شرح حديث (من صام رمضان إيمانا واحتسابًا)

كتابة:
شرح حديث (من صام رمضان إيمانا واحتسابًا)


شرح حديث (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا)

معنى (من صام رمضان إيمانًا واحتساباً)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[١] والمفردات الواردة في الحديث:

  • صام

والصوم هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس؛ طلباً لرضوان الله.[٢]

  • إيماناً

والإيمان هو التصديق الجازم بأن الله تعالى فرض علينا صيام شهر رمضان، وأعد لمن صامه أجراً عظيماً بمغفرة الذنوب ما تقدم منها، وجاء في فتح الباري أنّ المراد بالإيمان هو الاعتقاد بحق فرضية صومه،[٣] كما تعني كلمة إيماناً: تصديقاً بوجوب الصيام وفريضته.[٤]

  • احتساباً

المراد بالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى،[٥] وهي كما قال الجوهري: الأجر، واحتسبت بكذا؛ أي أجراً عند الله، وقال البغوي : طلباً للأجر في الآخرة ، وقيل : يصومه على معنى الرغبة في نيل ثَوابه من الله تعالى بطيب نفسه ، وغير مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه.[٦]


ولا شك أن هذا الحديث يبين لنا الثواب العظيم الذي يناله من يصوم شهر رمضان مؤمناً ومصدقاً بوجوب صوم شهر رمضان وثوابه من غفران الذنوب ما تقدم منها ، ومحتسباً أي صابراً دون تأفف ، أو ملل، أو تضجر ؛ طلباً للثواب من الله تعالى ، لا طلباً للرياء والسمعة والشهرة، أو لشيء آخر.


وينبغى أن يحرص المسلم على أن تكون نيته قبل الصيام هي صوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً ، كما أن عليه تجديد هذه النية كل ليلة ؛ حتى يكون ممن نال الثواب العظيم إن شاء الله.[٧]


معنى (غفر له ما تقدم من ذنبه)

لا شك أن صيام شهر رمضان لمن صامه مؤمناً بما أعده الله للصائمين من أجر، واحتساباً لمشاق الصيام ومتاعبه في سبيل تحصيل هذا الأجر ، يؤدي إلى مغفرة الذنوب ما تقدم منها ، فيمحو الله تعالى بالصيام الذنوب، ويستبدلها بالمغفرة والعفو ، والتجاوزعن الزلات، والرضا عن العباد ، ودخول الجنة من باب الريان الذي أعدّه للصائمين، وهذا من عظيم فضل الله وكرمه ورحمته.[٨]


فضائل عامة لشهر رمضان

إنّ لشهر رمضان فضائل عامة عديدة ثبتت في نصوص شرعية صحيحة، منها ما يأتي:[٩]

  • خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.
  • الملائكة في كل يوم وليلة تستغفر للصائمين.
  • يغفر الله تعالى فيه الذنوب، ويعتق رقاب عباده الصالحين من النار.
  • فيه ليلة القدر، أجرها خير من ألف شهر.
  • الدعاء فيه من مواطن الإجابة.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:38، صحيح .
  2. شمس الدين البرماوي، اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح، صفحة 355. بتصرّف.
  3. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، صفحة 115. بتصرّف.
  4. شمس الدين البرماوي ، اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح، صفحة 367. بتصرّف.
  5. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، صفحة 115. بتصرّف.
  6. شمس الدين البرماوي، اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح، صفحة 367. بتصرّف.
  7. معتز ابراهيم (27/4/2019)، "شرح حديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا"، الموسوعة العربية الشاملة ، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
  8. عبد الكريم الخضير، شرح المحرر في الحديث، صفحة 18. بتصرّف.
  9. عبد الله ناصح علوان (1979)، فضائل رمضان وأحكامه (الطبعة 2)، صفحة 9-10. بتصرّف.
5487 مشاهدة
للأعلى للسفل
×