محتويات
شروط العمرة للنساء
قبل الحديث عن شروط العمرة للنساء تجدر الإشارة إلى مفهوم الشرط عند الأصوليين؛ حيث يُعرّف الشرط لغةً: بالعلامة، كم جاء في قول الله -تعالى-: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا).[١][٢]
وأما في اصطلاح الأصوليين: فيُعرّف الشرط على أنه ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده الوجود، وتنقسم الشروط بشكل عام إلى شروط الوجوب: وهي الشروط الخارجة عن إرادة المكلف، وشروط الصحة: وهي التي تحصل بإرادة المكلف، وفي حال تُرك أحد الشروط جهلا أو سهوا، لا يترتب على ذلك الإثم ، ولكن تلزم الإعادة،[٢] وفيما يأتي بيان شروط العمرة للنساء:[٣]
- الإسلام
يُعد الإسلام شرطًا لصحة العمرة للنساء أو للرجال، إذ لا تصح العمرة من كافر ولا تُقبل منه.
- العقل
يُعد العقل شرطًا من شروط العمرة للنساء والرجال، إذ لا تصح العمرة من المجنون.
- البلوغ
يُعد البلوغ شرطًا للإجزاء سواءً للذكور، أو الإناث، وفي حال اعتمر الطفل صحت العمرة، ولكن بعد البلوغ يجب عليه إعادتها في حال الأخذ برأي القائلين بوجوبها.
- الحرية
ذهب أهل العلم إلى أن الحرية شرط للإجزاء، وأنه في حال حج العبد أو اعتمر صح حجه وعمرته، ولكنها لا تجزئ ويجب عليه الإعادة في حال أُعتقت رقبته، وأما إذا توفي قبل أن يُعتق أجزء عنه.
- الاستطاعة
بين أهل العلم أن الاستطاعة شرط وجوب للنساء، والرجال على حد سواء، مصداقًا لقول الله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٤] إذ لا تجب العمرة إلا على القادر، وتتمثل الاستطاعة في سلامة البدن من الأمراض التي تعوق الإنسان عن أداء مناسك العمرة، وتوفر المال اللازم لتغطية مصاريف العمرة، وأمن الطريق المؤدية إلى بيت الله الحرام.
- وجود المحرم
وهو شرط خاص بالنساء؛ مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا)،[٥] وقد يتساءل البعض عن أصناف المحارم الذين يصحبون المرأة في سفرها؛ وقد أجاب أهل العلم أن محارم المرأة؛ زوجها.[٦]
أو من تحرم عليهم المرأة حرمة أبدية سواءً بنسب أو أي سبب مباح لحرمتها، والمحارم من جهة النسب هم الإخوة وأبناء الإخوة، وأبناء الأخوات والأعمام والأخوال والأبناء وأبناء الأبناء وإن نزلوا، والآباء وآباء الآباء وإن علوا، وأما المحارم من جهة المصاهرة، فهم أبناء الزوج مهما نزلوا، وآباء الزوج وإن علوا، وأزواج البنات، وأزواج الأمهات.[٦]
- عدم العدة
وهو شرط خاص بالنساء؛ بأن تكون المرأة غير معتدة من طلاق أو وفاة.
العمرة
تُعرّف العمرة لغةً: بالزيارة، وأما اصطلاحا: فتُعرّف العمرة على أنها زيارة المسجد الحرام على وجه مخصوص، وهو النسك المتركب من الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير، كما أن أهل العلم قد أجمعوا على مشروعية العمرة، ولكن تعددت آرائهم في وجوبها، حيث ذهب الشافعي وجماعة من أهل الحديث إلى وجوب العمرة مرة واحدة في العمر، واستدلوا على رأيهم بقول الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ).[٧][٨]
وبالإضافة إلى ما روي عن أبي رزين -رضي الله عنه- أنه قال للنبي الكريم: (يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن. قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر)،[٩] وذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب العمرة، وعدم وجوبها.[٨]
فضائل العمرة
إن العمرة سبب لتكفير الذنوب والخطايا، وإبعاد الفقر، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تابِعوا بين الحجِّ والعُمرةِ؛ فإنَّ متابعةً بينَهُما تَنفِي الفقرَ والذنوبَ، كما ينفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ).[١٠][١١]
وإن الطواف حول الكعبة المشرفة؛ سبب لتكفير الذنوب والخطايا، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، وكتب له بها حسنةً).[١٢][١١]
أركان العمرة وواجباتها
إن أركان العمرة وواجباتها من الأمور التي ينبغي بيانها عند الحديث عن شروط العمرة للنساء، فلا تصح العمرة في حال ترك ركن من الأركان الثلاثة وهي الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، وأما الواجبات فيلزم في حال ترك أحدها الدم؛ وهي الإحرام من الميقات في حال كان الميقات بين المعتمر ومكة المكرمة، أو الحل لمن كان في الحرم.[١٣]
والتجرد من المخيط بالنسبة للرجال، والحلق، أو التقصير، ويُستحب للمعتمر الاضطباع في وهو كشف الكتف الأيمن في الطواف، والرمل في أول ثلاثة أشواط، وتقبيل الحجر الأسود مالم يترتب على ذلك أذى للمسلمين، وصلاة ركعتين بعد الانتهاء من الطواف.[١٣]
محظورات الإحرام للعمرة
بعد التأكد من شروط العمرة للنساء، ينبغي الحذر من الوقوع بأحد محظورات الإحرام، وقد قسم أهل العلم المحظورات إلى عدّة أقسام؛ منها ما هو خاص بالرجال دن النساء كتغطية الرأس، ولبس المخيط في الإحرام.[١٤]
وأما المحظورات الخاصة بالرجال والنساء فهي: إزالة شعر الرأس بحلق أو قص، وذهب أهل العلم إلى حذر إزالة شعر الجسم أيضًا، وتقليم الأظفار أو قصها، واستعمال الطيب في الثوب أو البدن، وعقد النكاح، والمباشرة بشهوة كتقبيل أو لمس أو نحوه من مقدمات الجماع، وأما أشد محظورات الإحرام فهو الجماع.[١٤]
المراجع
- ↑ سورة محمد، آية: 18.
- ^ أ ب عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه المقارن، صفحة 1963. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 323. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1862 ، صحيح.
- ^ أ ب "أصناف المحارم الذين يصاحبون المرأة في السفر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ^ أ ب عبد الله القصير، "تعريف العمرة وحكمها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن رجل من بني عامر ، الصفحة أو الرقم: 1810 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2899 ، صحيح.
- ^ أ ب راشد الكريم، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 579. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 6380 ، صحيح .
- ^ أ ب "العمرة...أركانها..واجباتها..ومستحباتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "محظورات الإحرام"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2019. بتصرّف.