شرح سنن الرسول المهجورة للأطفال

كتابة:
شرح سنن الرسول المهجورة للأطفال
يُقصدُ بالسنن المهجورة هي: ما كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- وشَرَعه لأمته، ولكن الناس تركوه إمّا لعدم معرفتهم به أو تناسياً له، فهناك العديد من سُنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي قد هجرها الناسُ في زماننا هذا، وسنبين في هذا المقال مجموعةً من هذه السُنن للنبي -صلى الله عليه وسلم- في أحوال مختلفة من العبادات والطاعات.[١]



شرح سُنن الرسول المهجورة للأطفال

سنن الرسول المهجورة في الوضوء للصلاة

هناك سُنن متروكة أو مهجورة في الوضوء، وتالياً بيانُ هذه السُنن:[٢]

  • التسمية قبل الوضوء: فمن الأمور المشروعة قبل البدء بالوضوء التسمية بأنْ يقول من يريد الوضوء: بسم الله، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا وُضوءَ لمن لم يَذْكُرِ اسمَ اللهِ عليهِ".[٣]
  • المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة: ويكون ذلك بأنْ يقوم المتوضئ بأخذِ غرفة من الماء فيجعل بعضها في فمه لأجل المضمضة وبعضها الآخر في أنفه لأجل الاستنشاق ويكون ذلكَ من كفٍ واحدة ويفعل ذلك ثلاثَ مرات بثلاث غرفات، ففي الحديث الذي يرويه عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- والذي يُبينُ فيه فِعلَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنَّه أفْرَغَ مِنَ الإنَاءِ علَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ غَسَلَ - أوْ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ - مِن كَفَّةٍ واحِدَةٍ".[٤]
  • السواك مع الوضوء: من السُنن المهجورة أيضاً استخدامُ السواك عند الوضوء، وهو من الأمور المستحبة، ودليلُ ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهم عندَ كلِّ صلاةٍ بوضوءٍ، ومع كلِّ وضوءٍ بسواكٍ".[٥]
  • التشهد بعدَ الوضوء: ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مُسلم عن عُقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ".[٦]


سنن الرسول المهجورة في الأكل والشُرب

هنالك العديد من السُنن المهجورة عند تناول الطعام أو الشراب، وفيما يلي بيانٌ لبعضٍ من هذه السُنن:[٧]

  • الأكل من حافة الطعام وليسَ من وسطه: وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك؛ ففي الحديث الذي يرويه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ البركةَ تَنْزِلُ في وسَطِ الطعامِ، فكُلُوا من حافّاتِه، ولا تأكلُوا من وسَطِهِ".[٨]
  • الاجتماع على الطعام وعدم أكل الطعام بشكل فردي: والحكمة في ذلك هي نزول البركة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم: "طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ".[٩]
  • لعق الأصابع قبل غسل اليد أو القيام بمسحها: ففي الحديث الذي يرويه جابر بن عبدالله-رضي الله عنه-: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بلَعْقِ الأصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقالَ: إنَّكُمْ لا تَدْرُونَ في أَيِّهِ البَرَكَةُ".[١٠]
  • الدُعاء لمن قدَّم الطعام: وهذا من السنن المهجورة والتي قد لا تخطرُ في بال الناس في زماننا، فيروى أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أكل في إحدى المرات طعاماً عند سعد بن عبادة -رضي الله عنه- فلما انتهى من الطعام قال: "أكلَ طعامُكم الأبرارُ، وصلَّتْ عليكم الملائكةُ، وأفطر عندكم الصَّائمونَ".[١١]


سنن الرسول المهجورة عند النوم

هناك سُنن للنبي-صلى الله عليه وسلم- قبل النوم كان حريصاً عليها وقد هجرها الناسُ في زماننا أو تركوا بعضاً منها، وآتياً بيانُ بعضها:[١٢]

  • الحرص على النوم باكراً: فقد وردَ في حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تنظيم وقته النوم باكراً، ومن ذلك ما رواه أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد -رضي الله عنه-: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشاءِ والحَدِيثَ بَعْدَها".[١٣]
  • الوضوء قبلَ النوم: فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرصُ على الوضوء قبلَ نومه، فقال -عليه الصلاةُ والسلام-: "إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ".[١٤]
  • أن يقول أذكار النوم: ويقوم بجمع كفيه ثم يقرأ المعوذتين وكذلك قل هو الله أحد ثلاث مرات؛ بعدها يقوم بالمسح بهما وجهه وقدرَ المستطاع من جسده، ويحرصَ كذلك على قراءة آية الكُرسي، ومن الأذكار التي تُقال عند النوم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فاغْفِرْ لَها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ".[١٥]
  • أن ينامَ على جنبه الأيمن: ويؤكد ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أخَذْتَ مَضجَعَك فتوضَّأْ وضوءَك للصَّلاةِ ثمَّ اضطجِعْ على شِقِّكَ الأيمنِ".[١٦]


المراجع

  1. طريق الاسلام (26/3/2016)، "سنن نبوية مهجورة - (1) إحياء السنن المهجورة "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  2. محمد رفيق الشوبكي، الدرر المنثورة في السنن المهجورة، صفحة 6-8. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في سنن الترمذي، عن سعيد بن زيد، الصفحة أو الرقم:25، أحسن شيء في هذا الباب.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم:91، صحيح.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7491، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:234، صحيح.
  7. كمال ابن السيد سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 349-350. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1591، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5392، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2033، صحيح.
  11. رواه ابن الملقن ، في البدر المنير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:29، صحيح.
  12. إسلام ويب (10/7/2002)، "سنة النبي عليه الصلاة والسلام في النوم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:568، صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:6311، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7393، صحيح.
  16. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:5536، صحيح.
3443 مشاهدة
للأعلى للسفل
×