محتويات
ما المقصود بحالة شلل الحبل الصوتي؟ ما أسباب وأعراض هذه الحالة تحديدًا؟ وهل يمكن التعافي منها؟ معلومات وتفاصيل هامة في المقال الآتي:
فلنتعرف على حالة شلل الحبل الصوتي (Vocal cord paralysis) عن كثب، إليك التفاصيل:
ما المقصود بحالة شلل الحبل الصوتي؟
الحبال الصوتية أو ما يعرف بالطيات الصوتية، هي في الأساس حزمتان من الأربطة العضلية المرنة تتواجد في داخل الحنجرة، والتي تتواجد بدورها فوق القصبة الهوائية، تحديدًا في الجانب الخلفي من الحلق.
في الحالات الطبيعية تفتح الحبال الصوتية أو تنغلق لتنظيم آلية سير ممارسات معينة نقوم بها يوميًّا، مثلًا: تفتح الحبال الصوتية عند استنشاق الهواء أثناء عملية التنفس، وتنغلق الحبال الصوتية عندما يقوم الشخص بالبلع لمنع تسرب السوائل والطعام إلى المجاري التنفسية.
أما حالة شلل الحبل الصوتي هي حالة تنشأ جراء حصول خلل ما في عضلات الحبال الصوتية قد يقلل من القدرة على التحكم بها.
عندما تصاب الحبال الصوتية بالشلل يصبح المريض أكثر عرضة لدخول الطعام والسوائل المختلفة للرغامى والرئتين، مما قد يؤدي لظهور أعراض ومضاعفات متنوعة، مثل: السعال، وصعوبة البلع.
كيف تنشأ حالة شلل الحبل الصوتي؟
تنشأ هذه الحالة غالبًا جراء إصابة الأعصاب التي تتحكم في حركة عضلات الحبال الصوتية بخلل يعيق قدرتها على أداء وظائفها.
غالبًا ما تصيب هذه الحالة أحد الحبال الصوتية، لكن من الوارد أن تصيب كلا الحبال الصوتية في بعض الحالات كذلك، تتراوح حدة الشلل الحاصل بين شلل طفيف نسبيًّا وشلل حاد قد يشكل خطرًا على حياة المريض.
في بعض الحالات قد يتعافى المصاب تلقائيًّا دون تدخل طبي، لكن وفي حالات أخرى قد تستدعي الحالة الخضوع للعلاج، ومن ضمن الخيارات العلاجية المتاحة الجراحة والعلاجات الصوتية، من الجدير بالذكر أن هذه الحالة تعد أكثر شيوعًا بين النساء.
أنواع شلل الحبل الصوتي وأسبابها
كما سبق وذكرنا تنشأ هذه الحالة عند إصابة عضلات الحبال الصوتية بالشلل، لحالة شلل الحبل الصوتي نوعان رئيسان هما كما يأتي:
1. شلل الحبل الصوتي أحادي الجانب (Unilateral vocal cord paralysis - UVCP)
يعد شلل الحبل الصوتي أحادي الجانب النوع الأكثر شيوعًا عمومًا من هذه الحالة، وغالبًا ما يصيب الحبل الصوتي الموجود على الجانب الأيسر تحديدًا.
إليك قائمة بأبرز الأسباب التي قد تحفز الإصابة بهذا النوع من شلل الحبل الصوتي:
- تلف في الأعصاب ناجم عن الخضوع لجراحة في العنق أو الصدر، أو التعرض لحادث في منطقة العنق أو العمود الفقري.
- الإصابة بعدوى فيروسية.
- الإصابة بأوارم في الدماغ، والغدة الدرقية، والمنطقة السفلية من الجمجمة.
- الإصابة بالتسمم العصبي الناجم عن التعرض لمواد معينة، مثل: الزرنيخ.
- الإصابة بأمراض أو عدوى بكتيرية المنشأ، مثل: الخناق، وداء لايم.
