شعر حافظ

كتابة:
شعر حافظ

نبذة عن الشاعر حافظ إبراهيم

حافظ إبراهيم هو شاعر مصريّ، واسمه الكامل محمد حافظ بك إبراهيم وحسبه تركيًّا لنسب عربيّ نال في العهد العثمانيّ، لقب البكواتية ولقب بشاعر النيل، وولد سنة 1872م في ديروط على متن سفينة في النيل في الصعيد أو مصر العليا، كما أنّ والده المهندس إبراهيم أفندي فهمي، ووالدته الست هانم وهي تركية، وأخذ لقب بك بقرار عثماني مصري.

ومن الجدير بالذكر أنّه قبل أن يُعتمد شاعرًا بين السلطتين، سلطة الخلافة العثمانيّة من جهة وسلطة الدولة المصريّة المستقلة من جهة أخرى، كان معاصرًا للشاعر المصريّ أحمد شوقي "أمير الشعراء"، والشاعر اللبنانيّ المصريّ، خليل مطران الذي لقب بشاعر القطرين.

خدم حافظ إبراهيم في الحربيّة وأخذ رتبة ملازم ثان وذلك ما بين عام 1891م و1893م، ثم أخذ رتبة ملازم أول، ومن ثمّ انتقل عسكريًّا من مصر إلى السودان، ثمّ خدم سنتين في وزارة الداخلية تحت رتبة "ملاحظ بوليس"، ومن بعدها عُيّن في دار الكتب الوطنيّة المصريّة حتى حصل على التقاعد، وتوفي حافظ إبراهيم سنة 1932م.

