محتويات
حديث: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه
أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً)،[١] في رواية أخرى أخرجها الألباني عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنِّي لأستغفرُ اللَّهَ في اليومِ سبعينَ مرَّةً).[٢]
شرح حديث: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه
المعنى الإجمالي للحديث
من رحمة الله تعالى بعباده بأنّه جعل لهم أبواب التوبة مفتوحة لا تغلق إلا بتحقق علاماتها؛ كطلوع الشمس من مغربها، أو بلوغ الروح للغرغرة، وفي الحديث يخبرنا النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يتوب إلى الله ويستغفره أكثر من سبعين مرّة في اليوم، فإذا كان هذا في حقّ النّبي عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم من الله تعالى، فتكون التوبة والاستغفار في حقّ الأمّة أوجب، وجاء قسم النّبي -عليه الصلاة والسلام- لتأكيد الخبر، والعدد المذكور ليس حصرًا وإنّما من باب بيان الكثرة، وقد كان عليه السلام يطلب المغفرة من الله تعالى بأي صيغة كانت، وقيل إن المراد هو صيغة "أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ".[٣]
ما يُستفاد من الحديث
في الحديث جملةٌ من الفوائد والمعاني، آتيًا ذكرها:[٤]
- بيانٌ لوجوب التوبة وأهميتها.
- أهمية الاقتداء بالنّبي -صلى الله عليه وسلم- والامتثال لأمره.
- في الحديث دليل على حرص النّبي -صلى الله عليه وسلم- على عبادة الله تعالى والتوبة إليه.
- بيانٌ لسعة مغفرة الله ورحمته بعباده.
صيغ الاستغفار
تتعد صيغ الاستغفار، وقد التي دلّت عليها بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في السنّة النبوية، آتيًا بيان بعضها:[٥]
الصيغة الأولى: قول (أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه)
وذلك لما رُوي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من قال: أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ).[٦]
الصيغة الثانية: صيغة سيّد الاستغفار
لما رُوي عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ - أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ - وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ).[٧]
الصيغة الثالثة: قول (رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم)
لما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنْ كُنَّا لنعدُّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في المجلسِ يقولُ ربِّ اغفرْ لي وتبْ عليَّ إنَّكَ أنتَ التوابُ الرحيمُ مائةَ مرةٍ).[٨]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6307، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3259، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "شرح أحاديث باب التوبة من كتاب رياض الصالحين (2)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ "الصيغ المأثورة للاستغفار"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن زيد بن حارثة مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:3577، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:6323، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3090، حديث صحيح.