شروط وصفات الدعاء
لقد تكلم العلماء كثيراً في هذا الأمر وتوسّعوا، وجعلوا للدعاء شروطاً متعددة نذكر منها ما يأتي:[١]
- التوحيد
أن يكون الداعي مُوحّداً لله -سبحانه- مؤمناً به، محققاً لتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فلا يجوز أن يدعو المسلم ربه مشركاً معه أحداً.
- الإخلاص
يجب على الداعي أن يكون مُخلصاً في دعائه، صادقاً في طلب حاجته من ربه؛ يقول -سبحانه-: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).[٢]
- الدعاء بالأدعية المشروعة
الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو مما ورد في القرآن الكريم، أو الخروج عنها بحيث لا تكون من قبيل المحرم أو المحظور.
- المطعم الحلال
بأن يكون مأكل الإنسان ومشربه حلالاً يبتعد كل البعد عن شبهات الحرام؛ ولقد جاء في هذا حديثٌ واضحٌ وصريحٌ، فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!).[٣]
- عدم التعدي والتجاوز في الدعاء.
- حضور القلب.
- أن لا يشغل الدعاء عن أمر واجب أو فريضة.
مفهوم الدعاء وفضله
الدعاء اللغة يقصد به: الطلب والابتهال، وقد يكون بمعنى الرغبة والرجاء، أمّا في الاصطلاح فإنّنا نقصد به: طلب العبد من ربه الخير، أو سؤاله تحقيق أمر معين، أو قضاء حاجة مُلحة، وهو نوعٌ من أنواع الذكر.[٤]
ولقد ورد في أهمية الدعاء وفضله العديد من النصوص الشرعية التي تؤكد على ضعف الإنسان وفقره، كما تدل على حسن عبادته وقوة إرادته، واتصاله الدائم بمولاه -جلّ وعلا-، ومن هذه النصوص:[٥]
- قوله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[٦]
- قوله -تعالى-: (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[٧]
- قوله-صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ، ثمَّ قال: (قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).[٨]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَعجِزُوا في الدعاءِ، فإنَّه لنْ يَهْلِكَ معَ الدعاءِ أحدٌ).[٩]
آداب الدعاء
ورد للدعاء آداباً كثيرة، وفيما يأتي ذكر لبعض الأمثلة التي يستحب الإتيان بها قبل الدعاء:[١٠]
- الوضوء.
- السواك وطهارة الفم.
- استقبال القبلة ورفع اليدين.
- حمد الله -سبحانه- والتجلي بذكر أسمائه وصفاته، ثم الثناء والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- الثقة التامة بالله -تعالى-.
- الإلحاح في الدعاء.
- التوسل بما هو جائز.
- إخفاض الصوت والجهر.
- التواضع في اللباس والهيئة.
- الدعاء في كل الأحوال والأوقات.
أوقات استجابة الدعاء
حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على تحرّي أوقات الإجابة التي يغلب الظن فيها قبول الدعاء، وتحقيقه ومن هذه الأوقات ما يأتي:[١١]
- الدعاء بين الأذان والإقامة.
- الدعاء عند نزول المطر.
- الثلث الأخير من الليل.
- آخر ساعة من يوم الجمعة.
- عند السفر.
- في ليلة القدر.
المراجع
- ↑ سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 20-22. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:14
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1015، صحيح.
- ↑ سعيد القحطاني، شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 5-7. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:186
- ↑ سورة الأنبياء، آية:90
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:3247، حسن صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:9811، صحيح.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 511. بتصرّف.
- ↑ عدنان العرعور، ثلاث صلوات عظيمة مهجورة فأحيها يا عبد الله، صفحة 35-36. بتصرّف.