الزكاة
الزكاة الركنُ الثالث من أركان الإسلام الواجبة على المسلم، وقد كانت الزكاة واحدةً من أسباب حروب الردة التي شَنَّها أبو بكر الصدّيق على بعض القبائل العربية التي امتنعت عن دفعها واكتفت بالصلاة دون الزكاة وقال في ذلك: "الزكاة حقُّ المال"، والزكاة في اللغة من الفعل زَكا بمعنى نَما وزاد وحَلّتْ عليه البركة والطهارة، أمّا في الاصطلاح فقد عُرفت الزكاة في المذاهب الأربعة بتعاريف متقاربة وهي دفع جزءٍ من مال الفرد إلى فئاتٍ حددها الشرع بنسبةٍ معلومةٍ ومحسوبةٍ في فترةٍ معلومةٍ أيضًا من السنة وذلك بحسب المال المُزكّى، وهذا المقال يسلط الضوء على شروط الزكاة في الإسلام.
شروط الزكاة في الإسلام
فرض الله -سبحانه وتعالى- الزكاة ابتداءً في مكة قال تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}[١]، أما باقي شروط الزكاة وأحكامها وأنصبتها ومصارفها فقد فُرضت في المدينة المنوّرة في السنة الثانية للهجرة، وفيما يأتي شروط الزكاة العامة الواجبة في الإسلام، أي المشتركة بين جميع أصناف الزكاة -النقدين وبهيمة الأنعام والزروع وعروض التجارة والمال-: [٢][٣][٤]
- شروط وجوب الزكاة للمُزكي:
- الإسلام؛ فلا زكاة لغير المسلم وإن زكى لا تُقبل منه.
- الحرية، وهي ضد الرِّق والعبودية لا تجب الزكاة من العبد الذي لا يمتلك أمر نفسه أو ماله.
- امتلاك المُزكّي للمال امتلاكًا كاملًا بين يديْه، فلا تجب الزكاة على المال المُدان للآخرين لانتفاء شرط الامتلاك.
- شروط وجوب الزكاة في المُزكى عنه:
- أن يكون المُزكى عنه من ضمن أشكال المال الواجب الزكاة عنه كالنقدين وعروض التجارة والثمار والزروع والمال النقدي وبهيمة الأنعام.
- بلوغ النصاب وهو المقدار الذي حدّدتْه الشريعة الإسلاميّة لوجوب الزكاة، ومقداره يختلف من مالٍ إلى مالٍ آخر.
- الفضل، أيْ زيادة المُزكى عن الحاجات الأساسيّة للمُزكِّي وهي: المأكل والمشرب والمسكن والملبس.
- الحَوْل، أي مرور عام هجري على امتلاك المُزكى عنه ما عدا الزروع والثمار فزكاتها وقت الحصاد، وزكاة الركاز -المال والآثار المدفونة- خُمس الركاز المعثور عليه.
- النّماء أي أن يكون المُزكى عنه قابلًا للنماء والتكاثر والزيادة، كبهيمة الأنعام والمال النقديّ والتجارة.
آثار الزكاة الاجتماعية
فرض الله -سبحانه وتعالى- الزكاة على المسلمين وجعلها رُكنًا من أركان الإسلام الواجبة على كلّ مسلمٍ في حال تحقّقت شروط الزكاة لديه فهي حقٌّ عليه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ* لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}[٥]، وجاء الأمر الرباني لتحقيق العديد من الغايات الاجتماعيّة فهي طريقة التكافل الاجتماعي الأولى بين المسلمين ففيها مواساةٌ للفقراء والمساكين والمحتاجين لسد حاجاتهم الأساسية من توفير الطعام والشراب والمسكن والملبس والعلاج والتعليم وإعطائهم إيّاها من غير مَنٍّ أو إذلالٍ؛ كي ينالَ المُزكِي الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، وأيضًا للزكاة أثرٌ كبيرٌ في نشر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم، إذ تَستَلّ من نفوس الفقراء والمساكين الحقد والغيرة والحسد تجاه الأغنياء وفي الوقت ذاته تُطهِّر نفوس الأغنياء من الشُّحّ والجَشَع والأنانيّة. [٦]
المراجع
- ↑ {الأنعام: الآية 141}
- ↑ شروط الزكاة ووقت اخراجها،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ كتاب موسوعة الفقه الإسلامي شروط الزكاة،, "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ متى فرض الصوم والزكاة والحج،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 26-12-2018، بتصرف
- ↑ {المعارج: الآية 24- 25}
- ↑ من آثار الزكاة الاجتماعية،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-12-2018، بتصرف