شعر عن الأب المتوفي

كتابة:
شعر عن الأب المتوفي

قصيدة: قل للأرامل واليتامى قد ثوى

قالت أروى بنت الحباب:[١]

قُل لِلأراملِ واليتامى قَد ثوى

فَلتبكِ أعيُنها لفقدِ حبابِ

أودى ابن كلّ مخاطرٍ بتلادهِ

وَلنفسهِ بقيا على الأحسابِ

الراكبينَ مِنَ الأمورِ صُدورَها

لا يَركَبونَ معاقدَ الأذنابِ

قصيدة: أَبكي عميدَ الأبطحين كليهما

قالت هند بنت عتبة:

أَبكِي عَميدَ الأَبْطَحَين كِلَيهما

وحَاميهِما مِنْ كل باغٍ يُريدها

أَبِي عُتْبةُ الخَيراتُ وَيحَكِ فَاعْلَمي

وشَيْبَةُ والحَامي الذِّمارِ وَليدُها

أولئك آلُ المَجْدِ من آلِ غَالِبٍ

وفي العِزِّ مِنْها حينَ ينمُو عَزيزُها

قصيدة: نقمتُ الرضى حتى على ضاحك المُزن

قال أبو العلاء المعري:

نَقمتُ الرّضَى حتى على ضاحكِ المُزْنِ

فلا جادَني إلّا عَبوسٌ منَ الدَّجنِ

فَلَيتَ فَمي إن شامَ سِنّي تبَسُّمي

فمُ الطّعنةِ النّجْلاءِ تَدْمى بلا سِنِّ

كأنّ ثَناياهُ أوَانِسُ يُبْتَغَى

لها حُسنُ ذِكْرٍ بالصّيانةِ والسّجنِ

أبي حَكَمَتْ فيهِ اللّيالي ولم تَزَلْ

رِماحُ المَنايا قادِراتٍ على الطّعنِ

مضَى طاهر الجثمان والنّفس والكرَى

وسُهد المنى والجَيبِ والذيلِ والرُّدنِ

فيا لَيتَ شِعري هل يَخِفّ وَقارُهُ

إذا صَارَ أُحْدٌ في القيامة ::كالعِهْنِ

وهلْ يرِدُ الحوْضَ الرّويَّ مُبادِرًا

معَ النّاسِ أمْ يأبَى الزّحامَ فَيَستأني

قصيدة: أيّ ليلٍ وأيّ صبحٍ صباحي

قال محمد حسن ظافر الهلاليّ:

أيّ ليـل وأيّ صبحٍِ صباحي

من يُداري ومن يُداويْ جراحي

لا تلُمْني لما ترى لستَ تدْري

رُبّ صاحٍ تظنه غيْر صاح

لا تَلُمْني فإن في القلب شيءٌ

لا يُدارى وليسَ يمحُوه ماحي

وفِراقِ الآباء شيءٌ عظيمٌ

ما لِذكرَى هُمومه من بَراح

كيف أنسى من كان كالبدر نورًا

قد أضاءت من نورهِ كلُّ ساحِ

وسراجًا إلى المَعالي مُنيرًا

ودَليلًا إلى دروبِ النّجاح

كيف أنسى من كان حبّي

وقلبي وحياتي وجنّتي وارتِيَاحي

كان في ليلنا سراجًا منيرًا

فتَوارَى بنورِه في الصباح

قد سما للسماء والروح صارت

في جوارِ العليمِ بالأرواح

في جوارٍ أنعِم به من جوارٍ

هو أهل الثَّناء والأمداح

رَبِّ ألهمْه ثابتَ القول

واجعل حولَه القبرَ من جنانٍ فِساحِ

وتقبّله صابرًا وشهيدًا

ورفيقًا أهلَ التّقى والصلاحِ

قصيدة: سألوني لمَ لمْ أرثِ أبي

قال أحمد شوقي:

سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي

وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم

أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ

كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى

وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى

آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزًا

نافِضًا مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين

إِنَّ لِلمَوتِ يَدًا إِن ضَرَبَت

أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ

وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ

وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا

لَقِيَ المَوت كِلانا مَرَّتَين

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ

ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا

وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ

كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما

قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا

وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا

وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن

بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما

وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين

قصيدة: ما كنت أحسب بعد موتك يا أبي

قال أبو القاسم الشابّي:

