محتويات
سرطان الحنجرة والبلعوم
ينتمي سرطان الحنجرة والبلعوم إلى سرطانات الحلق، ويسمى بسرطان البلعوم السفلي، والبلعوم هو أنبوب مجوف يبلغ طوله تقريبًا 13 سم، يبدأ خلف الأنف من الرقبة خلف صندوق الصوت لينتهي عند المريء.[١]
يعمل البلعوم كممر للهواء والغذاء المتجهين إلى الحنجرة والمريء، ويُقسم البلعوم السفلي إلى ثلاثة مواقع، وهي: الجيوب الكمثرية، وجدار البلعوم السفلي الخلفي، والمنطقة الحلقية الخلفية، وقد ينشأ السرطان في واحدة أو أكثر من هذه المناطق.[١]
يحدث سرطان البلعوم السفلي عندما تتطور الخلايا السرطانية في أنسجة البلعوم، وعادةً ما تنشأ هذه الخلايا السرطانية من سطح بطانة الحلق لتشكّل سرطانًا يسمى سرطان الخلية الحرشفية.[١]
سبب تطور سرطان الحنجرة والبلعوم
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بسرطان البلعوم السفلي أو سرطان الحنجرة والبلعوم غير معروف، لكن من المعروف أن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، ويعتقد العلماء أن بعض العوامل مثل تدخين التبغ قد تسبب هذا السرطان، من خلال تشويه الحمض النووي للخلايا التي تبطن داخل الحنجرة والبلعوم.[٢]
الحمض النووي هو مادة كيميائية موجودة في الخلايا تشكل الجينات التي توجه الخلايا لطريقة عملها الخاصة، فبعض الجينات تحتوي على التعليمات التي تتحكم بنمو الخلايا وانقسامها إلى خلايا جديدة، وتسمى الجينات التي تساعد على نمو الخلايا السرطانية وانقسامها وعدم موتها وتراكمها لتكوين الورم بالجينات المسرطنة، أما التي تبطئ انقسام الخلايا وتسبب موتها في الوقت المناسب فتعرف باسم الجينات الكابتة للورم، ويمكن أن يحدث السرطان نتيجةً للتغيرات التي تُفعّل الجينات المسرطنة وتوقف الجينات الكابتة للورم.[٣]
يرث بعض الأشخاص طفرات أو تشوهات الحمض النووي من الوالدين، مما يزيد بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بسرطانات معينة، لكن لا يُعتقد أن الطفرات الوراثية تسبب الكثير من حالات سرطانات الحنجرة والبلعوم، إذ عادةً ما تحدث الطفرات الخاصة بهذه السرطانات خلال الحياة ولا تكون موروثةً، مما يعني أن هذه الطفرات مكتسبة نتيجةً للتعرض للمواد الكيميائية التي تسبب سرطان البلعوم والحنجرة.[٣]
نادرًا ما تسبب الطفرات الوراثية في الجينات المسرطنة أو جينات كبت الورم الإصابة بسرطانات الحنجرة والبلعوم، لكن يبدو أن بعض الأشخاص قد يرثون قدرةً منخفضةً على إزالة بعض السموم وأنواع معينة من المواد الكيميائية التي تسبب السرطان من الجسم، مما يسبب زيادة حساسيتهم للتأثر بمسببات السرطان، مثل: تدخين التبغ، والكحول، وبعض المواد الكيميائية الصناعية.[٣]
عوامل خطر تطور سرطان الحنجرة والبلعوم
يمكن أن تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم ما يلي:[٣]
- التدخين وشرب الكحول: يعد كلّ من التدخين وشرب الكحول من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم، كما وُجِدَ أن التعرض طويل الأمد للتدخين قد يزيد من خطر الإصابة به، كما أن شرب الكحول يؤثر في ذلك أيضًا، لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لإثبات صحة هذا الأمر.
- سوء التغذية: يزيد سوء التغذية من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم، لكن لا يزال السبب الدقيق غير معروف، وغالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يشربون الكحول من نقص الفيتامينات، مما يساعد في تفسير دور الكحول في الإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة، لكن لا يزال الباحثون يدرسون عادات الأكل وعلاقتها بزيادة خطر الإصابة بهذا السرطان، مثل: تناول الأطعمة المقلية، والأطعمة المصنعة.
- فيروس الورم الحليمي البشري: يمكن أن تسبب العدوى بسلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري الإصابة ببعض أنواع سرطان البلعوم والحنجرة.
- المتلازمات الوراثية: يعد الأشخاص الذين يعانون من عيوب الجينات الموروثة (الطفرات) أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بسرطان الحلق بصورة عامّة، وتشمل هذه المتلازمات متلازمة فقر دم فانكوني التي تسبب مشاكل الدم في سن مبكرة، ومتلازمة خلل التقرن الخلقي التي تسبب فقر الدم اللاتنسجي.