2. شلل الحبل الصوتي ثنائي الجانب (Bilateral Vocal Cord Paralysis - BVCP)
يعد شلل الحبل الصوتي ثنائي الجانب النوع غير الشائع من هذه الحالة، فضلًا عن أنه النوع الأكثر خطورة، غالبًا ما يولد المريض مصابًا من الأصل بهذا النوع من الشلل.
إليك أبرز الأسباب التي قد تحفز الإصابة بهذا النوع من شلل الحبل الصوتي:
- الخضوع لجراحات معينة، مثل: جراحة الغدة الدرقية.
- الإصابة بأمراض عصبية تنكسية أو بأمراض عصبية عضلية، مثل: التصلب اللويحي، ومرض باركنسون.
- التعرض لحادث ما.
في بعض الحالات قد لا يتمكن الأطباء من تحديد السبب الدقيق لهذه الحالة.
أعراض شلل الحبل الصوتي
إليك قائمة بأبرزها:
-
أعراض شلل الحبل الصوتي أحادي الجانب
إذا كان الشلل الحاصل قد طال أحد الحبال الصوتية فقط تصبح عضلات الحبال الصوتية مرتخية ويتخللها فراغ، لتبدأ المواد الغريبة بالتسلل من خلالها وصولًا إلى القصبة الهوائية والرئتين، مما قد يؤدي لظهور أعراض عديدة، مثل:
- ضعف الصوت، ومحدودية نبرة الصوت.
- سعال أو اختناق عند محاولة تناول الطعام، مما قد يؤدي لالتهابات رئوية متكررة.
- إرهاق صوتي ملحوظ، وصعوبة الاستمرار بالحديث مطولًا.
-
أعراض شلل الحبل الصوتي ثنائي الجانب
إذا طال الشلل الحاصل كلا الحبال الصوتية قد تقترب الحبال الصوتية من بعضها بطريقة يمكن أن تؤدي لتضيق خطير في المجاري التنفسية، غالبًا ما تظهر أعراض هذا النوع باكرًا في سنوات الطفولة، وقد تشمل ما يأتي:
- صعوبة إطعام الطفل.
- صعوبة التنفس.
- انسداد المجاري التنفسية.
- الصرير الشهيقي.
- بحة الصوت.
- صعوبات البلع.
تشخيص شلل الحبل الصوتي
إليك أبرز الإجراءات المتبعة لتشخيص هذه الحالة:
- الاطلاع على السجل الطبي والتاريخ المرضي للمصاب.
- إخضاع المريض لعملية منظار الحنجرة، حيث يتم إدخال أداة تحتوي على عدسة مكبرة أو كاميرا دقيقة من خلال الفم أو الأنف لتفحص الحنجرة عن كثب.
- إخضاع المريض لفحص مخطط كهربية العضل، حيث يتم إدخال إبرة رفيعة إلى عضلات الحبل الصوتي لتقييم النشاط العضلي والعصبي فيها.
- إخضاع المريض لفحوصات أخرى، مثل: فحوصات الدم، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج شلل الحبل الصوتي
هذه أبرز الخيارات الطبية التي قد يقترحها الطبيب:
- العلاج الصوتي، لا سيما في الحالات الطفيفة من الشلل، حيث يوصى المريض بممارسة تمارين معينة لتقوية حباله الصوتية وتحسين القدرة على التنفس والنطق.
- حقن الحبال الصوتية بالفيلر لإغلاق الفراغ بين الحبال الصوتية.
- إدخال رقعة سيليكون إلى الحنجرة لتثبيت الحبال الصوتية في مكانها ومنع انغلاقها في حالات معينة.
- جراحة إعادة التعصيب، والتي قد تكون مناسبة للأطفال تحديدًا.
- جراحة فغر الرغامى، وهذه قد يتم اللجوء إليها تحديدًا في حالات شلل الحبل الصوتي ثنائي الجانب.