شرح سبب نزول سورة المجادلة للأطفال

كتابة:
شرح سبب نزول سورة المجادلة للأطفال

شرح سبب نزول سورة المجادلة للأطفال

فيما يأتي أهمّ محاور سورة المجادلة التي يمكن للأمهات والآباء والمعلّمون شرحها للأطفال بطريقةٍ سهلة وميسّرة:

الأشخاص الذين نزلت فيهم سورة المجادلة

نزلت بداية سورة المجادلة في كل من خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت -رضي الله عنهما-، فقد أخرج الإمام أحمد عن خولة بنت ثعلبة أنها قالت: "فيّ والله وفي- زوجي- أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة".[١]

قصة سبب نزول سورة المجادلة

روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- قصة نزول السورة في قولها: (تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وَهيَ تقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبابي، ونثرتُ لَهُ بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطعَ ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ).[٢]

وقد كانوا في الجاهلية يُطلّقون النساء بثلاث طرق، منها الطلاق، وقد جاءت الشريعة الإسلامية وأقرّته، والطريقة الأخرى هي الظهار، فجاءت الشريعة الإسلامية ونهت عنه، وجعلت على من يفعله كفارة، والطريقة الثالثة هي الإيلاء، فالصحابي أوس بن الصامت -رضي الله عنه- ظاهر من زوجته خولة -رضي الله عنها-، فأتت تشكو ذلك لرسول الله وتخبره أنها كانت شابةً يانعة، والآن بعد أن كبرت وتغير حالها أراد الظهار منها.[٣]

وحينها أنزل الله -تعالى- قوله: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)،[٤] فقد جاءت تشكو لرسول الله وتطلب العدل في حقها وفي حق أبنائها، ولم ترضَ بما فعله زوجها دون تبصّر ولا تروي في شأن أسرته.[٥]

ما يستفاد من قصة نزول سورة المجادلة

هناك العديد من العبر التي يمكن استنباطها من قصة المجادلة ومن تعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- معها، ومن ذلك ما يأتي:[٥]

  • الحكم في قضية الصحابية خولة بنت ثعلبها.
  • إبطال حكم الظهار الذي كان في الجاهلية؛ وهو أن تُحرّم المرأة على زوجها إذا ظاهر منها، فإنّ هذا مخالف لأمر الله، وهو من أباطيل وأوهام الجاهلية التي جاء الدين الإسلامي ليغيرها.
  • تعليم نساء الأمة ورجالها واجب للدفاع عن مصالحهم، والتبصر والتروي في الحال الذي سيؤول عليه حال أسرتها.
  • التعلّم من خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- حين أرادت الشكوى من زوجها، فتوجّهت إلى رسول الله، فتتوجه المرأة في حل مشكلاتها إلى أهل العلم والمختصين في ذلك، فإن توجّهت المرأة إلى من هو ليس أهلاً لحل تلك المشكلة فسيفسد وسيزيد من تلك المشكلة بدلاً من السعي في حلّها.[٦]

المراجع

  1. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 243. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1691، صحيح.
  3. ابن نور الدين، تيسير البيان لأحكام القران، صفحة 195. بتصرّف.
  4. سورة المجادلة، آية:1-2
  5. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 7. بتصرّف.
  6. محمد المنجد، دروس الشيخ محمد المنجد، صفحة 16. بتصرّف.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×