شرح حديث الإسراء والمعراج

كتابة:

الإسراء والمعراج

أحداث قصة الإسراء والمعراج متّفق على صحّتها؛ فقد رواها البخاري ومسلم بطولها، وهذا المقال يستعرض الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري مع شرح مبسّط لمجريات الأحداث فيه.

ولا يخفى أنّ حادثة الإسراء والمعراج تعدّ إحدى أهمّ المعجزات التي أكرم بها المولى -سبحانه- نبيّه -صلى الله عليه وسلّم-، حيث جاءتْ عقب سلسلة من التّحديات والأحزان التي واجهها النّبي الكريم في مكّة المكرمة قبل الهجرة، وقد حملتْ هذه المعجزة المباركة في مجملها تكريماً ومواساة للنبيّ -عليه الصلاة والسّلام- وجبراً لخاطره.

ويُقصد بالإسراء تلك الرحلة من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، والمعراج ما أعقب ذلك؛ عروجاً إلى السماوات العلا، وجمهور أهل العلم على أنّ هذه الرحلة المباركة جرت للنبي الكريم في ليلة واحدة جسماً وروحاً على الحقيقة.[١]

شرح حديث الإسراء والمعراج

تضمّن حديث الإسراء والمعراج ذكراً لعدد من الأحداث التي عاشها النبي -عليه الصلاة والسلام- بدءاً من حادثة شقّ الصّدر، ومروراً بركوب الدّابة التي حملته إلى بيت المقدس؛ ثمّ رحلة الارتقاء إلى السموات العلا وما جرى فيها من أحداث باهرة، وفيما يأتي استعراض متسلسل لكلّ ذلك:[٢]

  • حادثة شقّ الصدر

ثبت في الصحيح عن مالك بن صعصعة -رضي الله عنه- أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَدَّثَهُمْ عن لَيْلَةِ أُسْرِيَ بهِ؛ فقال: (بيْنَما أنَا في الحَطِيمِ -ورُبَّما قَالَ: في الحِجْرِ- مُضْطَجِعًا، إذْ أتَانِي آتٍ، فَقَدَّ [وفي رِوايةٍ]: فَشَقَّ ما بيْنَ هذِه إلى هذِه -فَقُلتُ لِلْجَارُودِ وهو إلى جَنْبِي: ما يَعْنِي بهِ؟ قَالَ: مِن ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إلى شِعْرَتِهِ. [وفي رِوايةٍ]: مِن قَصِّهِ إلى شِعْرَتِهِ- فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ...).

والحطيم والحِجر بمعنى واحد، وهو الجدار القصير المستدير بجانب الكعبة، وهو جزء من الكعبة؛ لكنّ قريش لمّا أعادتْ بناء الكعبة قصُرت بها النّفقة؛ فتركت هذا الحِجر علامةً لحدود الكعبة، وبقيَ الأمر على حاله، وذكر أهل العلم أنّ ما جرى من حادثة شقّ الصّدر وغسل قلبه بالإيمان جرى على الحقيقة.[٣]

  • ركوب الدّابة باتّجاه بيت المقدس

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه أُتِيَ بدابةٍ ليركبها في رحلة الإسراء باتّجاه بيت المقدس، فيقول: (... ثُمَّ أُتِيتُ بدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وفَوْقَ الحِمَارِ أبْيَضَ -فَقَالَ له الجَارُودُ: هو البُرَاقُ يا أبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ أنَسٌ: نَعَمْ- يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عليه...)، وفي رواية الإمام مسلم: (... فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ ...).[٤]

وفي هذا تأكيد على قوله -سبحانه-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[٥] أمّا البراق فهي دابّة أقلّ حجماً من البغل، وأكبر من الحمار، وكانت حركة انتقال البراق سريعة جدَّاً؛ حيث كان مقدار خطوتها الواحدة بمقدار ما ينتهي إليه البصر.

  • لقاء النبي بآدم وترحيبه به

ارتقى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- برفقة جبريل -عليه السلام- إلى السموات الطّباق، والتقى في السّماء الدّنيا -السّماء الأولى- بأبي الأنبياء -آدم عليه السّلام-، يقول النبيّ الكريم: (... فَانْطَلَقَ بي جِبْرِيلُ حتَّى أتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هذا أبُوكَ آدَمُ، فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالِابْنِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

وفي لقاء النّبي الكريم بآدم -عليه السلام- إشارة لما سيقع له -صلى الله عليه وسلّم- من الهجرة إلى المدينة وفراقه لمكّة المكرمة؛ حيث وقع لآدم أمرٌ مشابه من خروجه من الجنة إلى الأرض.

  • لقاء النبي بيحيى وعيسى وترحيبهما به

صعد النبي -صلى الله عليه وسلّم- بعد ذلك إلى السماء الثانية، والتقى فيها بيحيى وعيسى -عليهما السلام؛ يقول النبي -الكريم: (... ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذَا يَحْيَى وعِيسَى -وهُما ابْنَا الخَالَةِ- قَالَ: هذا يَحْيَى وعِيسَى فَسَلِّمْ عليهمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

وفي لقاء النّبي الكريم بيحيى وعيسى إشارة لما سيقع له -صلى الله عليه وسلّم- من بغي اليهود وعدواتهم؛ كما حصل مثل ذلك ليحيى وعيسى -عليهما السّلام- في حياتهما.

