شرح قصيدة الأيدي الماهرة لعبد العزيز عتيق

كتابة:
شرح قصيدة الأيدي الماهرة لعبد العزيز عتيق

عبد العزيز عتيق

وُلد الشّاعر والكاتب عبد العزيز عتيق في مصر عام 1906، وقضى عبد العزيز عتيق حياته بين مصر وإنجلترا ولبنان، شغلَ عدة مناصب خلال حياته منها عمادة كلية الآداب بجامعة بيروت العربية -فرع الإسكندرية- وكان أول عميد لها، تنوّع شعرُه بين القصائد القصيرة مثل قصيدة الأيدي الماهرة التي يتحدث فيها عن العمال، وبين القصائد المطولة، وله قصائد يميل فيها إلى التّجديد باستخدام السطر الشعريّ مع المحافظة على الوزن والقافية متأثّرًا بحركة التجديد في عصره، وقد ارتبط أسلوبه الشعريّ بالرّيف والحياة الريفية، عاصر أمير الشعراء أحمد شوقي وعاصر أيضًا شاعر النيل حافظ إبراهيم، له عدّة مؤلفات في البلاغة والأدب، وافته المنية سنة 1976.[١]

شرح قصيدة الأيدي الماهرة لعبد العزيز عتيق

في قصيدة الأيدي الماهرة يثني الشاعر على أصحاب الأيدي الماهرة وهم العمال، ويذكّر بفضلهم على البشرية، وقد تناول في كل بيت جانبًا مضيئًا من الأمور التي يقوم بها العمال مثل بنائهم السفنَ والطائراتِ وتقديمهم الكثيرَ من الأمور التي لا غنى للبشرية عنها، فعبد العزيز عتيق في قصيدة الأيدي الماهرة يذكّر القراء ببعض إنجازات العمال وإسهاماتهم بجعل الحياة سهلة مريحة.

بأيدينا جعلنا الأرض روضًا

وألبسنا معالمها جمالا

يقول الشاعر على لسان العمال: إنه بفضل الجهود التي بذلناها وبفضل عملنا الدؤوب حوّلنا الأرض إلى حدائق جميلة يكسوها الخضار، وترى في هذه الرياض -الحدائق- الجمال الخلاب في كلّ جانب، فكأننا ألبسناها ثوبًا أخضر، فشبّه الكاتب الخضرة بالثوب الذي يلبسه الإنسان.

وكنا في الحياة بُناة مجدٍ

وقضينا معيشتنا نضالا

ونحن العمال أول من وضعنا الأساس لبناء المجد للأمم، فبنينا الحضارة والتقدم لبلدنا، وقد أمضينا جُل حياتنا في العمل المتواصل الدؤوب، والكفاح المستمر مكافحين في كل المجالات.

فمنّــا مــن یقــیم بھــا قصـــورا

تفوق رواســـي الأرض احتمالا

فبعض منا يُشيد الأبنية الشامخة القوية التي تعكس التقدم والحضارة لبلادنا، وهذه الأبنية تفوق الجبال في تحمل العوامل الطبيعية، وذلك لإتقاننا العمل، فكانت الأبنية مثل الجبال الراسخة الثابتة في الأرض.

وأرسینا على المــــاء الجواري

فســــارت فـــوق لجّته جبالا

أعمالنا وجهودنا وصلت حتى البحار والمحيطات والأنهار، فبَنينا السفن العملاقة التي تشبه الجبال في ضخامتها وثباتها ومتانتها، وجعلنا من البحار والمحيطات طرقًا وسبلًا للتواصل بين أقصاء العالم الواسع.

وأجرینــــا البخـــار علــى حدید

فبزّ الریــح جریــــا وانتقـــــــالا

ونحن العمال الذين جعلنا القطارات تسير على السكك الحديدية، وهذه القطارات تسير عبر المرتفعات والأنفاق في الجبال، فجعلنا هذه القطارات تسابق الريح وتفوقها في السرعة.

وسخّرنـا الفضـــاء لســــابحات

علــون على الســـحاب وقد تعالى

والجهد المستمر الذي قدمناه لم يقف على البر والبحر، بل غزونا الأجواء والفضاء، وجعلنا من الجو طرقًا للسفر عبر الطائرات التي ارتفعت وعلت على السحاب العالي.

فـعـــاش النـــاس مـــنّا في نعيم

وكـــان منـــــالُه قَبــــلًا مُحــــالا

وبفضل جهودنا وإنجازاتنا التي قدمناها للبشرية، فما كان يعدُّ من المستحيلات بعيدة المنال أصبح متاحًا، فصارت هذه الحياة سهلة مريحة بفضلنا نحن العمال أصحاب الأيدي الماهرة.

معاني المفردات في قصيدة الأيدي الماهرة

الشاعر عبد العزيز عتيق استخدم في قصيدة الأيدي الماهرة الكثير من الإيحاءات، فكانت قصيدته زاخرة بالمعاني والدّلالات، كما أن أسلوب الكاتب واضح في قصيدته، وفي الغاية التي رمى إليها في حديثه عن العمال، ولعلّ حديث الشاعر عن العمال له علاقة بالبيئة الريفية التي نشأ فيها، ويُلاحَظ الغنى المعجمي عند الشاعر عبد العزيز عتيق في قصيدة الأيدي الماهرة، وهذا بيان لمعاني بعض المفردات:

  • رواسي: الجبال.[٢]
  • لجته: معظمه، وهنا الماء الكثير.[٣]
  • بزَّ: غلب.[٤]
  • السابحات: الطائرات والمركبات.[٥]
  • مُحــــالًا: الأمر المستحيل.[٦]

المراجع

  1. "عبد العزيز عتيق"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-09. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى رواسي في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  3. " تعريف و معنى لجة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى بزّ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  5. "تعريف و معنى السابحات في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
  6. "تعريف و معنى محال في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-12. بتصرّف.
9929 مشاهدة
للأعلى للسفل
×