محتويات
شعر الفرزدق في المدح
كان الفرزدق من الشعراء الأمويين الذين تفننوا بقول الشعر في مختلف فنونه، ومما قاله في المديح ما يأتي:[١]
قصيدة إن ابن أحوز قد داوت كتائبه
- وَالمُستَقالُ بِهِ مِن عَثرَةِ الزَمَنِ
لا تَتَّقي خَيلُهُ وَطءَ القَتيلِ وَلا
- خَوضَ الدِماءِ إِذا كانَت إِلى الثُنَنِ
مَن كانَ مُرٌّ أَباهُ كانَ ذا شَرَفٍ
- عالٍ وَعودَ نُضارٍ غَيرَ ذي أُبَنِ[٢]
قصيدة أبلغ معاوية
أَبلِغ مُعاوِيَةَ الَّذي بِيَمينِهِ
- أَمرُ العِراقِ وَأَمرُ كُلَّ شَآمِ
إِنَّ الهُمومَ وَجَدتَها حينَ اِلتَقَت
- في الصَدرِ طارِقِهُنَّ غَيرُ نِيامِ
يَسهَرنَ مَن طَرَقَ الهُمومُ فُؤادَهُ
- وَيَرومُ وارِدُهُنَّ كُلَّ مَرامِ
يَأمُرنَني بِنَدى مُعاوِيَةَ الَّذي
- قادَ اِبنُ خَمسَتِهِ لِكُلِّ لُهامِ
أَو يَستَقيمَ إِلى أَبيهِ فَإِنَّهُ
- ضَوءُ النَهارِ جَلا دُجى الأَظلامِ
غَمَرَ الخَلائِفَ قَبلَهُ وَهُوَ الَّذي
- قَتَلَ النِفاقَ أَبوهُ بِالإِسلامِ
وَرِثوا تُراثَ مُحَمَّدٍ كانوا بِهِ
- أَولى وَكانَ لَهُم مِنَ الأَقسامِ
لَمّا تُخوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنا
- وَبِكُلِّ مُختَضَبِ الحَديدِ حُسامِ
كانَت خِلافَتُها لِئالِ مُحَمَّدٍ
- لِأَبي الوَليدِ تُراثُها وَهِشامِ
أَخلِص دُعاءَكَ تَنجُ مِمّا تَتَّقي
- لِلهِ يَومَ لِقائِهِ بِسَلامِ
وَهُوَ الَّذي اِبتَدَعَ السَماءَ وَأَرضَها
- وَرَسولَهُ وَخَليفَةَ الآنامِ[٣]
قصيدة هذا الذي تعرف البطحاء
هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
- وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
- هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ
- بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا
وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
- العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ
كِلتا يَدَيهِ غِياثٌ عَمَّ نَفعُهُما
- يُستَوكَفانِ وَلا يَعروهُما عَدَمُ
سَهلُ الخَليقَةِ لا تُخشى بَوادِرُهُ
- يَزينُهُ اِثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشِيَمُ
حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا
- حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ
ما قالَ لا قَطُّ إِلّا في تَشَهُّدِهِ
- لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإِحسانِ فَاِنقَشَعَت
- عَنها الغَياهِبُ وَالإِملاقُ وَالعَدَمُ
إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها
- إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ
يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ
- فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ
بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ
- مِن كَفِّ أَروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ
- رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ
اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ
- جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ[٤]
قصيدة إن ابن يوسف
إِنَّ اِبنَ يوسُفَ مَحمودٌ خَلائِقُهُ
- سيئانِ مَعروفُهُ في الناسِ وَالمَطَرا
هُوَ الشِهابُ الَّذي يُرمى العَدُوُّ بِهِ
- وَالمَشرِفِيُّ الَّذي تُعصى بِهِ مُضَرُ
لا يَرهَبُ المَوتَ إِنَّ النَفسَ باسِلَةٌ
- وَالرَأيُ مُجتَمِعٌ وَالجودُ مُنتَشِرُ
أَحيا العِراقَ وَقَد ثَلَّت دَعائِمَهُ
- عَمياءُ صَمّاءُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ[٥]
قصيدة ما ابن سليم
ما اِبنُ سُلَيمٍ سائِراً بِجِيادِهِ
- إِلى غارَةٍ إِلّا أَفادَكَ مَغنَما
إِذا ما تَرَدّى عابِساً فادَ سَيفُهُ
- دِماءً وَيُعطي مالَهُ إِن تَبَسَّما
يَكُرُّ بِأَسلابِ المُلوكِ وَبِالمَها
- وَبِالخَيلِ لا يَصهُلنَ إِلّا تَحَمحُما
أَلا رُبَّ يَومٍ داجِنِ اللَيلِ كاسِفٍ
- تَراهُ مِنَ التَأجيجِ وَالرَهجِ مُظلِما
لَهُ رَهَجٌ عالي الزُهاءَ كَأَنَّهُ
- غَيابَةُ دَجنٍ ذي طَخاءٍ تَغَيَّما
تَرى حَدَقَ الأَبطالِ فيهِ كَأَنَّما
- تُكَحَّلُ جادِيّاً مَدوفاً وَعَندَما[٦]
قصيدة إن الذي أعطى
إِنَّ الَّذي أَعطى الرِجالَ حُظوظَهُم
- عَلى الناسِ أَعطى خِندِفاً بِالخَزائِمِ
لِخِندِفَ قَبلَ الناسِ بَيتانِ فيهِما
- عَديدُ الحَصى وَالمَأثُراتِ العَظائِمِ
أَخَذتُ عَلى الناسِ اِثنَتَينِ لِيَ الحَصى
- مَعَ المَجدِ ما لي فيهِما مِن مُخاصِمِ
أَبونا خَليلُ اللَهِ وَاِبنُ خَليلِهِ
- أَبونا أَبو المُستَخلَفينَ الأَكارِمِ
وَما أَحَدٌ مِن فَخرِنا بِالَّذي لَنا
- عَلى الناسِ مِمّا يَعرِفونَ بِراغِمِ
وَهَل مِن أَبٍ في الناسِ يَدعونَ بِاِسمِهِ
- لَهُ اِبنانِ كانا مِثلَ سَعدٍ وَدارِمِ
إِذا ما هَبَطنا بَلدَةً كانَ أَهلُها
- بِها وُلِدوا يَظعَن بِها كُلُّ جارِمِ
لَنا العِزُّ مَن تَحلُل عَلَيهِ بُيوتُنا
- يَمُت غَرَقاً أَو يَحتَمِل أَنفَ راغِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ اللَيلُ فيهِمُ
- حُلومٌ رَسَت وَالظالِمو كُلِّ ظالِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ الهامَةُ الَّتي
- بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ[٧]
المراجع
- ↑ الفرزدق، ديوان الفرزدق، صفحة 5 - 10. بتصرّف.
- ↑ "إن ابن أحوز قد داوت كتائبه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "أبلغ معاوية الذي بيمينه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "هذا الذي تعرف البطحاء وطأته"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
- ↑ "إن ابن يوسف محمود خلائقه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "ما ابن سليم سائرا بجياده"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "إن الذي أعطى الرجال حظوظهم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.