- التعرض للمواد المختلفة: يزيد التعرض المكثف وطويل الأمد لغبار الخشب وأبخرة الطلاء وبعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعات المعدنية والنفطية من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم، كما يعد التعرض للأسبستوس (مادة عازلة) من العوامل المهمة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وورم المتوسطة.
- الجنس: تشيع الإصابة بسرطان البلعوم والحنجرة لدى الرجال 4 مرات أكثر من النساء.
- السن: يتطور سرطان البلعوم والحنجرة على مدى سنوات عديدة، لذا لا تشيع الإصابة به لدى الشباب، ويعد أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يبلغ سنهم 65 عامًا أو أكثر.
- العِرْق: يعد سرطان الحنجرة والبلعوم أكثر شيوعًا بين الأمريكين من أصول أفريقية والبيض أكثر من الأعراق الأخرى.
- ارتداد الأحماض المعدي المريئي: يمكن أن يزيد ارتداد الأحماض من المعدة إلى المريء من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة والبلعوم.
أعراض سرطان الحنجرة والبلعوم
تشتمل أعراض سرطان الحنجرة والبلعوم الشائعة على ما يلي:[٤]
- التهاب الحلق الذي لا يشفى.
- ألم الأذن.
- وجود كتلة في الرقبة.
- الشعور بالألم أو صعوبة البلع.
- التغير في الصوت.
مراحل سرطان الحنجرة والبلعوم
تشتمل مراحل سرطان الحنجرة والبلعوم على ما يلي:[١]
- المرحلة صفر: يكون السرطان في بطانة البلعوم السفلي ولم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الأولى: يكون الورم في البلعوم السفلي، ويبلغ حجمه 2 سنتيمتر أو أصغر، ولم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الثانية: يتراوح حجم الورم في هذه المرحلة بين 2-4 سنتيمتر، ولا يكون قد انتشر إلى الحنجرة، ويوجد في أكثر من منطقة من البلعوم السفلي والأنسجة القريبة، ولم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة: يمكن أن يصل الورم إلى أي حجم في هذه المرحلة، لكنه يبقى في الحلق، ويكون قد بدأ انتشاره إلى العقد الليمفاوية على نفس الجانب من الرقبة، وقد ينتشر إلى العقد الليمفاوية التي يصل حجمها إلى 3 سنتيمتر أو أقل.
وتقسم المرحلة الرابعة إلى ثلاث مراحل، وتشتمل على ما يلي:[١]
- المرحلة الرابعة A وB: في هذه المراحل المتقدمة ينتشر السرطان من الورم الأصلي أو من العقد الليمفاوية، وقد يصل إلى الأنسجة الرخوة القريبة، مثل: الحنجرة، أو الغدة الدرقية، أو الشريان السباتي، وقد ينتشر إلى الغدد الليمفاوية الكبيرة جدًّا التي يزيد حجمها عن 6 سنتيمتر.
- المرحلة الرابعة C: في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر إلى ما بعد البلعوم السفلي ووصل إلى أجزاء أخرى من الجسم.
علاج سرطان الحنجرة والبلعوم
تشتمل طرق علاج سرطان الحنجرة والبلعوم حسب مرحلة الإصابة به على ما يلي:[١]
- المرحلة الأولى: قد يشمل العلاج استئصال جزء من البلعوم وإزالة الغدد الليمفاوية وغيرها من أنسجة الرقبة المتأثرة بالسرطان، وقد يتبع العلاج الإشعاعي للغدد الليمفاوية الجراحة لدى بعض المرضى، كما يمكن أن يلجأ الأطباء إلى العلاج الإشعاعي فقط في هذه المرحلة.
- المرحلة الثانية: قد يشمل العلاج الاستئصال الجزئي أو الكلي للحنجرة والبلعوم، والجراحة لاستئصال الغدد الليمفاوية أو غيرها من أنسجة الرقبة المتأثرة، وقد يتبع العلاج الإشعاعي للغدد الليمفاوية الجراحة لدى بعض المرضى، وقد يتم إعطاء العلاج الكيميائي معه، ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي وحده.
يمكن أن يشتمل العلاج في المرحلة الثالثة والرابعة من سرطان الحنجرة والبلعوم على ما يلي:[١]
- العلاج الإشعاعي قبل أو بعد الجراحة، ومع العلاج الكيميائي أو دونه.
- العلاج الكيميائي تليه الجراحة مع أو دون العلاج الإشعاعي.
- العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي.
- العملية الجراحية يليها العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي في نفس الوقت.
- الجراحة الترميمية للمساعدة على تناول الطعام أو التنفس أو التحدث إذا تمت إزالة البلعوم جزئيًّا أو كلّيًّا.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Hypopharyngeal Cancer", clevelandclinic, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "What Causes Laryngeal and Hypopharyngeal Cancers?", www.cancer.org, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث " Laryngeal and Hypopharyngeal Cancers", cancer, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "Hypopharyngeal Cancer", cancer, Retrieved 2-12-2019. Edited.