سمنة الأطفال.. من معضلات العصر!

كتابة:
سمنة الأطفال.. من معضلات العصر!

تعرّف سمنة الأطفال على أنها زيادة الدهون في الجسم مقارنة بكتلة الجسم، وأفضل طريقة لقياس السمنة هو ما يعرف بـمؤشر كتلة الجسم. يتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق حساب طول ووزن الشخص والذي يعطي مؤشراً تقريبياً لنسبة الدهون في الجسم.

تزداد أعداد الأطفال المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن في العالم بشكل مستمر، وترجع تلك الزيادة في الوزن إلى استهلاك السعرات الحرارية أكثر من تلك التي يحرقها الطفل على مدار اليوم. وبالرغم من اعتقاد البعض بسهولة معرفة ما إذا كان الشخص مصابا بالسمنة بمجرد النظر إليه إلا أن الأمر ليس بتلك البساطة. في الواقع، غالباً لا يدرك الآباء إذا ما كان أطفالهم مصابين بسمنة الأطفال، وربما يتساءل البعض كيف لا يدرك الفرد إذا ما كان مصابا بالسمنة ام لا، حيث تتباين الآراء حول المواصفات التي يضعونها للجسم المثالي. وجميعنا، سواء كنا أطفالا أو كبار، تختلف اجسامنا اختلافاً كبيراً. قام المتخصصون بوضع معايير موضوعية ومحددة لقياس معدلات السمنة، بغض النظر عن الشكل أو السن أو الجنس.

تعرّف سمنة الأطفال على أنها زيادة الدهون في الجسم مقارنة بكتلة الجسم، وأفضل طريقة لقياس السمنة هو ما يعرف بـمؤشر كتلة الجسم. يتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق حساب طول ووزن الشخص والذي يعطي مؤشراً تقريبياً لنسبة الدهون في الجسم. وبما أن معدل الدهون العام في الجسم يختلف باختلاف السن فإن مؤشر كتلة الجسم يتعلق بمعايير السن والجنس المتفق عليها والتي تم التوصل إليها بعد إجراء العديد من الدراسات الإستقصائية على الأطفال حتى سن العشرين.

وفق آراء المتخصصين فإن الأطفال الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 85% يصنفون على أنهم يعانون من زيادة الوزن، بينما يُصنف الأطفال الذين يزيد مؤشر كتله الجسم لديهم عن 95% على أنهم مصابون بسمنة الأطفال.

تشير الدراسات التي أجريت عام 2009 إلى أن ما يقرب من 16% من الأطفال بين سن السادسة والتاسعة عشرة يعانون من زيادة الوزن، ومما يدعو للأسف أن تلك النسب ارتفعت كثيراً خلال الأعوام الماضية. إن أكثر النتائج إثارة للقلق هي تلك التي تتعلق بالمراهقين (الأطفال من سن 12 إلى 19عاما) لأنهم اكثر عرضة للإصابة بالسمنة عندما يكبرون، وهذا يعني زيادة احتمال إصابتهم بأمراض مختلفة بسبب سمنة الأطفال.

تسهم العديد من العوامل في زيادة أعداد الأطفال المصابين بالسمنة في العالم ومطقتنا العربية. بالرغم من بعض الأدلة التي تشير إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في كمية الطعام التي يتناولها الأطفال، إلا أن أهم الأسباب المؤدية لتلك الظاهرة تتعلق بالسلوك الشخصي للفرد وعاداته الغذائية.

مما لا شك فيه أن الأطفال يستهلكون الآن كميات من السعرات الحرارية ومن الدهون أكثر بكثير من أي وقت مضى.

  • يتناول الأطفال الكثير من الأطعمة السريعة والتي تتميز بكثرة الدهون والسعرات الحرارية (مثل قطع الجارنولا والبيتزا المجمدة وقطع الدجاج المقدد وغيرها).
  • غالباً ما يتناول الأطفال الطعام في مطاعم الوجبات السريعة ويميلون إلى طلب وجبات غنية بالدهون، مثل البطاطا المقلية والهامبورجر والتشيزبرجرز والفراخ المقلية والحليب المخفوق.
  • تستمر أحجام الوجبات المقدمة في المطاعم في الزيادة وغالباً ما يتناول الأطفال وجبات بحجم وجبات الكبار حتى إذا ما اختاروا تلك الوجبة من قوائم الطعام المخصصة للأطفال.
  • انتشار ماكينات بيع الطعام في الأماكن العامة والمدارس أيضا، ومع أن توافر الطعام ليس بالأمر السيئ، خاصة أن الأطفال يحتاجون إلى أطعمة غنية بالطاقة، إلا أن تلك الماكينات للأسف تقدم أطعمة غنية بالدهون والسعرات الحرارية.
  • بالرغم من الحرص على تطبيق برامج الغذاء المناسبة والتوصيات القومية للأطعمة المتعلقة بصحة القلب على الوجبات المقدمة في المدارس، إلا أن معظم المدارس لا تزال تقدم أطعمة غنية بالدهون.
  • استهلاك الأطفال للكثير من أكواب الصودا والعصير يومياً يضيف الكثير من السكر والسعرات الحرارية لأنظمتهم الغذائية.
  • انخفاض معدل ممارسة الأطفال للرياضة يقلل من فرص حرق تلك السعرات الحرارية.
  • قضاء الأطفال معظم أوقاتهم في مشاهدة التلفاز او استخدام الكمبيوتر او ألعاب الفيديو وغيرها من الأنشطة التي لا تستهلك الكثير من الطاقة مقارنة بالأنشطة البدنية، مثل ركوب الدراجات والجري والسباحة. وقد اظهرت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين مشاهدة التلفاز وسمنة الأطفال (شخص دائم الجلوس ويتناول الكثير من الطعام).
  • تخفيض ميزانيات مادة التربية البدنية في المدارس.
  • وجود بعض الأطفال في أحياء غير آمنة، وبالتالي لا يمكنهم اللعب.
  • تواجد بعض الأطفال بمفردهم في المنزل بعد إنتهاء وقت المدرسة يؤدي إلى عدم ممارستهم للرياضة و زيادة تناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية.

