شعر بدوي رثاء صديق

كتابة:
شعر بدوي رثاء صديق

غريبة حيل هالدنيا تفرقنا بدون شعور

غريبة حيْل هالدنيا تفرقنا بدون شُعُور
ولا ترحم ولا تعطف ولا تقدّر مَحَبَّتنَا
صحيح أن الزمن غدَّار وأيام الزمان تَدُورْ
وصحيح أنّ الوداع صعب هو أعظم مُصِيبَتِنَا
توادعنا وتفرقنا ومشينا وسط ذاك السُّورْ
جميلة سنينا كانت سعادتنا وشقَاوَتنَا
أحد ينسى هذاك الصوت المعروف والْمَشْهُورْ
يصبحنا مع الطابور ونزيد بِكلمتِنَا
وعشان نعصي كنّا نأخر الطّابُور
ونتفلسف وتقهرهم ونجاوبهم بِضَحْكتنَا


شعر بدوي عن رثاء الصديق

يا قبر ماوصيك باللي بكيناهـ
ضمه برحمة مثل ضمة يمينه
يا ربي اجعل جنة الخلد مثواهـ
وانزل على روحه أمان وسكينة


في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِد

يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري في رثاء الصديق:

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ

أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها

رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ

ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد

طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم

ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد

ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبَد


واكَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي

يقول ابن عبد ربه في رثاء الصديق:

واكَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي

وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ

ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفًا

أَعْذَرُ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ

يا رَحمَةَ اللَّهِ جاوِري جَدَثًا

دَفَنْتُ فِيهِ حُشاشَتي بِيَدِي

وَنَوِّري ظُلْمَةَ الْقُبُورِ على

مَن لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إِلى أَحَدِ

مَنْ كانَ خِلْوًا مِنْ كُلِّ بائِقَةٍ

وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ

يا مَوت يحيى لَقَدْ ذَهَبْتَ بِهِ

لَيْسَ بِزُمَّيْلةٍ ولا نَكِدِ


في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا

في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا

إنّا إلى الله قول أبردَ الكبدا

في ذمةِ الله أخٌ مسرعٌ ذهبَ

إلى الرحيمِ إلى جناتِهِ رَغِدا

إذا ذكرناهُ فاضَ الدمعُ وانحدرَ

فوقَ الخدودِ عجولًا فتَّتَ العَضُدا

كنا رفيقي طريقٍ في الدُنا مُهدا

لِمَا الرحيلُ وعزمُ البدءِ قد عُقدا

يا صاحبي قد تركِتَ الدنيا مغتربًا

والصحبُ والأهلُ والجيران والبلدا

الحزنُ يقطعُ قلبًا قبلُ قد قُطعَ

والشوق يفجُرُ دمعًا غارَ وافتُقِدا

قد كنتَ منَّا كنجم ساطع طلع

فوق البحارِ ببعضِ الليلِ قد رُصِدا

صاحَ لكَ الله في دارِ البقا فعِش

عيش الخلودِ سعيدًا هانئًا غَرِدا


صَاحِبٍ رَعَيْتُ دَهْرًَا وُدَّهُ

كما يقول الشاعر محمود سامي البارودي في رثاء الصديق:

صَاحِبٍ رَعَيْتُ دَهْرًَا وُدَّهُ

وَلَمْ أُبَايِنْ نَهْجَهُ وَقَصْدَهُ

وَكُنْتُ أَرْعَى بِالْمَغِيبِ عَهْدَهُ

بَلْ كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ بَعْدَهُ

وَطَالَما أَرْغَمْتُ فِيهِ ضِدَّهُ

وَذُدْتُ عَنْهُ مَا يَعُوقُ وَكْدَهُ

حَتَّى إِذَا مَا الدَّهْرُ أَوْرى زَنْدهُ

صَعَّرَ لِي بَعْدَ الصَّفَاءِ خَدَّهُ

وَجَازَ فِي بَعْضِ الأُمُورِ حَدَّهُ

فَلَمْ أُحَاوِلْ رَدْعَهُ وَرَدَّهُ

وَلَمْ أُكَدِّرْ بِالْعِتَابِ وِرْدَهُ

وَلَوْ أَرَدْتُ أَن أَفُلَّ حَدَّهُ

لَقُلْتُ فِيهِ مَا يَحُزُّ جِلْدَهُ

لَكِنَّنِي تَرَكْتُهُ وَحِقْدَهُ

شَأْنُ امْرِئٍ فِي الْمَجْدِ يَرْعَى مَجْدَهُ

كُلُّ امْرِئٍ يُنْفِقُ مِمَّا عِنْدَهُ


لَهْفِي عَلَيْكَ صَدِيقَ شَطِّ الدَّارِ

لَهْفِي عَلَيْكَ صَدِيقَ شَطِّ الدَّارِ

بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَحْدَةُ الْأَقْدَارِ

الْغُرْبَةُ السَّوْدَاءُ، وَالنَّأْيُ الَّذِي

قَطَعَ الْفُؤَادَ بِسَيْفِهِ الْبَتَّارِ

جَمَعَتْ بِنَا دَارُ التَّنَائِي حِقْبَةً

أَغْنَتْ عَنِ الْأَنْسَابِ وَالْأَصْهَارِ

عِشْنَا بِهَا صَحْبًا نُعَزِّي أَنْفُسًا

مَا ضَمَّ جَمْعًا مَجْلِسُ السُّمَّارِ

لَكِنْ رَحَلْتَ، وَكُلُّ حَيٍّ رَاحِلٌ

هَلْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ؟

قَدْ شَاءَتِ الْأَقْدَارُ أَنْ تَقْضِي هُنَا:

بُعْدٌ، وَشَحْطُ مَسَافَةٍ، وَمَزَارِ

تَبْكِيكَ عَيْنِي يَا أُخَيَّ بِحُرْقَةٍ

مَا عَنَّ ذِكْرُكَ يَا (أَبَا عَمَّارِ)

يَا مَنْ عَهِدْتُكَ لِلْخُطُوبِ مُجَالِدًا

وَالْخَطْبُ حَوْلَكَ ذُو لَظًى وَأُوَارِ
5476 مشاهدة
للأعلى للسفل
×