محتويات
نص قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب
يقول لسان الدين بن الخطيب:[١]
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
- يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
- في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
- تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ
زُمَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
- مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ
والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا
- فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ
ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما
- كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ
فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
- يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ
في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
- بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ
مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى
- مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ
وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
- أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
- هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ
غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
- أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ
أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا
- فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ
تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا
- أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ
فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى
- وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ
تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما
- يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي
وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما
- يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ
يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا
- وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ
ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا
- لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ
فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى
- تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ
واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما
- يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ
حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما
- أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ
وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ
- بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ
قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ
- بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ
قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ
- في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ
ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى
- جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ
سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى
- ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ
- وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ
- ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ
- في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ
حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما
- لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ
مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما
- ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي
ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا
- عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ
كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا
- قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ
جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا
- فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ
لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما
- فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ
لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذِما
- كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ
سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا
- واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ
دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى
- بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ
واصْرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى
- فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ
الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى
- أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ
ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما
- ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ
مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى
- الغَنيُّ باللهِ عنْ كُلِّ أحَدِ
مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى
- وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ
مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى
- حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ
حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى
- وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ
والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما
- والنّدَى هبّ الى المُغْتَرَسِ
هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى
- والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ
غادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا
- تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ
عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا
- قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ
هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى
- قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ
فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما
- ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ
الأفكار الرئيسة في قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب
من الأفكار الرئيسة التي جاءت في موشح لسان الدين بن الخطيب ما يأتي:
- ذِكر الشاعر للزمان الغابر الجميل في الأندلس قبل سقوط أكثر مدنها.
- حسرة الشاعر على ما جرى في الأندلس.
- إحساس الشاعر أنّ وجود المسلمين في الأندلس لم يكن سوى طرفة عين.
- وصف الأيّام الغابرة في الأندلس ورياضها ومجالسها.
- مدح لسان الدين بن الخطيب لحاكم غرناطة محمد الغني بالله.
- خلع أفخم الألقاب على الغني بالله وتشبيهه بأنّه شجاع من سلالة كلها شجعان.
معاني مفردات قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب
من المفردات التي يجب توضيحها وشرحها في الموشح ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
همى | تساقط وهطل وسال.[٢] |
الكرى | النعاس أو النوم.[٣] |
زُمَرًا | جمع زمرة، وهي الفوج والجماعة.[٤] |
الحيا | المطر الناعم.[٥] |
وطر | الحاجة التي فيها مأرَب ما.[٦] |
الأُنس | الحديث مع النساء ومغازلتهنّ.[٧] |
تناجى | أفضى كل واحد منهما بأسراره للآخر.[٨] |
برمًا | أنّه قد سئم من شيء أو ضجر منه.[٩] |
الصور الفنية في قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب
من أبرز الصور الفنية في موشح جادك الغيث:
- جادَكَ الغيْثُ
استعارة مكنية؛ شبّه المطر بالإنسان الذي يجود، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- يقودُ الدّهْرُ
استعارة مكنية؛ شبّه الدهر بالإنسان الذي يقود، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- كَساهُ الحُسْنُ
استعارة مكنية؛ شبّه الحسن بالإنسان الذي يكسو، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
استعارة مكنية؛ شبّه الليالي بالإنسان الذي يكتم السر، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- هجَمَ الصُّبْحُ
استعارة مكنية؛ شبّه الصبح بالجندي الذي يهجم، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- عُيونُ النّرْجِسِ
استعارة مكنية؛ شبّه النرجس بالكائن الذي له عيون، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- الماءُ تَناجَى
استعارة مكنية؛ شبّه الماء بالإنسان الذي يتناجى مع آخر مثله، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
المراجع
- ↑ "جادك الغيث إذا الغيث همى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022.
- ↑ "تعريف و معنى همى في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الكرى في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى زمرة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الحيا في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الوطر في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الأنس في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى تناجى في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى برم في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.