شرح حديث (الصلاة وما ملكت أيمانكم)

كتابة:
شرح حديث (الصلاة وما ملكت أيمانكم)
ورد من حديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في مرضه الذي توفّي فيه: (الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم، الصَّلاةَ وما ملكت أيمانُكم)،[١] فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.[٢]

وكان آخر وصيةٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة، فقد جاء في روايات أخرى نصها كانت آخر وصيَّةٍ للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة؛ لِما للصلاة من أهميّة عظمى، ومنزلةٍ كبرى عند الله -عز وجل-، وهو حديثٌ ضعيفٌ؛ وقد شرحه العلماء بما يأتي:


قول النبي -صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة)

تطلق الصلاة في اللغة على الدعاء، ولذلك قال الله -عز وجل-: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،[٣] أي ادعوا لهم بالمغفرة والخير والرحمة،[٤] والصلاة في عرف الشرع عبادةٌ مشتملةٌ على أفعالٍ وأقوالٍ مخصوصةٍ، مُفتَتَحةٌ بتكبيرة الإحرام، مختتمةٌ بالتسليم، نقلَت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالتواتر.[٥]

والمعنى احفظوا الصلاة بالمواظبة عليها، والمحافظة عليها في أوقاتها، بأركانها، وشروطها، وواجباتها؛ فإنّ أول ما يُسأل عنه الإنسان الصلاة، إن صلحت؛ صلحت سائر أعماله، وإن فسدت؛ فسدت سائر أعماله.[٦]

وعن عبد الله بن قرط عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله)،[٧] وقال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ).[٨][٦]

قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وما ملكت أيمانكم)

يوصي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بما ملكت الأيمان؛ بأن تُحسن المعاملة معهم، والقيام بما يحتاجون إليه وإعطائهم حقوقهم، وعدم التقصير معهم، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال: إني ساببت رجلاً فعيّرته بأمه، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم).[٩][٦]

وقال بعض العلماء: أراد -صلى اللَّه عليه وسلم- حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأيدي، كأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يعلم من الله -عز وجل- بما يكون من أهل الردة، وإنكارهم وجوب الزكاة، وامتناعهم عن أدائها إلى القائم بعده بقطع حجتهم، بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة، فقرنهما، ولذلك قرن الله -عز وجل- بين الصلاة والزكاة في كثيرٍ من الآيات.[٦]

فضل الصلاة

الصلاة هي ركنٌ من أركان الدين الإسلامي، بل هي آكد أركانه، وهي عمود الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين، وقد فرضها الله -عزّ وجلّ- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج من فوق سبع سمواتٍ، ولها أهميَّةٌ في حياة المسلم، وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا أصابه أمرٌ بادر إلى الصلاة.[٥]

المراجع

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:5154، صحيح.
  2. رواه ابن ماجة، في سنن ابن ماجة، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:1625، حديث صحيح.
  3. سورة التوبة، آية:103
  4. الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1413)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (الطبعة 4)، دمشق:دار القلم، صفحة 98، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة مؤلفين (1424)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 43، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث شهاب الرملي (1437)، شرح سنن أبي داود (الطبعة 1)، مصر:دار الفلاح، صفحة 447، جزء 19. بتصرّف.
  7. رواه سليمان الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم:1859، صححه الألباني.
  8. سورة المؤمنون، آية:9
  9. رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو ذر، الصفحة أو الرقم:30، حديث صحيح.
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×