شرح حديث من هم بحسنة أو سيئة

كتابة:
شرح حديث من هم بحسنة أو سيئة

ترجمة الراوي

راوي حديث من همّ بالحسنة أو السيئة؛ الصحابي الجليل عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي، كُنيته أبو العباس، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، ولد قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات، لُقّب بحبر الأمة، وترجمان القرآن، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم، كان رضي الله عنه من الغلمان المقربين والمحببين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مما كان له الأثر في بناء شخصيته، وتكوين علمه وفكره، فكان من أحرص الناس على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، روى الكثير من الأحاديث، توفي رضي الله عنه بالطائف في السنة الثامنة والستين من الهجرة النبوية وكان عمره على الأرجح من أقوال المؤرخين واحد وسبعين سنة.[١]

شرح حديث من هم بحسنة أو سيئة

في هذا الحديث حثّ الله تعالى عباده المؤمنين على التسابق في القيام بالعبادات وفعل الطاعات عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما يَرْوِي عن رَبِّهِ تَبارَكَ وتَعالَى، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وإنْ هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ عزَّ وجلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، وإنْ هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وإنْ هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ سَيِّئَةً واحِدَةً"، [٢] ، ؛ ولم يجعل جزاء الحسنة حسنة مثلها بل ضاعف أجرها إلى عشرة أضعاف قال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}،[٣] ثم ضاعف العشرة إلى سبعين ضعفًا، ثم يضاعفها الله إلى أضعاف كثيرة لمن شاء من عباده، وهذا من فضل الله تعالى على عباده ولا يقتصر فضله سبحانه عند هذا الحد بل يشمل مجرد العزم على فعل العمل الصالح، فمن همّ بالحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وكذا الأمر بمن همّ بالسيئة فلم يعملها خوفًا من الله تعالى كتبت له حسنة كاملة، أما بالنسبة لمن ارتكب ما حرّم الله فتكتب له سيئة واحدة فقط، قال الله تعالى: {وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}،[٣] وهذا من تمام عدله سبحانه.[٤]

معاني مفرادات حديث من هم بحسنة أو سيئة

بعد التعرف على شرح حديث من همّ بالحسنة أو السيئة لا بد من معرفة معاني مفردات هذا الحديث، فقد اشتمل حديث من همّ بالحسنة أو السيئة على العديد من المفردات، وفيما يأتي بيان لمعاني هذه المفردات:[٥]

  • "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ": أي أنّ الله تعالى أمر الحفظة من الملائكة بكتابتها.
  • "فمَن هَمَّ": أي من أراد وقصد القيام بالشيء بقلبه وكان عازمًا على فعله.
  • "كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ": في هذا إشارة إلى الاعتناء بها.

المراجع

  1. "عبد الله بن عباس"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:131، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب سورة الأنعام، آية:160
  4. "حديث إن الله كتب الحسنات والسيئات"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  5. "شرح حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
3695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×