شرح حديث (تزوجوا الودود الولود)

كتابة:
شرح حديث (تزوجوا الودود الولود)

شرح حديث (تزوجوا الودود الولود)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَزوَّجوا الودودَ الولودَ، فإنِّي مكاثرٌ بِكمُ يومَ القيامةِ)،[١] وقد شرع الإسلام الزواج وحثّ عليه ورغّب به؛ فهو بابٌ من أبواب الحلال، وفيه استقرار المجتمع، وفي الزواج حث للمسلم والمسلمة على تكثير الأولاد الصالحين ليتباهى بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودلّت على ذلك الأحاديث النبوية الكثيرة، وقد ذكر بعض العلماء هذا الحديث في باب النهي عن التبتل؛ أي الانقطاع عن الزواج.

معاني مفردات الحديث

سنذكر معاني مفردات الحديث فيما يأتي:[٢]

  • (الودود)؛ تعني المتحببة المتلطفة في كلامها وخطابها ومعاشرتها وبشاشتها، وجدير بالذكر أن الودود صفة لكلا الجنسين الذكر والأنثى، فيقال: زوج ودود وزوجة ودود.
  • (الولود)؛ وقد بينها بعض العلماء بأن معناها من يكثُر نسلها، وذكر البعض أن المراد في الولود مظنة الولادة أي من تكون شابّة لا عجوز، فالعجوز لا تحتمل الإنجاب وإكثار النسل.
  • (المُكَاثرة)؛ تعني المُفَاخرةُ ومعناه هنا مفاخرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثرة الأتباع من أهل الإسلام.[٣]

فوائد الحديث

الحديثُ يؤكد على استحباب الزواج، وفضيلةِ الإنجاب وحث الأزواج عليه؛ وذلك تحقيقاً للغاية التي خُلق الإنسان من أجلها وهي عبادة الله -تعالى- وعمارة الأرض، واتباعاً لمراد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمباهاة بأمته لاتباعها الإسلام، وسأذكر بعض الفوائد الواردة في الحديث فيما يأتي:[٤]

  • الحث على الزواج من المرأة الودود

المودة والرحمة عماد العلاقة الزوجية؛ لذا حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على توجيه الشباب من الزواج من المرأة المحبة، وحث الأزواج على اللين واللطف في معاملة زوجاتهم، وحث كلا الزوجين على معرفة الحقوق والواجبات في الزواج؛ وذلك من أجل بناء أسرة مسلمة تعبد الله -تعالى- وتوحده، وتتبع سنة الرسول الكريم، وتحقيقاً للسكن والرحمة بين الزوجين.[٥]

  • الترغيب في الزواج من المرأة الولود

وذلك تحقيقاً للمصلحة في المرأة الولود؛ لتكثير عباد الله الصالحين، ومباهاة الرسول الكريم بأمته المسلمة.[٦]

  • الحث على الإنجاب في الحديث الشريف

وذلك "لموافقة محبة الله ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أما محبة الله فبالسعي في تحصيل الولد لبقاء جنس الحيوان، وإظهار عجائب صنع الله ومجاري حكمته، وأما السعي في محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضاه بتكثير ما هو مباهٍ به الأمم".[٧]

  • معرفة المرأة الولود

ويكون ذلك بحالتين؛ إذا كانت متزوجة من رجل قبله وأنجبت، أو بالنظر إلى مثيلاتها من الأخوات والقريبات مظنة الغالبَ، فلعل أن طبائع نساء الأقارب تسري من بعضهنَّ إلى بعضٍ، وتشبه بعضُهنَّ بعضاً.[٤]

  • حث الرسول الكريم على الزواج

وذلك من أجل تحصين النفس بطريقة صحيحة سليمة، ووقايةً من الوقوع في الحرام، ثبت عن الرسول الكريم أنه قال: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[٨][٥]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:198، صحيح .
  2. المناوي، عبد الرؤوف، كتاب فيض القدير، صفحة 242. بتصرّف.
  3. لابن رسلان ، كتاب شرح سنن أبي داود، صفحة 265. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مظهر الدين الزيداني، كتاب المفاتيح في شرح المصابيح، صفحة 15. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الوهاب خلاف، كتاب أحكام الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية، صفحة 15.
  6. لابن رسلان ، كتاب شرح سنن أبي داود، صفحة 9-10 . بتصرّف.
  7. ابن رسلان، كتاب شرح سنن أبي داود، صفحة 266.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، صحيح.
4334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×