شرح آداب المسجد للأطفال
المسجد صورة من صور شعائر الله -تعالى- الذي يحتاج لتعظيم وتبجيل وتوقير، لذلك على المسلم اتباع مجموعة من الآداب عند الذهاب إليه وعلى العبد تعليم هذه الآداب للأطفال أيضاً حتى يتسنى لهم التزامها وتطبيقها عند ذهابهم للمسجد لأداء العبادة فيه.
آداب المسجد
تعدُّ المساجد بيوت الله والأماكن التي يُذكر فيها اسم الله على الدوام، وبناءً على ذلك فإنَّ من الواجب على المسلمين أن يحافظوا عليها ويلتزموا بآدابها وسننها، ومن الآداب التي يجب أن يلتزم بها المسلمون في المساجد ما يأتي:[١]
- الخروج إلى المسجد بأحسن الثياب؛ ويشمل ذلك الطهارة في البدن والثوب، إضافة إلى النظافة ولبس أحسن الثياب وأجملها، والتطيب عملاً بقول الله -تعالى-: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ).[٢]
- اجتناب أكل الثوم والبصل أو غيرها مما يثير رائحة غير مرغوب بها عند الحضور إلى المسجد، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أكَلَ البَصَلَ والثُّومَ والْكُرَّاثَ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه بَنُو آدَمَ).[٣]
- الاستياك؛ فإنَّ استخدام السواك قبل الذهاب إلى المسجد يساعد على التخلص مما بقي في الفم من الروائح الكريهة، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيه: (لولا أنْ أشقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواكِ عندَ كُلِّ صلاةٍ).[٤]
- حضور المسجد من غير استعجال، وانتظار الصلاة واستغلال الوقت ما بيت الأذان والإقامة بذكر الله وأداء النوافل، قال -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ).[٥]
- حضور القلب والخشوع أثناء الصلاة والقراءة بتدبر، والتفكر في جميع أفعال الصلاة لكي تكون الصلاة صحيحة.
- الدعاء عند الخروج إلى الصلاة، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ في سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ في بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا).[٦]
- المشي إلى المسجد بهدوء وسكينة ووقار، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِذَا سَمِعْتُمُ الإقَامَةَ، فَامْشُوا إلى الصَّلَاةِ وعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ، ولَا تُسْرِعُوا، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا).[٧]
- الحرص على الذهاب إلى المسج مشياً على الأقدام، وكلما كان المسجد أبعد كان الأجر أعظم لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا في الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشًى).[٨]
- عدم تشبيك الأصابع؛ لقول رسول الله: (إذا توضأَ أحدُكم في بيتِهِ ثم أَتَى المسجدَ كان في صلاةٍ حتى يرجعَ فلا يفعلُ هكذا وشَبَّكَ بينَ أصابعِه)،[٩] وقد علّل رسول الله أنّ المسلم في صلاة وهذا الفعل لا يليق بالصلاة.
- المحافظة على نظافة المسجد من الأوساخ، وأهم ما في ذلك أن يخلع المصلي الحذاء لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلَّى أحدُكُم فخلَعَ نعلَيهِ فلا يؤذِ بِهِما أحدًا ليجعَلْهُما بينَ رجلَيهِ أو ليصلِّ فيهِما).[١٠]
فضل الصلاة في المسجد
بيَّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فضل الصلاة في المسجد في العديد من الأحاديث، منها ما يأتي:
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ ما دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إلى أَهْلِهِ إلَّا الصَّلَاةُ).[١١][١٢]
- فضل المشي إلى المساجد؛ روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله: (كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ).[١٣][١٤]
المراجع
- ↑ محمد صالح المنجد ، سلسلة الآداب، صفحة 1-11، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف ، آية:31
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:564، صحيح .
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 22 ، صحيح.
- ↑ سورة آل عمران ، آية:133
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:763، صحيح .
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:636، صحيح .
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي موسى الأشعري ، الصفحة أو الرقم:662، صحيح .
- ↑ رواه ابن خزيمة، في إرواء الغليل ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 437، صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ رواه أبو داود ، في صحيح أبي داود ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:655، صحيح .
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:649، صحيح .
- ↑ محمود خليل (2020)، سبيل الرشاد، هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم (الطبعة 2)، صفحة 242، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2989، صحيح.
- ↑ ابن المبارك ، الزهد والرقائق لابن المبارك، صفحة 136. بتصرّف.