تزيد سمنة الأطفال من مخاطر التعرض للمشكلات الصحية في الطفولة وما بعدها، مثل مشاكل العظام واضطرابات النوم وحصوات المرارة وأمراض السكر والكُلى، بل ويعتقد بعض الباحثين أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة الوزن ومرض الربو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول وأمراض القلب، وتؤدي السمنة على المدى الطويل إلى الإصابة بأمراض القلب والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان.

يجب استشارة طبيب الأطفال إذا ما شعرت بأن هناك زيادة في وزن طفلك. يقوم الطبيب أولا بقياس طول ووزن طفلك لاحتساب مؤشر الكتلة العام للجسم ثم مقارنته بالمعدلات المعيارية والتي تراعي نوع جسم طفلك وسنه ووزنه. وربما يقوم الطبيب بتحديد الوزن الذي يجب على طفلك أن يكون عليه. في معظم الحالات لا ينصح الأطباء بتعديل النظام الغذائي للأطفال كوسيلة لتقليل الوزن بل ينصحونهم بالحفاظ على وزنهم الحالي بينما يزداد طولهم.

لحسن الحظ، هناك بعض الأمور التي يمكن أن يقوم بها الآباء لتجنب مرض سمنة الأطفال، وتتضمن هذه بشكل عام اتباع الأسرة كلها نظاما غذائيا صحيا وزيادة ممارسة الرياضة.

  • التشجيع على ممارسة الرياضة من 15 حتى 30 دقيقة على الأقل يوميا.
  • التخطيط لأنشطة عائلية تتضمن ممارسة الرياضة، مثل ركوب الدراجات، المشي لمسافات طويلة والسباحة.
  • تحديد أوقات مشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر لساعة واحدة يومياً.
  • تناول الطعام كأسرة واحدة قدر الإمكان وعدم مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام.
  • استخدام اللبن قليل الدسم أو الخالي تماما من الدسم (ما عدا الأطفال الذين في سن ما دون سنتين) وكذلك استخدام منتجات الألبان والجبن قليلة الدهون.
  • شرب المياه بدلاً من الصودا او العصائر.
  • تحديد كمية الطعام المقلي أو الغني بالدهون التي يُسمح بتناولها.
  • الاعتماد على طرق الطهي الصحية، مثل الطهي بالبخار والغلي والشوي واستبدال زيت القلي بأواني طهي تيفال او رذاذ الطبخ.
  • تناول الخضروات والفواكه خمس مرات على الاقل يوميا.
  • جعل الفواكه والخضروات في متناول اليد وتقديمها بدلاً من الحلوى ورقائق البطاطس والمثلجات وما إلى ذلك من الأطعمة الغنية بالدهون.
  • إزالة الدهون من اللحم وإزالة الجلد من منتجات الدواجن قبل الطهي.
  • تجنب استخدام الصلصات أو إضافات السلطات (مثل الزبد والسمن والمايونيز).
  • تحديد الأوقات التي تتناول فيها الطعام أنت وأسرتك في المطاعم.
  • عند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار أطعمة قليلة الدهون، مثلا قم بطلب شطيرة فراخ مشوية بدلاً من الهامبرجر المقلي والسلطة بدلاً من البطاطا المقلية والمعكرونة بالصلصة بدلاً من بيتزا بيبروني.

لا تقم بتخفيض السعرات الحرارية التي يتناولها طفلك بشكل كبير فهو مازال بحاجة إلى ثلاث وجبات مغذية على مدار اليوم ووجبة خفيفة أو اثنتين، حتى تتوفر لديه طاقة كافية للعب والتعلم والقدرة على النمو الكامل. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يقوم الأطفال باتباع الحميات الغذائية الرائجة لأن تلك الحميات قد تغفل العناصر الغذائية المهمة للأطفال فتسبب لهم الأمراض.

يستطيع طبيب الأطفال أن يزودك بالمعلومات اللازمة عن التغذية المناسبة لطفلك إذا كان وزنه زائدا وبالتالي يقيه من خطر الإصابة بسمنة الأطفال. أحياناً يكون من الوارد أن يحول طبيب الأطفال طفلك إلى أخصائي تغذية إذا ما فشل تغيير عادات تناوله للطعام في إنقاص وزنه.

اقرؤوا ايضاً..

4071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×