محتويات
سرطان الثدي والحمل، من المهم معرفة أن إجهاض الحمل لا يحسن من فرص شفاء الأم من مرض سرطان الثدي، فما هو الإجراء الأنسب؟ التفاصيل في المقال الآتي.
سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعًا من السرطانات التي تحدث لدى النساء الحوامل، ويميل إلى إصابة النساء في منتصف سنوات الثلاثين، فواحدة من بين 1000 امرأة حامل تقريبًا تصاب بسرطان الثدي.
سرطان الثدي والحمل حالة متشابكة نوعًا ما، فقد يؤثر المرض على كل من الأم والجنين الذي في أحشائها؛ ولذلك فإنه من المهم جدًا أن تحرص المرأة الحامل مع طبيبها المعالج على إجراء اختبارات تشخيصية لكلا الثديين وفحص كل كتلة أو علامة مشبوهة بدقة، فهذا يساعد في العلاج بشكل أفضل.
اقرؤوا المزيد حول هذا الموضوع: |
سرطان الثدي والحمل
المشكلة الرئيسة لسرطان الثدي والحمل هي أن الكثير من التغييرات تحدث في ثديي المرأة خلال أشهر الحمل، مما يجعل من الصعب تشخيص وكشف الكتل الصغيرة، وعلاوةً على ذلك فقد يتم الكشف عن الكتل، ولكنها تصنف وكأنها جزءً من التغيرات الطبيعية للحمل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكتل الخبيثة التي تكتشف في ثدي المرأة الحامل عادةً تكون أكبر وأكثر تطورًا من الكتل الخبيثة التي لدى غيرها من النساء في نفس الفئة العمرية من غير الحوامل، فعلى الرغم من أن الحمل هو ليس السبب لتطور الكتل السرطانية في الثدي، فان التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال فترة الحمل يمكنها تسريع عملية تطور هذه الكتل.
كيف يتم تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل؟
أفضل شيء يمكنك القيام به هو الاستمرار في القيام بزيارات منتظمة إلى الطبيب النسائي أثناء فترة الحمل، فالتشخيص المبكر لسرطان الثدي والحمل قد يساعد في العلاج بشكل كبير، وهذه الزيارات والتي تدعى متابعة الحمل أو زيارات ما قبل الولادة مهمة جدًا للحفاظ على صحتك سليمة وصحة جنينك.
خلال هذه الزيارات، فان الطبيب يقوم بإجراء فحص للثديين للكشف عن التغيرات غير الطبيعية في الثدي، كذلك من المهم جدًا القيام بالفحص الذاتي للثدي بشكل منتظم، فطبيبك أو الممرضة في العيادة يمكنهم توجيهك في كيفية تنفيذ هذا الاختبار بنفسك.
إذا وجدت لديك كتلة مشبوهة، فمن المحتمل أن يطلب طبيبك إجراء فحص الخزعة، فإجراء فحص الماموجرام (Mammography) لا يكفي؛ لأن كثافة نسيج الثدي تزيد أثناء أشهر الحمل بل يمكن أيضًا إجراء فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية، فهذا يساعد في التشخيص المبكر للوقاية من مضاعفات المرض وزيادة نسبة فعالية العلاج.
خلال أخذ الخزعة، يتم أخذ عينة صغيرة من النسيج المشبوه ويتم إزالة النسيج بواسطة إبرة أو عن طريق إجراء شق صغير في الثدي، ثم تأخذ العينة للفحص بواسطة المجهر أو بواسطة وسائل أخرى من أجل محاولة إيجاد الخلايا السرطانية في النسيج.
ماذا يحدث للجنين في حال سرطان الثدي أثناء الحمل؟
بالنسبة لسرطان الثدي والحمل فأولًا وقبل كل شيء، إجهاض الحمل لا يحسن من فرص شفاء الأم من مرض سرطان الثدي، كما لا يوجد أي دليل على أن سرطان الثدي يمكن أن يضر بالجنين، الشيء الذي يمكن بالفعل أن يضر بالجنين هي بعض العلاجات لسرطان الثدي، حيث تعطى هذه العلاجات وفقًا لدرجة انتشار السرطان، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل من المهم جًدا الكشف عن سرطان الثدي في مراحل مبكرة بقدر الإمكان، في الآتي التفصيل:
1. الحمل والإصابة بسرطان الثدي في المراحل المبكرة
بالنسبة لسرطان الثدي والحمل من المهم معرفة أنه إذا كان السرطان لا يزال في المراحل المبكرة من المرض أي المرحلة الأولى أو الثانية، فمن المرجح أن يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية لإزالة الورم المشبوه أي استئصال الورم، أو لإزالة الثدي بأكمله أي استئصال الثدي.
