سيرة الإمام الترمذي

كتابة:
سيرة الإمام الترمذي


سيرة الإمام الترمذي

ولادته ونشأته

الإمام الترمذي هو محمد بن عيسى بن سورة، وفيما يأتي عرض لأبرز ما يتعلق بنسبه ومولده ونشأته:[١]

  • نسبه

ذُكر في نسب الترمذي أنه: محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الضحاك، كما قيل في نسبه أيضا إنه: محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن، وقيل أيضا عن نسبه: محمد بن عيسى بن سورة بن شداد، أبو عيسى السلمي الترمذي البوغي الضرير، أما الترمذي فالقصد منها النسبة إلى ترمذ، وهي مدينة على نهر جيجون، أما البوغي فهي قرية على بعد ستة فراسخ من ترمذ.

  • مولده ونشأته

وُلد الإمام الترمذي في بداية القرن الثالث هجري في عصر السنة الذهبي، وقد وُلد في سنة 210هـ تقريبًا، وقيل وُلد سنة بضع ومائتين، وقد وردت معلومات بسيطة بأنه نشأ في ترمذ في أسرة رقيقة الحال، وقد قال أكثر من واحد أنه وُلد ضريراً، والأصح أنه أضرّ في كبره في رحلة علمه.


مكانته العلمية

كانت للإمام الترمذي مكانة علمية مميزة وواضحة، ويرجع هذا إلى أن بداية طلبه للعلم كانت في سنٍّ مبكّرة؛ إذ كان الإمام الترمذي قد ابتدأ حفظه للقرآن الكريم ودراسته لبعض العلوم دون عمر العشرين عند شيوخ أهل بلده كما هو حال طلاب العلم قديمًا، ثم أخذ بالارتحال إلى بلدان أخرى، هذا ويدل على مكانة الإمام الترمذي العلمية عدة أمور، منها:[٢]

  • رواية الإمام البخاري عنه

إذ كان الإمام البخاري شيخًا للإمام الترمذي، ومع هذا فقد انتفع منه وكان يروي عنه، ومما لا شك فيه أن هذا يدل على مكانة مميزة للإمام الترمذي.

  • شهادة العلماء له بمكانته المميزة

لقد وثق عدد كبير من العلماء بعلم الترمذي وشهد بفضله ومكانته، ومن هؤلاء العلماء الذين وثقو به: ابن حبان، والحافظ الخليلي، والحافظ المزي، وابن الأثير الجرزي، ومما قاله عنه ابن الأثير: "أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنَّف (الجامع) و(العلل)، تصنيف رجل متقن، وبه كان يضرب المثل"، وهذه الشهادات لا شك وأنها تُبيّن وتوضّح مكانته المتميزة حتى عند العلماء.


أهم مؤلفاته

كان للإمام الترمذي اجتهادات واسعة في علمه، ومما يدل على هذا وجود مؤلفات كثيرة له في العلوم المختلفة، ومن هذه المؤلفات التي كتبها الإمام الترمذي ما يأتي:[٣]

  • الجامع

وهو أكثر كتب الإمام الترمذي شهرة، ويعتبر من الكتب الستة الصحاح

  • العلل الصغير

وهذا الكتاب قد اختلف في كونه جزءاً من كتاب الجامع أم لا، والراجح حسب أهل العلم أنه خاتمة كُتبت لكتاب الجامع.  

  • العلل الكبير
  • الشمائل المحمدية.
  • تسمية أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
  • الزهد.
  • الأسماء والكنى.
  • كتاب التفسير.
  • كتاب التاريخ.


وهذه بعض مؤلفات كتب الترمذي، وفيما يأتي تفصيل عن كتابيّ سنن الترمذي (الجامع الكبير)، والشمائل المحمدية و الخصائص الصفوية:


سنن الترمذي (الجامع الكبير)

ومما يتعلق بهذا الكتاب ما يأتي:

  • أهمية سنن الترمذي (الجامع الكبير)

ترجع أهمية كتاب سنن الترمذي (الجامع الكبير) إلى كونه أحد الكتب المحتوية على أدله الفقه والأحكام الموجودة فى السنن الأربعة: سنن أبي داود، جامع الترمذي، سنن النسائي، وسنن أبي ماجه، بالإضافة إلى كتب الصحيحين فجمع به العلم كله إلا النذر اليسير؛ لأنها اشتملت على أغلب الأحاديث الصحيحة؛ ولهذا فقد كان اهتمام العلماء فيها واضحًا.[٤]


  • منهج الإمام الترمذي في سنن الترمذي (الجامع الكبير): اتبع الإمام الترمذي في كتابة هذا الكتاب منهجاً بيانه فيما يأتي:[٥]
    • ترتيبه لكتابه على الأبواب: وفي ترتيبه هذا اتباع لطريقة الجوامع؛ إذ كل باب يُذكر فيه عنوان مسألة أو حكم ذِكر الإمام الحديث.
    • وجود أكثر من حديث في كل باب.
    • إيراد الترمذي لآراء الفقهاء في الموضوع، وقولهم عن الحديث سواء في التصحيح أو التحسين أو التضعيف.
    • تكلمه حديثيا بعد ذكره للحديث: إذ كان يقول درجة إسناد الحديث ورجال الحديث وعلله وما إلى ذلك من طرق للحديث.
  • وضعه شرطاً لكتابه: من منهج الإمام الترمذي أنه وضع شرطا للأحاديث الواردة في كتابه؛ فهي إما أن تكون صحيحة مقطوع بها، وهي التي وافقت الإمامين البخاري ومسلم، وقسم ذكره لبيان علله، والقسم الأخير هو ما عمل به الفقهاء، وشرطه هذا واسع بلا شك.


الشمائل المحمدية و الخصائص الصفوية

من الكتب التي اعتنت بشرح شمائل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته الخُلقية والخَلقية؛ كتاب الشمائل المحمدية والخصائص الصفوية للإمام الترمذي، وهذه بعض العناوين التي تضمّنها:[٦]

  • باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • باب ما جاء في خاتم النبوة.
  • باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وفاته

تعدّدت الآراء في وفاة الإمام الترمذي -رحمه الله-، وقد ذُكرت عدّة أقوالٍ في المسألة، لكن المعتمد عند أغلب الأئمة أنه توفي ليلة الاثنين في الثالث عشر من شهر صفر الموافق لسنة 279 هـ، وهذا ما عليه الأكثرون، أما مكان وفاته فقيل فى سمرقند وقيل في إحدى قرى ترمذ.[٧]

المراجع

  1. محمد الترمذي، سنن الترمذي الجامع الكبير، صفحة 18- 20 . بتصرّف.
  2. عامر جود الله، الأحاديث التي لم تصح وعليها العمل، صفحة 13-16. بتصرّف.
  3. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 154. بتصرّف.
  4. محمد الترمذي، جامع الترمذي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. محمد الزهراني، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري، صفحة 138. بتصرّف.
  6. محمد الترمذي، الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث. بتصرّف.
  7. قبلي بن هني، منهج الإمام الترمذي في الحكم على الحديث بالحسن في الجامع، صفحة 54. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×