شعر أبو العتاهية عن الصبر

كتابة:
شعر أبو العتاهية عن الصبر

قصيدة الحمد لله على ما نرى

قال أبو العتاهية:[١]

الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى

كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها

يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ

ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا

نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ

وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا

ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ

ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى

الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ

وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ

آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى

ما خَيرُ مَن لا يرتجى نَفعُهُ

يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى

وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم

وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى

وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها

في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى


قصيدة فقصر ما ترى بالصبر حقا

وقال أبو العتاهية:[٢]

فَقَصِّر ما تَرى بِالصَبرِ حَقّاً

فَكُلٌّ إِن صَبَرتَ لَهُ مُزيلُ


قصيدة أسيدتي هاتي فديتك ما جرمي

وقال أبو العتاهية:[٣]

أَسَيِّدَتي هاتي فَدَيتُكِ ما جُرمي

فَأَنزِلَ فيما تَشتَهينَ مِنَ الحُكمِ

تَلاعَبتِ بي يا عُتبُ ثُمَّ حَمَلتِني

عَلى مَركَبٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالسُقمِ

خَليلَيَّ ما لي لا تَزالُ مَضَرَّتي

تَكونُ عَلى الأَقدارِ حَتماً مِنَ الحَتمِ

يُصابُ فُؤادي حينَ أُرمى وَرَميَتي

تَعودُ إِلى نَحري وَيَسلَمُ مَن أَرمي

صَبَرتُ وَلا وَاللَهِ ما بي جَلادَةٌ

عَلى الصَبرِ لَكِن قَد صَبَرتُ عَلى رَغمي

أَلا في سَبيلِ اللَهِ جِسمي وَقُوَّتي

أَلا مُسعِدٌ حَتّى أَنوحَ عَلى جِسمي

تُعَدُّ عِظامي واحِداً بَعدَ واحِدٍ

بِمَنحى مِنَ العُذّالِ عَظماً عَلى عَظمِ

كَفاكِ بِحَقِّ اللَهِ ما قَد ظَلَمتِني

فَهَذا مَقامُ المُستَجيرِ مِنَ الظُلمِ


قصيدة سأصبر جهدي لما أسمع

وقال أبو العتاهية:[٤]

سَأَصبِرُ جُهدي لِما أَسمَعُ

فَإِن عيلَ صَبري فَما أَصنَعُ


قصيدة اذكر معادك أفضل الذكر

وقال أبو العتاهية:[٥]

اذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ

لا تَنسَ يَومَ صَبيحَةِ الحَشرِ

يَومَ الكَرامَةِ لِلأُلى صَبَروا

وَالخَيرُ عِندَ عَواقِبِ الصَبرِ

في كُلِّ ما تَلتَذُّ أَنفُسُهُم

أَنهارُهُم مِن تَحتِهِم تَجري

أَأُخَيَّ ما الدُنيا بِواسِعَةٍ

لِمُنىً تَلَجلَجُ مِنكَ في الصَدرِ

تَرتاحُ مِن عِبَرٍ إِلى سِعَةٍ

وَتَفِرُّ مِن فَقرٍ إِلى فَقرِ

وَطَفِقتُ كَالظَمآنِ مُلتَمِساً

لِلآلِ في الدَيمومَةِ القَفرِ

تَبغي الخَلاصَ بِغَيرِ مَأخَذِهِ

لِتَنالَ رَوحَ اليُسرِ بِالعُسرِ

أَكثَرتَ في طَلَبِ الغِنى لَعِباً

وَغِناكَ أَن تَرضى عَنِ الدَهرِ

وَالخَيرُ مالٍ أَنتَ كاسِبُهُ

ما كانَ عِندَ اللَهِ مِن ذُخرِ


قصيدة لا يأمن الدهر إلا الخائن البطر

وقال أبو العتاهية:[٦]

لا يَأمَنُ الدَهرُ إِلّا الخائِنُ البَطِرُ

مَن لَيسَ يَعقِلُ ما يَأتي وَما يَذَرُ

ما يَجهَلُ الرُشدُ مَن خافَ الإِلَهَ وَمَن

أَمسى وَهِمَّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ

فيما مَضى فِكرَةٌ فيها لِصاحِبِها

إِن كانَ ذا بَصَرٍ بِالرَأيِ مُعتَبَرُ

أَينَ القُرونُ وَأَينَ المُبتَنونَ لَنا

هَذي المَدائِنَ فيها الماءَ وَالشَجَرُ

وَأَينَ كِسرى أَنوشِروانُ مالَ بِهِ

صَرفُ الزَمانِ وَأَفنى مُلكَهُ الغِيَرُ

بَل أَينَ أَهلُ التُقى بَعدَ النَبِيِّ وَمَن

جاءَت بِفَضلِهِمُ الآياتُ وَالسُوَرُ

أُعدُد أَبا بَكرٍ الصِدّيقَ أَوَّلَهُم

وَنادِ مِن بَعدِهِ في الفَضلِ يا عُمَرُ

وَعُدَّ مِن بَعدِ عُثمانٍ أَبا حَسَنٍ

فَإِنَّ فَضلَهُما يُروى وَيُدَّكَرُ

لَم يَبقَ أَهلُ التُقى فيها لِبِرِّهِمُ

وَلا الجَبابِرَةُ الأَملاكُ ما عَمَروا

فَاِعمِل لِنَفسِكَ وَاِحذَر أَن تُوَرِّطَها

في هُوَّةٍ ما لَها وِردٌ وَلا صَدَرُ

ما يَحذَرُ اللَهَ إِلّا الراشِدونَ وَقَد

يُنجي الرَشيدَ مِنَ المَحذورَةِ الحَذَرُ

وَالصَبرُ يُعقِبُ رِضواناً وَمَغفِرَةً

مَعَ النَجاحِ وَخَيرُ الصُحبَةِ الصُبرُ

الناسُ في هَذِهِ الدُنيا عَلى سَفَرٍ

وَعَن قَريبٍ بِهِم ما يَنقَضي السَفَرُ

فَمِنهُمُ قانِعٌ راضٍ بِعيشَتِهِ

وَمِنهُمُ موسِرٌ وَالقَلبُ مُفتَقَرُ

ما يُشبِعُ النَفسَ إِن لَم تُمسِ قانِعَةً

شَيءٌ وَلَو كَثُرَت في مُلكِها البِدَرُ

وَالنَفسُ تَشبَعُ أَحياناً فَيُرجِعُها

نَحوَ المَجاعَةِ حُبُّ العَيشِ وَالبَطَرُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في الدُنيا لَهُ أَثَرٌ

فَما يَموتُ وَفي الدُنيا لَهُ أَثَرُ


المراجع

  1. " الحمد لله على ما نرى"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  2. "فقصر ما ترى بالصبر حقا"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  3. "أسيدتي هاتي فديتك ما جرمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  4. "سأصبر جهدي لما أسمع "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  5. "اذكر معادك أفضل الذكر"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
  6. "لا يأمن الدهر إلا الخائن البطر "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2021. بتصرّف.
7288 مشاهدة
للأعلى للسفل
×