محتويات
شرح (اللهم صيباً نافعًا) و(سيباً هنيئاً)
سنذكر بيان معاني المفردات فيما يأتي:
- صيباً
الصيب هو المطر الذي يصب ويقع فيه شدّة،[١] ويقدر قبل كلمة صيباً كلمة (اجعله)؛ أي اجعله صيباً نافعاً،[٢] أو كلمة (اسقنا)؛ بمعنى اسقنا صيباً نافعاً،[١] وقد فُسر الصيب بالسحاب الذي يحمل المطر.[٣]
- نافعاً
تقييد في الدعاء بأن يكون المطر مما ينفع خيره، ولا يضر نزوله.[٣]
- سيباً
هو الماء الكثير،[٤] ومعنى سيباً نافعا: أي اجعله عطاء كثيراً ينفع ولا يضر.
دعاء الشتاء (اللهم صيبا نافعًا)
ثبت في الحديث الصحيح من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا)،[٥] وفي رواية أخرى أطول من هذه: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا رأى ناشئًا في أفُقِ السَّماءِ، ترك العمل، وإن كان في صلاةٍ، ثمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شَرِّها، فإنْ مُطِرَ قال: اللَّهُمَّ صَيِّبًا هنيئًا).[٦]
كما ثبت بصيغة أخرى هي: (كان إذا رأَى سحابًا مُقبِلًا من أفقٍ من الآفاقِ ترك ما هو فيه وإن كان في صلاتِه حتَّى يستقبِلَه فيقولَ اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بك من شرِّ ما أُرسِل به فإن أمطر قال اللَّهمَّ سيِّبًا نافعًا مرَّتَيْن أو ثلاثةً)،[٧] وهي بقول سيباً بدلاً من صيباً، ويُعد هذ الحديث من الأحاديث النبوية المتعلقة في سنن الشتاء والمطر.
سنن الشتاء
سنذكر بعض السنن المستحب القيام بها عند الشتاء فيما يأتي:
- الكشف عن بعض الجسد عند نزول المطر
لما يرويه أنس بن مالك -رضي الله عنه- فيقول: (أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ -تَعَالَى-).[٨]
- الدعاء بالمأثور عند هبوب الريح
(كانَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به).[٩]
- الدعاء عند سماع الرعد
كان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- (إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال: سبحان الَّذي ﴿يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾[١٠] ثمَّ يقولُ: إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ).[١١]
- إذا اشتد المطر وخشي من ضرره
من السنة حينها الدعاء الثابت بأن ينزل المطر على الأطراف والجوانب والتلال فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (اللَّهُمَّ حَوالَيْنا، ولا علينا).[١٢]
- إطفاء النار في الليل عند النوم ومنها نار التدفئة
وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَتْرُكُوا النَّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ)،[١٣] ووصف النبي -صلى الله عليه وسلم- النار بأنها عدو، حيث احترق بيتٌ في المدينة فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ هذِه النَّارَ إنَّما هي عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فأطْفِئُوهَا عَنْكُمْ).[١٤]
- يسن عند توقف المطر الدعاء
وذلك بما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مُطِرْنا بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ).[١٥]
المراجع
- ^ أ ب الطيبي، شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن، صفحة 1320. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 518. بتصرّف.
- ^ أ ب الشوكاني، نيل الأوطار، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ ابن رسلان، شرح سنن أبي داود، صفحة 352. بتصرّف.
- ↑ رواه الخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم:1032، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم:5099، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:3151، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:898، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:899، صحيح.
- ↑ سورة الرعد، آية:13
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الأدب المفرد، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:556، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1020، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:6293، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبي موسى الأشعري ، الصفحة أو الرقم:6294، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:71، صحيح.