  • لقاء النبي بيوسف وترحيبه به

التقى النبيّ الكريم في السّماء الثالثة بيوسف -عليه السلام-، حيث قال: (... ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذَا يُوسُفُ، قَالَ: هذا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

وفي لقاء النّبي الكريم بيوسف -عليه السلام- إشارة لما سيقع له -صلى الله عليه وسلّم- من عداوة أهله من قريش؛ ثمّ كانت العاقبة له؛ ففتح مكة فتحاً مؤزّراً، ودخل النّاس في دين الله أفواجاً، وقد حدث مثل هذا ليوسف -عليه السلام- يوم أنْ بغى عليه إخوته؛ ثمّ كانت عاقبة أمره خيراً، وأظهر الله أمره وأعلى شأنه، وندم إخوته على ما فعلوا.

  • لقاء النبي بإدريس وترحيبه به

التقى النبيّ الكريم في السّماء الرّابعة بيوسف -عليه السلام-، حيث قال: (... ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إلى إدْرِيسَ، قَالَ: هذا إدْرِيسُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

ولقاء النّبي الكريم بإدريس -عليه السلام- إشارة لما اشتركوا فيه من رِفعة المكانة وعلوّ المنزلة عند الله -تعالى-، وصدق الله إذ يقول: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا*‏ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).[٦]

  • لقاء النبي بهارون وترحيبه به

في السّماء الخامسة يخبر النبي الكريم عن لقائه بإدريس -عليه السلام-؛ فيقول: (ثُمَّ صَعِدَ بي، حتَّى أتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هذا هَارُونُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

ولقاء النّبي الكريم بهارون -عليه السلام- إشارة لما سيقع له من محبّة قومه بعد أنْ بالغوا بأذيّته، وهذا حاصل الأمر مع هارون -عليه السّلام-.

  • لقاء النبي بموسى وترحيبه به وبكاؤه

في السّماء السادسة التقى المصطفى -صلى الله عليه وسلّم- بموسى -عليه السلام-، حيث رحّب به؛ ثمّ بعد أنْ افترقا بكى موسى -عليه السلام- غطبة للنبيّ الكريم؛ إذ جعل الله -تعالى- أمّته أكثر دخولاً من قوم موسى.

وفي هذا يقول النبي الكريم: (... ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هذا مُوسَى فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قيلَ له: ما يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أبْكِي لأنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِن أُمَّتِي...).

ولقاء النّبي الكريم بموسى -عليه السلام- إشارة لما واجهه -صلى الله عليه وسلّم- من تحدّيات وصعوبات مع قومه؛ حيث تعدّدت أشكالها وتنوّعت فصولها، وهذا مشابهٌ لما وقع لموسى -عليه السّلام- مع بني إسرائيل.

  • لقاء النبي بإبراهيم وترحيبه به

بعد ذلك صعد النبيّ إلى السماء السابعة، وفيها التقى بإبراهيم -عليه السلام-، إذ يقول: (... ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إبْرَاهِيمُ قَالَ: هذا أبُوكَ فَسَلِّمْ عليه، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: مَرْحَبًا بالِابْنِ الصَّالِحِ والنَّبيِّ الصَّالِحِ...).

ولقاء النّبي الكريم بإبراهيم -عليه السلام- إشارة لما سيمكّن الله به دينه وشعائره؛ حيث أقام النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- مناسك الحجّ، ومكّن له من تعظيم البيت الحرام وتطهيره من الأوثان.

  • زيارة النبي لسدرة المنتهى والبيت المعمور

أكرم الله -تعالى نبيّه بزيارة سدرة المنتهى والبيت المعمور، وهما موضعان لم يصلهما أحدٌ من البشر سوى النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وقد وصف ما رآه في سدرة المنتهى، وفي ذلك يقول: (... ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وإذَا ورَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هذِه سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلتُ: ما هذانِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ).

  • شرب النبي من إناء اللبن ودلالة ذلك

يقول النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (... ثُمَّ أُتِيتُ بإنَاءٍ مِن خَمْرٍ، وإنَاءٍ مِن لَبَنٍ، وإنَاءٍ مِن عَسَلٍ، فأخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: هي الفِطْرَةُ الَّتي أنْتَ عَلَيْهَا وأُمَّتُكَ...)، وفي ذلك ذكر أهل العلم أنّ الفطرة هنا تعني فطرة الإسلام، وقيل: الأصل الذي خلق الله عليه كلّ مولود؛ حيث يكون أوّل ما يشربه اللبن أول ما يدخل جوفه، وأيّاً كان الأمر فإنّ أخذه اللبن دلالة على توفيق الله له؛ فالخمر مفسدة للعقل والدّين.

  • فرض الصلاة على الأمّة ونصيحة موسى للنبي

حملت رحلة معراج النبيّ الكريم تشريع الصلاة على الأمّة، يقول النبي -عليه الصلاة والسّلام-: (... ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقَالَ: بما أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، وإنِّي واللَّهِ قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا...).

ثمّ يقول: (... فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ...).

ثمّ قال -عليه الصلاة والسّلام-: (... فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلتُ: أُمِرْتُ بخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، وإنِّي قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حتَّى اسْتَحْيَيْتُ، ولَكِنِّي أرْضَى وأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبَادِي).[٧]

المراجع

  1. محمد سعيد البوطي، فقه السيرة، صفحة 108. بتصرّف.
  2. فرق الموقع، "شرح حديث الإسراء والمعراج"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 27/5/2023. بتصرّف.
  3. فريق الموقع، "حجر إسماعيل.. صلاة داخل الكعبة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2023. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162 ، صحيح.
  5. سورة الإسراء، آية:1
  6. سورة مريم، آية:56-57
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم:3887، صحيح.
5611 مشاهدة
للأعلى للسفل
×