قصائد للشاعر حافظ إبراهيم

نبذة من القصيدة العمرية

حَسبُ القَوافي وَحَسبي حينَ أُلقيها

أَنّي إِلى ساحَةِ الفاروقِ أُهديها

لا هُمَّ هَب لي بَياناً أَستَعينُ بِهِ

عَلى قَضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضيها

قَد نازَعَتنِيَ نَفسي أَن أَوَفّيها

وَلَيسَ في طَوقِ مِثلي أَن يُوَفّيها

فَمُر سَرِيَّ المَعاني أَن يُواتِيَني

فيها فَإِنّي ضَعيفُ الحالِ واهيها

نبذة من قصيدة قالوا صَدَقتَ فَكانَ الصِدقَ ما قالوا

قالوا صَدَقتَ فَكانَ الصِدقَ ما قالوا

ما كُلُّ مُنتَسِبٍ لِلقَولِ قَوّالُ

هَذا قَريضي وَهَذا قَدرُ مُمتَدَحي

هَل بَعدَ هَذَينِ إِحكامٌ وَإِجلالُ

إِنّي لَأُبصِرُ في أَثناءِ بُردَتِهِ

نورًا بِهِ تَهتَدي لِلحَقِّ ضُلّالُ

حَلَلتُ دارًا بِها تُتلى مَناقِبُهُ

بِبابِها اِزدَحَمَت لِلناسِ آمالُ

رَأَيتُ فيها بِساطًا جَلَّ ناسِجُهُ

عَلَيهِ فاروقُ هَذا الوَقتِ يَختالُ

بِمَشيَةٍ بَينَ صَفَّي حِكمَةٍ وَتُقىً

يُحِبُّها اللَهُ لا تيهٌ وَلا خالُ

تَبَسَّمَ المُصطَفى في قَبرِهِ جَذَلاً

لَمّا سَمَوتَ إِلَيها وَهيَ مِعطالُ

فَكانَ لَفظُكَ دُرّاً حَولَ لَبَّتِها

العَدلُ يَنظِمُ وَالتَوفيقُ لَآلُ

لي كُلَّ حَولٍ لِبَيتِ الجاهِ مُنتَجَعٌ

كَما تُشَدُّ لِبَيتِ اللَهِ أَرحالُ

وَزَهرَةٌ غَضَّةٌ أَلقى الإِمامَ بِها

لَها عَلى أُختِها في الرَوضِ إِدلالُ

تَفَتَّحَ الحَمدُ عَنها حينَ أَسعَدَها

مِنكَ القَبولُ وَفيها نَوَّرَ القالُ

نَثَرتُ مَنظومَ تيجانِ المُلوكِ بِها

فَراحَ يَنظِمُهُ في وَصفِكَ البالُ

يا مَن تَيَمَّنَتِ الفُتيا بِطَلعَتِهِ

أَدرِك فَتاكَ فَقَد ضاقَت بِهِ الحالُ

قصيدة بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ

بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ

وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ

وَلَمّا أَصِف كَأساً وَلَم أَبكِ مَنزِلاً

وَلَم أَنتَحِل فَخراً وَلَم أَتَنَبَّلِ

فَلَم يُبقِ في قَلبي مَديحُكَ مَوضِعًا

تَجولُ بِهِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

رَأَيتُكَ وَالأَبصارُ حَولَكَ خُشَّعٌ

فَقُلتُ أَبو حَفصٍ بِبُردَيكَ أَم عَلي

وَخَفَّضتُ مِن حُزني عَلى مَجدِ أُمَّةٍ

تَدارَكتَها وَالخَطبُ لِلخَطبِ يَعتَلي

طَلَعتَ بِها بِاليُمنِ مِن خَيرِ مَطلَعٍ

وَكُنتَ لَها في الفَوزِ قِدحَ اِبنِ مُقبِلِ

وَجَرَّدتَ لِلفُتيا حُسامَ عَزيمَةٍ

بِحَدَّيهِ آياتُ الكِتابِ المُنَزَّلِ

مَحَوتَ بِهِ في الدينِ كُلَّ ضَلالَةٍ

وَأَثبَتَّ ما أَثبَتَّ غَيرَ مُضَلَّلِ

لَئِن ظَفِرَ الإِفتاءُ مِنكَ بِفاضِلٍ

لَقَد ظَفِرَ الإِسلامُ مِنكَ بِأَفضَلِ

فَما حَلَّ عَقدَ المُشكِلاتِ بِحِكمَةٍ

سِواكَ وَلا أَربى عَلى كُلِّ حُوَّلِ

قصيدة هَنيئاً أَيُّها المَلِكُ الأَجَلُّ

هَنيئاً أَيُّها المَلِكُ الأَجَلُّ

لَكَ العَرشُ الجَديدُ وَما يَظِلُّ

تَسَنَّمَ عَرشَ إِسماعيلَ رَحباً

فَأَنتَ لِصَولَجانِ المُلكِ أَهلُ

وَحَصِّنهُ بِإِحسانٍ وَعَدلٍ

فَحِصنُ المُلكِ إِحسانٌ وَعَدلُ

وَجَدِّد سيرَةَ العُمَرَينِ فينا

فَإِنَّكَ بَينَنا لِلَّهِ ظِلُّ

لَقَد عَزَّ السَريرُ وَتاهَ لَمّا

تَبَوَّأَهُ المَليكُ المُستَقِلُّ

