محتويات
شرح قصيدة أبي لنزار قباني
شرح قصيدة أبي للشاعر نزار قباني فيما يأتي:
شرح المقطع الأول
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب[١]
يفتتح الشاعر القصيدة بأسلوب الاستفهام الاستنكاري الذي يفيد التعجب، مخاطبًا شخصًا آخر قد مات والده، لكن الشاعر يستدرك هذه الحالة الانفعالية ويعلن لذاك الشخص أن والد الشاعر لم يمت، بل ذكراه ما زالت حيّة، وهذا ما يريحه، ويجعله هادئًا، ونلحظ هذا الهدوء باستعمال الشاعر للتركيب أن لا يموت أبي، بالإضافة إلى حضور حروف أصواتها ذات إيقاع هادئ، إذ لم تستخدم حروف انفجارية.[٢]
ونرى الشاعر يتحدث عن والده، بعد أن فارقه وتوفي، فنجد أنّ ذكرى الأب عالقة في وجدانه وترفض التخلي عنه، ونجد أن هذه الذكرى حاضرة بالأشياء والمتعلقات المادية التي كانت لوالده، مثل السيجارة، والجريدة ومنفضة السجائر، ونجد أنّ الشاعر يبالغ بوصف ذكرى والده فيصف بقايا رائحته بنفحات ربانية، ويصف ذكراه بأنها مثل ذكرى الأنبياء.[٢]
كما نجد أنّ الشاعر في هذا المقطع يجمد الفضاء المكاني الذي كان يشغله والده، فيشير إلى ثبات موضع فنجان القهوة، وصحن الرماد، فالشاعر يريد أن يشير لنا عن توقف الزمن بالنسبة إليه وجمود المكان بعد وفاة والده، بالإضافة إلى أنّ الشاعر يستعمل تركيب صحن الرماد، وهذا التركيب يشير إلى الموت، فالرماد دلالة على الفناء.[٢]
شرح المقطع الثاني
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟[١]
في هذا المقطع نجد أنّ الشاعر يتغنى بذكرى والده وتاريخه وأفعاله في الحياة الدنيا، فيؤكد أن ذكراه حية وتاريخه باقٍ فقد كانت سمعته عطرة وطيبة، ونرى الشاعر يشير إلى خلود اسم والده، فقد تم له هذا الخلود بفعل سمعته بين الناس.[٣][٢]
ونلحظ أنّ الشاعر يشير إلى درجة التشابه بينه وبين والده، فيذكر أنّه يحمل بعضًا من صفاته لا سميا في رسم العيون، وفي نبرة الصوت، حتى أنّ الناس يخلطون بين الشاعر ووالده الميت، فذكرى الأب حاضرة عند الشاعر وعند المجتمع والناس.[٣][٢]
شرح المقطع الثالث
إذا فلة الدار أعطت لدينا
ففي البيت ألف فمٍ مذهب
فتحنا لتموز أبوابنا
ففي الصيف لا بد يأتي أبي..[١]
في هذا المقطع نجد أنّ الشاعر يستحضر أسطورة تموز، الإله الذي ينزل إلى عالم الموتى في الشتاء، وينبعث إلى السماء في الربيع والصيف، فتموز رمز الحياة والخصب، وهو يستحضر هذه الأسطورة لحاجته أن تتجلى سمة الإله تموز بوالده فيبعث إلى الحياة من جديد، ويكون هذا البعث في وقت الصيف، فالشاعر يعاني من أزمة وجودية وهي أزمة الفراق، ويتمنى حدوث معجزة ويبعث والده كما الحال مع تموز ليحيا قلب الشاعر.[٢][٣]
الأفكار الرئيسة في قصيدة أبي
الأفكار الرئيسة في قصيدة أبي فيما يأتي:[٢]
- وصف الأب وذكر مناقبه.
- ذكرى الأب حية وتاريخه باقٍ.
- معاناة الشاعر من أزمة فراق والده.