محتويات
قصيدة: عفا ذو حُسًا من فرتنى فالفوارع
عَفا ذو حُسًا مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ
:::فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ
فَمُجتَمَعُ الأَشراجِ غَيَّرَ رَسمَها
:::مَصايِفُ مَرَّت بَعدَنا وَمَرابِعُ
تَوَهَّمتُ آياتٍ لَها فَعَرَفتُها
:::لِسِتَّةِ أَعوامٍ وَذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ كَكُحلِ العَينِ لَأيًا أُبينُهُ
:::وَنُؤيٌ كَجَذمِ الحَوضِ أَثلَمُ خاشِعُ
كَأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُبولَها
:::عَلَيهِ حَصيرٌ نَمَّقَتهُ الصَوانِعُ
عَلى ظَهرِ مِبناةٍ جَديدٍ سُيورُها
:::يَطوفُ بِها وَسطَ اللَطيمَةِ بائِعُ
فَكَفكَفتُ مِني عَبرَةً فَرَدَدتُها
:::عَلى النَحرِ مِنها مُستَهِلٌّ وَدامِعُ
عَلى حينَ عاتَبتُ المَشيبَ عَلى الصِبا
:::وَقُلتُ أَلَمّا أَصحُ وَالشَيبُ وازِعُ
وَقَد حالَ هَمٌّ دونَ ذَلِكَ شاغِلٌ
:::مَكانَ الشِغافِ تَبتَغيهِ الأَصابِعُ
وَعيدُ أَبي قابوسَ في غَيرِ كُنهِهِ
:::أَتاني وَدوني راكِسٌ فَالضَواجِعُ
قصيدة: لعمرك ما خشيت على يزيد
قال النّابغة الذبيانيّ:[٢]
لَعَمرُكَ ما خَشيتُ عَلى يَزيدٍ
:::مِنَ الفَخرِ المُضَلَّلِ ما أَتاني
كَأَنَّ التاجَ مَعصوبًا عَلَيهِ
:::لِأَذوادٍ أُصِبنَ بِذي أَبانِ
فَحَسبُكَ أَن تُهاضَ بِمُحكَماتٍ
:::يَمُرُّ بِها الرَويُّ عَلى لِساني
فَقَبلَكَ ما شُتِمتُ وَقاذَعوني
:::فَما نَزُرَ الكَلامُ وَلا شَجاني
يَصُدُّ الشاعِرُ الثَنيانُ عَنّي
:::صُدودَ البَكرِ عَن قَرمٍ هِجانِ
أَثَرتَ الغَيَّ ثُمَّ نَزَعتَ عَنهُ
:::كَما حادَ الأَزَبُّ عَنِ الظِعانِ
فَإِن يَقدِر عَلَيكَ أَبو قُبَيسٍ
:::تَمَطَّ بِكَ المَعيشَةُ في هَوانِ
وَتُخضَب لِحيَةٌ غَدَرَت وَخانَت
:::بِأَحمَرَ مِن نَجيعِ الجَوفِ آني
وَكُنتَ أَمينَهُ لَو لَم تَخُنهُ
:::وَلَكِن لا أَمانَةَ لِليَمانِ
قصيدة: المرءُ يأمل أن يعيش
قال النّابغة الذّبيانيّ:[٣]
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ
:::وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى
:::بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَخونُهُ الأَيّامُ حَتّى
:::لا يَرى شَيئًا يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ
:::وَقائِلٍ لِلَّهِ دَرُّه
قصيدة: هذا غلام حسن وجهه
قال النّابغة الذّبيانيّ:[٤]
هَذا غُلامٌ حَسَنٌ وَجهَهُ
:::مُستَقبِلُ الخَيرِ سَريعُ التَمام
لِلحارِثِ الأَكبَرِ وَالحارِثِ ال
:::ـأَصغَرِ وَالأَعرَجِ خَيرِ الأَنام
ثُمَّ لِهِندٍ وَلِهِندٍ وَقَد
:::أَسرَعَ في الخَيراتِ مِنهُ إِمام
خَمسَةُ آبائِهِمُ ما هُمُ
:::هُم خَيرُ مَن يَشرَبُ صَوبَ الغَمام
قصيدة: أتاني أبيت اللعن أنّك لمتني
قال النّابغة الذّبيانيّ:[٥]
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني
:::وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ
فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشنَني
:::هَراسًا بِهِ يُعلى فِراشي وَيُقشَبُ
حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رَيبَةً
:::وَلَيسَ وَراءَ اللَهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ
لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً
:::لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ
وَلَكِنَّني كُنتُ اِمرًأ لِيَ جانِبٌ
:::مِنَ الأَرضِ فيهِ مُستَرادٌ وَمَذهَبُ
مُلوكٌ وَإِخوانٌ إِذا ما أَتَيتُهُم
:::أُحَكَّمُ في أَموالِهِم وَأُقَرَّبُ
كَفِعلِكَ في قَومٍ أَراكَ اِصطَنَعتَهُم
:::فَلَم تَرَهُم في شُكرِ ذَلِكَ أَذنَبوا
فَلا تَترُكَنّي بِالوَعيدِ كَأَنَّني
:::إِلى الناسِ مَطلِيٌّ بِهِ القارُ أَجرَبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً
:::تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ
:::إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخًا لا تَلُمَّهُ
:::عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
فَإِن أَكُ مَظلومًا فَعَبدٌ ظَلَمتَهُ
:::وَإِن تَكُ ذا عُتبى فَمِثلُكَ يُعتِبُ
قصيدة: يا دار ميّة بالعلياء فَالسند
قال النّابغة الذّبيانيّ:[٦]
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ
:::أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
وَقَفتُ فيها أُصَيلانًا أُسائِلُها
:::عَيَّت جَوابًا وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ
إِلّا الأَوارِيَّ لَأيًا ما أُبَيِّنُها
:::وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ
:::ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ
خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ
:::وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ
أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا
:::أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ
فَعَدِّ عَمّا تَرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ
:::وَاِنمِ القُتودَ عَلى عَيرانَةٍ أُجُدِ
مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَحضِ بازِلُها
:::لَهُ صَريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ
كَأَنَّ رَحلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا
:::يَومَ الجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ
مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ
:::طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ
سَرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ
:::تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ
المراجع
- ↑ "عَفا ذو حُساً مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ"، البيت العربي. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو الفضل إبراهيم، ديوان النابغة الذبياني، صفحة 112. بتصرّف.
- ↑ "المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ محمد أبو الفضل إبراهيم، ديوان النابغة الذبياني، صفحة 165. بتصرّف.
- ↑ "أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.