مَا كنتُ أَحْسَبُ بعدَ موتكَ يا أَبي

ومشاعري عمياءُ بالأَحزانِ

أَنِّي سأَظمأُ للحياةِ وأَحتسي

مِنْ نهْرِها المتوهِّجِ النَّشوانِ

وأَعودُ للدُّنيا بقلبٍ خافقٍ

للحبِّ والأَفراحِ والأَلحانِ

ولكلِّ مَا في الكونِ من صُوَرِ المنى

وغرائِبِ الأَهواءِ والأَشْجانِ

حتَّى تَحَرَّكَتِ السُّنونُ وأَقبلتْ

فِتَنُ الحَيَاةِ بسِحْرِها الفتَّانِ

فإذا أَنا مَا زلتُ طفلاً مُولَعًا

بتعقُّبِ الأَضواءِ والأَلوانِ

وإذا التَّشاؤُمُ بالحَيَاةِ ورفضُها

ضرْبٌ من البُهْتانِ والهَذَيانِ

إنَّ ابنَ آدمَ في قرارَةِ نفسِهِ

عبدُ الحَيَاةِ الصَّادقُ الإِيمانِ

قصيدة: أُبكّي أبي عمرًا بعين غزيرة

قالت الخنساء:

أُبَكِّي أبي عمرًا بعَينٍ غَزيرةٍ

قَليلٍ إذا نامَ الخَليُّ هُجودُها

قصيدة: أمات أبوك

قال نزار قبّاني:

أماتَ أَبوك؟
ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي
ففي البيت منه
روائحُ ربٍّ .. وذكرى نَبي
هُنَا رُكْنُهُ .. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألف غُصنٍ صبي
جريدتُه.. تَبْغُهُ.. مُتَّكَاهُ
كأنَّ أبي -بَعْدُ- لم يذهَبِ
وصحنُ الرمادِ ..
وفنجانُهُ على حالهِ .. بعد لم يُشرَبِ
ونَظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
عُيُونًا أشفَّ من المغرب؟
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
بقايا النُسُور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه، فحيثُ
أمرُّ .. أمرُّ على مُعْشِبِ
أشُدُّ يديه .. أميلُ عليهِ
أُصلِّي على صدرهِ المُتعَبِ
أبي .. لم يَزل بيننا
والحديثُ حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
يسامرنا .. فالدوالي الحُبالى
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ ..
أبي خَبَرًا كانَ من جَنَّةٍ
ومعنى من الأرحَبِ الأرحَبِ

قصيدة: طوى بعض نفسي إذ طواك الثرى عني

قال إيليا أبو ماضي:

