محتويات
سنتحدث من خلال المقال الآتي عن أبرز المعلومات التي تتعلق بسلس البول في سن اليأس.
سن اليأس هو الاسم الذي يطلق على الفترة التي ما بعد الخصوبة لدى النساء، ومن المهم أن نذكر أن في هذه الفترة يحدث سلس البول أو تسرب البول نتيجة بعض العوامل التي تحفز هذه الحالة خلال هذه الفترة عند أغلبهن، لنتحدث الآن عن أبرز المعلومات عن سلس البول في سن اليأس:
أسباب سلس البول في سن اليأس
تتمركز أسباب سلس البول في سن اليأس عادةً في كل من الآتي:
1. التغيرات الهرمونية
أيّ انخفاض في مستوى الهرمونات الأنثوية بالأخص الإستروجين، حيث يؤثر بشكل مباشر على مدى قوة ومرونة الأنسجة التي تكوّن المسالك البولية السفلى، إذ أن الأداء السليم للمثانة، ومجرى البول، وعضلات قاع الحوض تتأثر كثيرًا في مستوى هرمون الإستروجين هذا، مما ينجم عنه خلل في نشاط المسالك البولية السفلية.
2. ضعف عضلات قاع الحوض
يمكن أن يحدث ضعف عضلات قاع الحوض لدى النساء اللاتي ولدن عدة مرات نتيجة لذلك قد يحدث هبوط في المثانة وتنشأ المشكلة وهي عدم التحكم بالبول عند الجهد.
3. مشاكل التنقل
كلما تقدمنا في السن فإن خطر الإصابة بمشاكل القدرة على التنقل على خلفية الكسور، أو الشلل، أو العجز، أو الإصابات بمختلف أنواعها وغير ذلك قد تزيد، كما أن مشاكل التنقل تزيد من احتمال الإصابة بسلس البول الوظيفي.
4. الأدوية والأمراض المزمنة
الجدير بالعلم أنه كلما تقدمنا في السن ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة، وبالتالي أيضًا وتيرة استخدام الأدوية، ومن أهم الأمثلة على الأمراض المزمنة: مرض السكري، أو أمراض القلب، وأما بالنسبة للأدوية المستخدمة في مثل هذه الحالات فعادةً ما يتم استخدام مدرات البول، مما ينتج عنه الزيادة في احتمالية الإصابة بسلس البول.
5. التغيرات في عضلة المثانة
النساء فوق سن 65 يكنّ أكثر عرضة للإصابة بظاهرة المثانة العصبية (أيّ بما يقرب من 20%)، والتي تعني فرط نشاط عضلة المثانة.
أعراض سلس البول في سن اليأس
هناك مجموعة متنوعة من الأعراض التي تترتب على ظهور سلس البول بعد انقطاع الطمث، وتشمل هذه الأعراض المحتملة الآتية:
- الشعور بالحاجة الملحة لتفريغ المثانة.
- الشعور بالحرقان أثناء التبول أو الشعور بالألم أثناء التبول.
- زيادة كبيرة في وتيرة التبول.
- تسرب البول بمستويات متفاوتة أثناء الضحك، والعطس، والانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف، وممارسة الجنس، والقيام بأي نشاط من شأنه زيادة الضغط داخل البطن.
- الاستيقاظ من النوم لغرض الدخول إلى المرحاض، وأحيانًا حتى ثلاث أو أربع مرات كل ليلة.
الجدير بالتوضيح أنه في حال لم يتم علاج المشكلة، فقد تنشأ حالة حيث تحد المريض فيه من القيام بنشاطاته اليومية من أجل عدم الابتعاد عن المرحاض، مما يميل فيها المريض للعزلة، وتجنب الأنشطة الاجتماعية، والانعزال، كذلك هناك نسبة عالية نسبيًا من المعاناة من الاكتئاب، والقلق، ومشاكل في احترام الذات لدى النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي يعانين من سلس البول.
تشخيص سلس البول في سن اليأس
يمكن الكشف عن هذه الظاهرة بحد ذاتها من قبل المريض نفسه، ولكن التحدي الحقيقي هو معرفة أسباب المشكلة، فالمرحلة الأولى في عملية التشخيص تشمل إجراء استجواب واسع للمريض حول الأعراض التي يعاني منها حول متى بدأت المشكلة في الظهور؟ وحول التاريخ الطبي له، وتاريخ الولادات لديها، وحول المواعيد التي يحدث فيها سلس البول وغير ذلك.
أحيانًا تكون هناك حاجة لإجراء اختبار مستنبت البول لنفي وجود التهاب في المسالك البولية، حيث أن فحص الدم يستخدم من أجل نفي وجود مرض السكري وكذلك فحوصات مختلفة أخرى تجرى من أجل نفي وجود الحصى أو الأورام في المسالك البولية، وغيرها، مثل: التصوير المقطعي المحوسب (CT-scan)، والموجات فوق الصوتية للمسالك البولية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
كذلك هناك اختبارات خاصة تسمح بشكل مباشر بفحص رد فعل المثانة لحالات مختلفة من الامتلاء، مثل: فحص ديناميكا البول، بالإضافة إلى الاختبارات المذكورة، فمن المتبع توجيه المريض لتسجيل يوميات التبول لمدة 24-48 ساعة.
علاج سلس البول في سن اليأس
علاج سلس البول بعد انقطاع الطمث يختلف من مريض لآخر، وذلك لأن العلاج يختلف وفقًا لسبب المشكلة، وعلى سبيل المثال، إذا كانت المشكلة نتيجة لضعف عضلات الحوض فمن الممكن جدًا أن تمارين تقوية عضلات قاع الحوض تعمل على تحسين الحالة في غضون بضعة أسابيع، في المقابل عندما يتعلق الأمر بوجود تلوث في المسالك البولية السفلى فهناك حاجة لبدء العلاج بالمضادات الحيوية.
في بعض الحالات سوف يكون من الضروري أخذ الأدوية من المضادات المسكارينية (Muscarinic) لإرخاء عضلات المثانة وكذلك فإنه قد يكون من الضروري حقن توكسين البوتولينوم (Botulinum Toxin) بشكل مباشر لعضلة المثانة التي تعمل على التقلص.
في الحالات الأكثر خطورة التي لا تستجيب للعلاجات السابقة يمكن التفكير في إجراء عمليات جراحية مختلفة.