مفهوم الصحابي
إنّ الصحابي مأخوذ من الصحبة وهي: الملازمة والمرافقة، والصحابي هو: "من لقي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مؤمنًا به ومات على الإسلام"، والجمع صحابة؛ فالصحابي منسوب إلى الصحابة وهو واحدٌ منهم،[١] وقد توجد تعريفات أخرى للصحابي بحسب ما يرى أصحاب كلّ علم؛ فالصحابي عند علماء الأصول: "هو من طالت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تطل كالوافدين فلا"، أمّا علماء الحديث فقد توسّعوا في مفهوم الصحابي، حيث قال ابن الصلاح: " أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثا أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة، وهذا لشرف منزلة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أعطوا كل من رآه حكم الصحابة"، وقد ذكر ابن حجر أنّ الصحبة في اللغة لا يُشترط فيها قدرٌ معيّن وعدّ المفهوم العام للصحابي هو أصح ما قيل في تعريفه، وسيتحدّث هذا المقال حول سيرة حياة سعد بن معاذ.[٢]
سيرة حياة سعد بن معاذ
إنّ سعد بن معاذ هو أحد صحابة رسول الله الكرام، واسمه هو: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت واسمه عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي، أبو عمرو، وأمه كبشة بنت رافع، أسلم سعد على يد مصعب بن عمير؛ وقد أرسله رسول الله ليدعو قومه إلى الإسلام فقال لهم: "كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا"، فأسلم قومه وهو من أعظم الناس بركةً في الإسلام، شهد سعد معركة بدر وأحد وكان له موقف عظيم في يوم بدر عندما خشي رسول الله أن لا يكون للأنصار رغبةٌ في قتال قريش إلّا أنّ سعدًا قد شدّ على يدي رسول الله وأخبره أنّهم ماضون معه حيث مضى كما آمنوا به وصدقوه فهم على استعدادٍ للحرب معه وأنهم قومٌ ذو صبر وعزيمة؛ فأفرح كلامه رسول الله وزاد في نشاطه لقتال الكفّار.[٣]
أُصيب سعد بن معاذ في غزوة الخندق ولكنّه دعا الله أن يبقيه حتى يشهد غلبة المسلمين على بني قريظة؛ فكان له ذلك وقد حكّمه رسول الله فيهم فقضى أن يُقتل رجالهم، وتُسبى نساؤهم، وذرياتهم، وقد أخبره رسول الله أنّ حكمه هذا موافق لما قضى به الله -عزّ وجلّ- فيهم، وممّا ذُكر في سيرة حياة سعد بن معاذ من صفاته البدنية أنّه كان رجلًا أبيض، طوالًا، جميلًا، حسن الوجه، أعين، حسن اللحية"، وقد آخى رسول الله بينه وبين أبي عبيدة بن الجرّاح وقيل أنّه آخى بينه وبين سعد بن أبي وقّاص.[٤]
قصة سعد بن معاذ واهتزاز العرش لموته
مات سعد بن معاذ في السنة الخامسة للهجرة متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في غزوة الخندق ، وقد دُفن في البقيع ومن المحطات الفاصلة في سيرة حياة سعد بن معاذ اهتزاز العرش لموته، حيث ذكر أهل السيَر هذا الخبر، قال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم، عن الحسن البصري، قال: كان سعد بادنا، فلما حملوه وجدوا له خفّة.فقال رجال من المنافقين: والله إن كان لبادنا، وما حملنا أخف منه. فبلغ ذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "إن له حملة غيركم، والذي نفسي بيده، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له العرش"، وقد ذُكرت هذه القصّة بأكثر من صيغة جميعها تدّل على اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ ولكنّ بعض علماء اللغة قالوا أنّ معنى اهتزّ، أي تحرّك، في حين قال آخرون أنّ العرش هو أحد مخلوقات الله التي تهتز وتتحرك بمشيئته سبحانه.[٤]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى صحابي في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب الإصابة في تمييز الصحابة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب أسد الغابة ط العلمية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.