أو تقليل خطر الإصابة بهذا المرض، وتكون مرتبطة بشكل أساسي بحياة الذكر وليس فقط بأداء العادة السرية.[٥]


  • ودراسة أخرى من هذه الدراسات التي أجريت تحدثت عن أن زيادة عدد مرات ممارسة العادة السرية خلال الشهر قد يعمل بشكل جيد على خفض نسبة الإصابة بسرطان البروستات وخاصة عند الرجال اللذين تعدت أعمارهم ال50 سنة، وتحدث هذه الدراسة عن أنه هناك العديد من الممارسات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض ومن ضمنها يمكن أن تكون ممارسة العادة السرية بشكل متكرر.[٨]

ما تفسير تأثير العادة السرية في التقليل من خطر سرطان البروستاتا؟

هناك العديد من التفسيرات التي وجدها الأطباء والعلماء حول إمكانية تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات عن طريق ممارسة العادة السرية بشكل متكرر وهذه التفسيرات هي عملية وتتضمن نظرايات عديدة، ومن هذه التفسيرات الآتي:[٥]

  • أحد هذه التفسيرات التي وجدها العلماء أن القيام بالعادة السرية بشكل متكرر وأكثر من 20 مرة في الشهر قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات عن طريف تقليل التوتر والضغط الجسدي والجنسي على الذكر وتقليل التفكير بهذه الأمور، بالإضافة لبعض العوامل الأخرى المهمة، مثل الخلفية الاجتماعية الديموغرافية، ومستوى التحصيل العملي لدى هؤلاء الذكور، وما إذا كان الرجال لديهم أطفال أم لا.[٥]


  • من التفسيرات الأخرى التي توصل إليها العلماء حول هذا الموضوع، أن القيام بالعادة السرية بشكل متكرر يمكن أن يساعد الجسم على التخلص من العديد من المواد والسموم التي يمكن أن تسبب بعض الأمراض أو الالتهابات المعينة التي يمكن في وقت لاحق أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، لأن هذه المواد تعمل على التأثير على خلايا هذه الغدة بشكل كبير، وبالتالي قد يساعد التخلص من هذه المواد على الحماية من الإصابة بهذا النوع من أنواع السرطان.[٣]

ما رأي الأطباء إذاً؟

هنالك العديد من الآراء المختلفة للعلماء حول هذا الموضوع الشائك والمهم، وقد ينقسم العلماء لمؤيد ومعارض عند التحدث عن العلاقة بين الاستمناء وزيادة خطر الإصابة بهذا السرطان، وآراء العلماء المختلفة حول هذا الموضوع هي كالآتي:[٩]

  • يعتقد بعض العلماء أن ممارسة العادة السرية أو القذف بشكل مرتفع أو متكرر في وقت مبكر من مرحلة البلوغ له أكبر تأثير على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بعد وصول الشخص لعقد معين من العمر، فبين تطور سرطان البروستات ونضوجه هناك مدة زمنية أو فترة بالتأكيد سابقة لفترة طويلة بين السبب والنتيجة التي أدت لحدوث هذا المرض والتي قد يكون القذف المتكرر أحد أسباب هذه المشكلة، ويعتقد بعض الأطباء أنه قد يكون النشاط الجنسي في مرحلة المراهقة أو في عمر مبكر مؤشرا على زيادة الخطر في مرحلة البلوغ.[٩]


  • يعتقد بعض الأطباء أن الهرمونات تلعب دورًا رئيسًا في احتمالية الإصابة بسرطان البروستات ومن الأمور التي يتم اتباعها لعلاج الرجال هي العمل على تقليل الهرمونات التي يُعتقد أنها تحفز الخلايا السرطانية، في جسم الذكر، وذلك لأن الدافع الجنسي للرجل يتم تنظيمه أيضًا من خلال مستويات الهرمون، ولذلك يعتقد الأطباء أن نسبة الهرمونات الذكرية المرتفعة قد تؤثر على خطر الإصابة بسرطان البروستات.[١٠]

ما هي البروستاتا وما سرطانها؟

البروستات هي عبارة عن غدة تكون موجودة في الذكور في منطقة الحوض في منطقة بين القضيب والمثانة، ويحيط بها بالإحليل، والوظيفة الرئيسة لغدة البروستات هي إنتاج سائل أبيض كثيف يعمل على إنتاج السائل المنوي عند مزجه مع الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتان، وأسباب حدوث سرطان البروستات غير معروفة إلى حد كبير، ولكن بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض فتزداد فرص الإصابة بسرطان البروستات مع التقدم في العمر وتحدث معظم الحالات عند الرجال الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكبر لأسباب غير معروفة حتى الآن.[١١]

ما الفئات الأكثر عرضة لسرطان البروستاتا؟

يعد سرطان البروستات من الأمراض التي تصيب الذكور في الفئة العمرية المتقدمة وهي الفئات التي تزيد أعمارهم عن عمر ال 50 سنة، ومن النادر أن يحدث سرطان البروستات عند الأشخاص الصغار في العمر أو المراهقين، وهنالك بعض الممارسات التي يمكن أن تقي من خطر الإصابة بهذا المرض وهي كالآتي:[١٢]

  • من الأمور التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض هي الحفاظ على وزن جسم صحي وخفيف وممارسة التمارين الرياضية أكثر من مرة خلال الأسبوع.[١٣]
  • يساعد اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كميات مناسبة من الخضراوات والفواكه والحبوب أو البقوليات على تقليل خطر الإصابة بهذا المرض بشكل كبير.[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "Are there side effects to masturbation?", www.medicalnewstoday.com, 2020-08-22, Retrieved 2020-08-22. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Masturbation: 5 Things You Didn't Know", www.medicinenet.com, 2020-08-22, Retrieved 2020-08-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "masturbation-and-prostate-cancer-risk", www.webmd.com, 2020-08-23, Retrieved 2020-08-23. Edited.
  4. "Ways to stop masturbating", medicalnewstoday, 2020-09-13, Retrieved 2020-09-13. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "frequent-ejaculation-may-decrease-prostate-cancer-risk", www.nhs.uk, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  6. "can-masturbation-prevent-prostate-cancer", malecare.org, 2020-09-07, Retrieved 2020-09-07. Edited.
  7. "ejaculation-prostate-cancer-risk", www.webmd.com, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  8. "ejaculation-prostate-cancer", www.healthline.com, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  9. ^ أ ب "ejaculation_frequency_and_prostate_cancer", www.health.harvard.edu, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  10. "masturbation-increase-risk-prostate-cancer", www.livescience.com, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  11. "Prostate cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-02-2021. Edited.
  12. "prostate-cancer", www.mayoclinic.org, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
  13. ^ أ ب "prostate-cancer", www.cancer.org, 2020-08-24, Retrieved 2020-08-24. Edited.
5726 مشاهدة
للأعلى للسفل
×