طَوى بَعضَ نَفسي إِذ طَواكَ الثَرى عَنّي

وَذا بَعضُها الثاني يَفيضُ بِهِ جَفني

أَبي خانَني فيكَ الرَدى فَتَقَوَّضَت

مَقاصيرُ أَحلامي جَبَيتٍ مِنَ التِبنِ

وَكانَت رِياضي حالِياتٍ ضَواحِكًا

فَأَقوَت وَعَفَّ زَهرَها الجَزَعُ المُضني

وَكانَت دِنانِي بِالسُرورِ مَليئةً

فَطاحَت يَدٌ عَمياءُ بِالخُمرِ وَالدَنِّ

فَلَيسَ سِوى طَعمِ المَنِيَّة ::في فَمي

وَلَيسَ سِوى صَوتِ النَوادِبِ في أُذُني

وَلا حَسَنٌ في ناظِرَيَّ وَقَلَّما

فَتَحتَهُما مِن قَبلُ إِلّا عَلى حُسنِ

وَما صُوَرُ الأَشياءِ بَعدَكَ غَيرَها

وَلَكِنَّما قَد شَوَّهَتها يَدُ الحُزنِ

عَلى مَنكبي تِبرُ الضُحى وَعَقيقُهُ

وَقَلبِي في نارٍ وَعَينايَ في دُجنِ

أَبَحتُ الأَسى دَمعي وَأَنهَبتُهُ دَمي

وَكُنتُ أُعِدُّ الحُزنَ ضَربًا مِنَ الجُبنِ

فَمُستَنكِرٌ كَيفَ اِستَحالَت بَشاشَتي

كَمُستَنكِرٍ في عاصِفِ رَعشَةِ الغُصنِ

يَقولُ المُعِزّي لَيسَ يُحدي البُكا الفَتى

وَقَولُ المُعِزّي لا يُفيدُ وَلا يُغني

شَخَصتُ بِروحي حائِرًا مُتَطَلِّعًا

إِلى ما وَراءِ البَحرِ أَدنو وَأَستَدني

كَذاتِ جَناحٍ أَدرَكَ السَيلُ عِشَّها

فَطارَت عَلى رَوعٍ تَحومُ عَلى الوَكنِ

فَواهًا لَو أنِّي كُنتُ في القَومِ عِندَما

نَظَرتَ إِلى العَوّادِ تَسأَلُهُم عَنّي

وَيا لَيتَما الأَرضُ اِنطَوى لي بِساطُها

فَكُنتُ مَعَ الباكينَ في ساعَةِ الدَفنِ

لَعَلّي أَفي تِلكَ الأُبُوَّةَ حَقَّها

وَإِن كانَ لا يوفى بَِكَيلٍ وَلا وَزنِ

فَأَعظَمُ مَجدي كانَ أَنَّكَ لي أَبٌ

وَأَكبَرُ فَخري كانَ قَولُكَ ذا ابني

قصيدة: وداعًا أبي

قال محمد أبو علا:

وَأَصْبَحْتَ طَيْفًا بَعيدَ المَزارْ
وأُقْصِيتَ عَنَّا
فَلَمَّا فَقَدْناكَ ذاكَ النَّهارْ
وجُرِّدْتَ مِنَّا
أتينا إليْكْ
بَكَيْنا عَلَيْكْ
فَقَدْ كُنْتَ فينا كعصْفور أيْكْ
بِحُبٍ تَغَنَّى
وقَدْ كُنْتَ فينا مع الحُلْمِ حُلْمًَا
معَ العُمْرِ عُمْرًَا
معَ اللَّيْلِ بَدْراً بهِ قَدْ فُتِنَّا
وَأَصْبَحْتَ طَيْفًَا بَعيدَ المَزارْ
لَقَدْ كانَ يَوْمًَا عَصيبًا عَلَيْنا
فَوا أسَفا حَيْثُ ضَاعَ الشَّبابْ
فَقَدْ كانَ كالشَّمْسِ ما إن تَبَدَّتْ
فَكَيْفَ تَوارَى
وفي الفَجْرِ غَابْ؟!
وَها صارَ كالحُلْمِ نَهْفوا إليهِ
فَنَلْقاهُ حَيْثُ انتهيْنا
سَرَابْ
وما كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ الليالى
سَتَغْتالُ نُدْمانَها والشَّرابْ
وأنَّ[١]نُجومَ السَّما النَيْراتِ
سَتَهْوِي
ليَعْلو ذُراها التُّرابْ
ويُصْبِحُ مَنْ كانَ يَمْشى الهُوَيْنا
يُحَلِّقُ كالطَّيْرِ
بَلْ كالشِّهابْ
ويَجْتاحُنا الحُزْنُ حتَّى كَأنَّا
كَفُلْكٍ
تَرَامَتْ بطَامِي العَبَابْ
وَدَاعًا أبي
وَدَاعًا، فللمَوْتِ جُرْحٌ عَمِيقٌ
وَدَاعًا فللمَوْتِ ظُفْرٌ وَنَابْ
ودَاعًا أبي وَلْتَنُلْ حَيْثُ تَرْقَى
رَفيعَ الجِنانِ وحُسْنَ المَآبْ


لقراءة المزيد من الأشعار، يمكنك الاطّلاع على هذا المقال: أبيات شعر عن الأب.

المراجع

  1. "قل للأرامل واليتامى قد ثوى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-18.
5470 مشاهدة
للأعلى للسفل
×