وَهَشَّ التاجُ حينَ عَلا جَبيناً

عَلَيهِ مَهابَةٌ وَعَلَيهِ نُبلُ

تَمَنّى لَو يَقِرُّ عَلى أَبِيٍّ

تَذِلُّ لَهُ الخُطوبُ وَلا يَذِلُّ

وَقَد نالَ المَرامَ وَطابَ نَفساً

فَها هُوَ ذا بِلابِسِهِ يُدِلُّ

وَما كُنتَ الغَريبَ عَنِ المَعالي

وَلا التاجُ الَّذي بِكَ باتَ يَعلو

وَإِنَّكَ مُنذُ كُنتَ وَلا أُغالي

حُسامٌ لِلأَريكَةِ لا يُفَلُّ

فَكَم نَهنَهتَ مِن غَربِ العَوادي

وَكَم لَكَ في رُبوعِ النيلِ فَضلُ

وَما مِن مَجمَعٍ لِلخَيرِ إِلّا

وَمِن كَفَّيكَ سَحَّ عَلَيهِ وَبلُ

فَقَد عَرَفَ الفَقيرُ نَداكَ قِدماً

وَقَد عَرَفَ الكَبيرُ عُلاكَ قَبلُ

لَكَ العَرشانِ هَذا عَرشُ مِصرٍ

وَهَذا في القُلوبِ لَهُ مَحَلُّ

فَأَلِّف ذاتَ بَينِهِما بِرَأيٍ

وَعَزمٍ لا يَكِلُّ وَلا يَمَلُّ

فَعَرشٌ لا تَحُفُّ بِهِ قُلوبٌ

تَحُفُّ بِهِ الخُطوبُ وَيَضمَحِلُّ

أَبا الفَلّاحِ كَم لَكَ مِن أَيادٍ

عَلى ما فيكَ مِن كَرَمٍ تَدُلُّ

وَآلاءٍ وَإِن أَطنَبتُ فيها

وَفي أَوصافِها فَأَنا المُقِلُّ

عُنيتَ بِحالَةَ الفَلّاحِ حَتّى

تَهَيَّبَ أَن يَزورَ الأَرضَ مَحلُ

وَكَيفَ يَزورُ أَرضاً سِرتَ فيها

وَأَنتَ الغَيثُ لَم يُمسِكهُ بُخلُ

وَكَم أَحيَيتَ مِن أَرضٍ مَواتٍ

فَأَضحَت تُستَرادُ وَتُستَغَلُّ

وَأَخصَبَ أَهلُها مِن بَعدِ جَدبٍ

وَفاضَ عَلَيهِمُ رَغَدٌ وَنَفلُ

وَكَم أَسعَفتَ في مِصرٍ جَريحًا

عَلَيهِ المَوتُ مِن كَثَبٍ يُطِلُّ

وَكُنتَ لِكُلِّ مِسكينٍ وِقاءً

وَأَهلاً حينَ لَم تَنفَعهُ أَهلُ

وَكُنتَ فَتىً بِعَهدِ أَبيكَ نَدبًا

لَهُ رَأيٌ يُسَدِّدُهُ وَفِعلُ

لِكُلِّ عَظيمَةٍ تُدعى فَتُبلي

بَلاءَ مُجَرِّبٍ يَحدوهُ عَقلُ

تَوَلَّيتَ الأُمورَ فَتىً وَكَهلًا

فَلَم يَبلُغ مَداكَ فَتىً وَكَهلُ

وَجَرَّبتَ الحَوادِثَ مِن قَديمٍ

وَمِثلُكَ مَن يُجَرِّبُها وَيَبلو

وَكُنتَ لِمَجلِسِ الشورى حَياةً

وَنِبراساً إِذا ما القَومُ ضَلّوا

فَلَم يُلمِم بِساحَتِهِ جَحودٌ

وَلَم يَجلِس بِهِ عُضوٌ أَشَلُّ

وَما غادَرتَهُ حَتّى أَفاقوا

وَمِن أَمراضِ عَيشِهِمُ أَبَلّوا

فَعِش لِلنيلِ سُلطاناً أَبِيّاً

لَهُ في مُلكِهِ عَقدٌ وَحَلُّ

وَوالِ القَومُ إِنَّهُمُ كِرامٌ

مَيامينُ النَقيبَةِ أَينَ حَلّوا

لَهُم مُلكٌ عَلى التاميزِ أَضحَت

ذُراهُ عَلى المَعالي تَستَهِلُّ

وَلَيسَ كَقَومِهِم في الغَربِ قَومٌ

مِنَ الأَخلاقِ قَد نَهِلوا وَعَلّوا

فَإِن صادَقتَهُم صَدَقوكَ وُدًّا

وَلَيسَ لَهُم إِذا فَتَّشتَ مِثلُ

وَإِن شاوَرتَهُم وَالأَمرُ جِدُّ

ظَفِرتَ لَهُم بِرَأيٍ لا يَزِلُّ

وَإِن نادَيتَهُم لَبّاكَ مِنهُم

أَساطيلٌ وَأَسيافٌ تُسَلُّ

فَمادِدهُم حِبالَ الوُدِّ وَاِنهَض

بِنا فَقِيادُنا لِلخَيرِ سَهلُ

وَخَفِّف مِن مُصابِ الشَرقِ فينا

فَنَحنُ عَلى رِجالِ الغَربِ ثِقلُ

إِذا نَزَلَت هُناكَ بِهِم خُطوبٌ

أَلَمَّ بِنا هُنا قَلَقٌ وَشُغلُ

حَيارى لا يَقِرُّ لَنا قَرارٌ

تُنازِلُنا الخُطوبُ وَنَحنُ عُزلُ

فَأَهلًا بِالدَليلِ إِلى المَعالي

أَلا سِر يا حُسَينُ وَنَحنُ نَتلو

وَأَسعِدنا بِعَهدِكَ خَيرَ عَهدٍ

بِهِ أَيّامُنا تَصفو وَتَحلو

فَأَمرُكَ طاعَةٌ وَرِضاكَ غُنمٌ

وَسَيفُكَ قاطِعٌ وَنَداكَ جَزلُ
6128 مشاهدة
للأعلى للسفل
×