محتويات
تفسير سورة العلق
تُفسَّر سورة العلق على النحو الآتي:
مظاهر عظمة الله في سورة العلق
قال الله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[١]
والآية الأولى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ):[٢] أي يا محمد ابدأ بقراءة ما أُنزِلَ إليك من القرآن الكريم بالتسمية باسم الله -عزّ وجل- الذي خلقك وخلق البشر أجمعين، (خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ):[٣] خلق الله -تعالى- الإنسان من عَلَق، والعَلَق جمعُ علَقَة وهي بقعة من الدّم الجامد.[٤]
وقوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ):[٥] أي اقرأ يا محمد وربك الكريم الحليم الذي لا يُعجّل في عقوبة عباده وإنّما يعطيهم الفرصة لكي يتوبوا، (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ):[٦] هو الذي علّم الإنسان الكتابة بالقلم، وعلّم الإنسان ما لا يعلمه، فإنّ الله -تعالى- هو من علّم آدم الأسماء، وقيل في معناها أيضاً إنّه علّم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ما لا يعلمه من الأحكام الشرعية، وهذه بعض مظاهر قدرة الله -تعالى-.[٧]
أوصاف الإنسان في سورة العلق
وردت في سورة العلق بعض صفات الإنسان، وهي: قال -تعالى-: (إنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى* إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)،[٨] أي أنّ الإنسان يتكبّر ويتمادى ويتجاوز حدّه في ارتكاب الآثام والمعاصي، ويستغني عن الهداية والرجوع إلى الصواب ويصيبه الغرور بما يملك من الأموال والأولاد، فينذره الله -تعالى- بالآيات الكريمة بأنّ رجوعه سيكون إليه -عزّ وجل-، لذا عليه المسارعة بالتوبة، والقيام بالأعمال الصالحات.[٩]
قصة أبي جهل في سورة العلق
قال -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى* عَبْداً إِذا صَلَّى* أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى* أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى* أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى* كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ* فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ* كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).[١٠]
نزلت هذه الآيات الكريمة في أبي جهل، فقد قال أبو جهل يوماً: "إن رأيتُ محمداً يُصلّي في الكعبة سأدوس بقدمي على عُنُقِه"، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلّي عند الكعبة، لم يتحرّك ولم يقُم بما كان يتوعّد رسول الله به، فقالوا له:" ما لَك؟ فقال لهم: لقد رأيت بيني وبينه خندقاً مليئاً بالنيران"، والخندق عبارة عن حفرة كبيرة، فلم يستَطِع أبو جهلٍ الوصول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو فعل لأخذتْهُ الملائكةُ عَيانًا).[١١][١٢]
التعريف بسورة العلق
سورة العلق سورة مكيّة، وعدد آياتها تسع عشرة آية،[١٣] وهي أول ما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم؛ حيث نزلت عليه في غار حراء، وسبب نزول هذه السورة الكريمة هو نزول جبريل -عليه السلام- على سيدنا محمد في الغار عندما قال له: "اقرأ"، فردّ عليه -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنا بقارِئٍ)،[١٤] فضمّهُ جبريل -عليه السلام- ثمّ تركه، ثمُ كرّر جبريل سؤاله ثلاث مراتٍ حتى نزلت: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[١][١٥]
وتتحدّث سورة العلق عن فضل الله -عزّ وجلّ- على عباده، لأنّ علمهم ما كانوا يجهلونه، ولكنّ هؤلاء العباد يقابلونه بمعصية أوامره وارتكاب ما نهى عنه، فيمهلهم الله -عزّ وجل- قبل أن يعذّبهم لعلهم يرجعون عمّا نهاهم عنه ويلتزمون بأوامره، فإن لم يرجعوا فسيكون عقابهم عذاب جهنم يوم القيامة.[١٥]
تعرّض المقال لتفسير آيات سورة العلق بطريقة مبسّطة، حيث تطرّق المقال إلى مظاهر قدرة الله -تعالى- من خلق الإنسان وتعليمه ما لم يعلم، وذكر المقال صفات الإنسان التي وردت في السورة، كما وتضمّن المقال قصة أبي جهل عندما حاول منع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة في الكعبة، كما وتطرّق المقال للتعريف بسورة العلق بشكلٍ مختصر.
المراجع
- ^ أ ب سورة العلق، آية: 1-5
- ↑ سورة العلق، آية:1
- ↑ سورة العلق، آية:2
- ↑ محمد القرطبي (1964)، تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاعرة:دار الكتب المصرية، صفحة 120، جزء 20. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية:3
- ↑ سورة العلق، آية:4-5
- ↑ أبو علي الواحدي (1430)، التفسير البسيط (الطبعة 1)، صفحة 169، جزء 24. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية:6-8
- ↑ محمد حجازي (1413)، التفسير الواضح (الطبعة 10)، بيروت:دار الجيل الجديد، صفحة 884، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية:9-19
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7/872، صحيح.
- ↑ محمد دروزة (1383)، التفسير الحديث، القاهرة:دار إحياء الكتب العربية، صفحة 321-320، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين البيضاوي (1418)، تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 325، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
- ^ أ ب مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 1. بتصرّف.