يقضي سرطان الكبد على عديد من المرضى في مصر سنويا، ويأتي هذا نتيجة انتشار بعض عوامل الخطر فيها، فما هي هذه العوامل في المقال التالي.
يعتبر السرطان بأنواعه من المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2012، أن السرطان قضى على حوالي 8.2 مليون شخصا في العالم، في حين كان عدد الوفيات بسبب السرطان في مصر 72,300 شخصا تقريبا لنفس العام.
يعد سرطان الكبد المسبب الأول من أنواع السرطان للوفاة في مصر، بنسبة وفيات تصل إلى 23.2%، أي أن ما يقارب الـ 16،770 شخصا توفوا بهذا السرطان في عام 2012. ويصيب هذا النوع من السرطان في مصر، الرجال أكثر من النساء، حيث تقدر أعداد الإصابات بحوالي 17،621 حالة منهم 12،493رجلا و5،128 امراة.
وبالرغم من وجود عدة عوامل خطر للإصابة بسرطان الكبد، إلا أن طريقة عمل هذه العوامل وتأثيرها على المرض لا تزال غير معروفة ومفهومة تماما. حيث تتنوع عوامل خطر الإصابة بسرطان الكبد، وتشمل:
- الجنس: ينتشر سرطان الكبد بين الرجال أكثر من النساء بشكل عام، وقد يعود ذلك إلى الممارسات التي يمارسها الرجال وترفع من خطر الاصابة بهذا النوع من السرطان.
- التهاب الكبد الفيروسي: تعد الإصابة بهذا المرض عامل الخطر الأكثر شيوعا في العالم للإصابة بسرطان الكبد، حيث قد يسبب التهاب الكبد الفيروسي الإصابة بالتليف الكبدي، بالتالي رفع خطر الإصابة بسرطان الكبد.
- السمنة: تؤدي الإصابة بالسمنة إلى تطوير أعراض الخطر للإصابة بمرض الكبد الدهني (Fatty liver disease) وتليف الكبد، بالتالي زيادة عوامل الخطر للإصابة بسرطان الكبد.
- السكري من النمط الثاني: ارتبطت الإصابة بالسكري برفع عوامل الخطر للإصابة بسرطان الكبد، وبالأخص ممن يعانون من عوامل خطر أخرى مثل التناول المفرط للكحول. وقد يزيد خطر الإصابة بسرطان الكبد عند مرضى السكري بسبب زيادة وزنهم (في أغلب الأحيان)، والتي تؤدي إلى حدوث مشاكل في الكبد.
- التبغ: ان التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
اذا ماذا يحدث في مصر؟
نستطيع مما سبق، أن نقول، ان انتشار التهاب الكبد الفيروسي والسمنة، ومرض السكري، وحتى الافراط في استهلاك التبغ في مصر، يشكلون عوامل خطر أساسية، والتي ساهمت بدورها برفع أعداد الإصابة والوفيات بسرطان الكبد!
"كل عائلة مصرية اختبرت الاصابة بالتهاب الكبد"
قال الممثل عن منظمة الصحة العالمية في مصر د. هينك بيكدام Dr Henk Bekedam: "عانت كل عائلة مصرية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C"، حيث يقضي هذا المرض على ما يقارب الـ 40،000 شخصا سنويا في مصر، فهو يصيب 1 من كل 10 أشخاص في الفئة العمرية ما بين 15- 59 عاما.
وللأسف فإن هذا المرض قد يصيب شخصا ما، دون الشعور بالاعراض، فهي تأخذ وقتا طويلا للظهور، فمعظم المصابين لا يدركون إصابتهم إلا بعد سنوات وبسبب مشاكل وأمراض تصيب الكبد لديهم. ويصيب بعض المرضى سرطان الكبد، إلا أن العلاج من التهاب الكبد الفيروسي، يقلل فرص الإصابة بسرطان الكبد بشكل كبير.
وتحاول مصر في الوقت الراهن الحد من هذا المرض بعدة طرق، فقد قامت بوقت سابق من هذا العام بالتوصل إلى اتفاقية، من أجل الحصول على تطعيمات فموية لعلاج التهاب الكبد الفيروسي C، والذي يرفع من معدلات الشفاء ويقلل من التكاليف. حيث تهدف مصر من خلال هذه الحملة لعلاج حوالي 300،000 مريضا سنويا.
من التهاب الكبد الفيروسي إلى السمنة
بالرغم من انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي في مصر، إلا انه ليس الوحيد، بل جاءت السمنة وزيادة الوزن جنبا إلى جانب لترفع من خطر الإصابة بسرطان الكبد، حيث تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية، ان مصر تقع ضمن قائمة الدول الأكثر سمنة في المنطقة، بين السعودية والإمارات والبحرين.
حيث نجد أن نسبة السمنة والوزن الزائد بين النساء تتراوح ما بين 74% و86%، في حين تتراوح النسبة لدى الرجال ما بين 69% و77%. وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن السمنة تنتشر بين النساء أكثر من الرجال، في حين أن الوزن الزائد نلاحظه بين الرجال أكثر من النساء.
وتعد السمنة احدى عوامل الخطر للإصابة بسرطان الكبد، وبسبب انتشارها الكبير بين المصريين، إلى جانب اصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي C، فهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد، ومن أجل الحد منه، من الواجب القيام بخطوات جذرية من أجل معالجة ومحاربة هذه العوامل.
إلا أن هذا ليس كل شيء، فاستهلاك التبغ بكثرة، يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد من غيره، وتعتبر مصر من ضمن أكثر 10 دول استهلاكا للتبغ في العالم، حيث ان ما يقارب الـ 64% من الرجال البالغين في مصر مدخنين!
ان العمل على الحد من الإصابة والوفاة بسبب سرطان الكبد، يستدعي تعاون عدد من الجهات من أجل العمل على محاربة عوامل الخطر للإصابة بهذا النوع من السرطان!
تلخيص
نجد اذا ان انتشار سرطان الكبد في مصر، جاء نتيجة انتشار مخيف لعدد من عوامل الخطر التي ترفع خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان. حيث ان هذه العوامل مجتمعة تزيد من نسبة إصابة الفرد بسرطان الكبد.
ومن أجل الحد من انتشار سرطان الكبد، من الضروري العمل على الحد من عوامل الخطر المسببة للسرطان، وذلك عن طريق محاربة السمنة وزيادة الوزن، بالإضافة إلى أهمية المتابعة بما تقوم به الحكومة المصرية من أجل الحد من انتشار التهاب الكبد الفيروسي C واستهلاك التبغ.