استئصال الثدي هو الإجراء العلاجي المفضل خلال الثلث الأول والثاني من الحمل؛ لأن تأجيل العلاج الإشعاعي غير مرغوب فيه، واستئصال الورم السرطاني فقط هو العلاج المفضل خلال الثلث الأخير من الحمل، بشكل عام لا يوجد أي خطر من إجراء العمليات الجراحية في كل مرحلة من مراحل الحمل.
أثناء إجراء العملية الجراحية لعلاج سرطان الثدي، يقوم الجراح بفحص الغدد الليمفاوية لمعرفة ما إذا كانت قد أصيبت هي أيضًا، ومن المعتاد إزالة الغدد الليمفاوية أثناء الجراحة؛ لأنها هي أول من يصاب عند انتشار السرطان، أما إذا كانت هناك حاجة لتلقي العلاج الكيميائي، فعادةً يُفضل الطبيب بتأخير العلاج حتى نهاية الثلث الأول من الحمل، وذلك للحد من احتمال وقوع أضرار على الجنين.
2. الحمل والإصابة بسرطان الثدي في مراحل متقدمة
إذا كان سرطان الثدي في مرحلة أكثر تقدما أي المرحلة الثالثة أو الرابعة، فإن الوضع يكون أكثر تعقيدًا بالنسبة لسرطان الثدي والحمل حيث إذا كانت هناك حاجة لإعطاء العلاج الإشعاعي فسيكون من الصعب جدًا حماية الجنين، وعلاوة على ذلك، فهذا النوع من السرطانات عادةً ما يتطلب إجراء عملية جراحية بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، مما يزيد كثيرًا من المخاطر التي يتعرض إليها الجنين.
هناك حالات محددة يكون فيها سرطان الثدي قد انتشر لدرجة أن كل علاج يعطى للمرأة لا يمكنها من البقاء على قيد الحياة أكثر من عام أو عامين، في هذه الحالات، فان القرارات بشأن إعطاء أو عدم إعطاء علاجات معينة، أو تعريض الجنين، أو عدم تعريضه للمخاطر المنطوية على ذلك، يمكن أن يكون صعبًا بالنسبة للمرأة وأسرتها.
هل يمكنني إرضاع طفلي إذا كنت مصابة بسرطان الثدي؟
بعد معرفة أبرز المعلومات عن سرطان الثدي والحمل، من المهم معرفة أنه لا يوجد أي خطر على الطفل من الرضاعة إذا كنت مصابة بسرطان الثدي، وعلاوةً على ذلك لا يوجد أي دليل علمي على أن وقف تدفق الحليب من شأنه تحسين حالة سرطان الثدي.
ومع ذلك، إذا كنت تخضعين للعلاج الكيميائي لسرطان الثدي، يُنصح بشدة بعدم إرضاع طفلك؛ وذلك لأن أدوية العلاج الكيميائي القوية يمكن أن تصل إلى طفلك من خلال حليبك.
هل يمكنني الحمل بعد نجاح علاج سرطان الثدي؟
بالنسبة لسرطان الثدي والحمل من المهم معرفة أن الحمل لا يغير من متوسط العمر المتوقع للمرأة التي تم شفاؤها من سرطان الثدي، حيث يبدو اليوم أن الأطفال الذين يولدون لنساء تعافين من سرطان الثدي في الماضي هم سليمون وطبيعيون، ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون الأطفال الذين يولدون للنساء اللاتي خضعن للعلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو زرع نخاع العظم يميلون للإصابة بمشاكل مختلفة.
بعض الأطباء يعتقدون بأن تأخير الحمل لمدة سنة أو سنتين بعد العلاج من سرطان الثدي يقلل من خطر عودة المرض خلال فترة الحمل، والتسبب بالمشاكل التي نوقشت سابقًا في هذه المقالة.