صحة المرأة بعد الولادة تُعد من الأمور الهامة التي لا بدّ من الانتباه لها وإعطائها الأهمية اللازمة.
سنتحدث من خلال الآتي عن أهم الأمور المتعلقة بصحة المرأة بعد الولادة:
صحة المرأة بعد الولادة
أن أحد التغيرات الفسيولوجية المهمة بعد الولادة تنطوي على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي، لذلك فإنه ينقبض وينظف نفسه من بقايا الحمل التي تفرز إلى الخارج من خلال المهبل، كما أن السائل الذي يخرج من الرحم يجب أن يتغير لونه، وتقل كميته تدريجيًا مع مرور الوقت بعد الولادة، وفي الأيام الأولى يكون لونه أحمر؛ لأنه يحتوي على الدم وأحيانًا على تجلطات الدم.
عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف بعد الولادة يمكن أن ينبعث من المهبل تيار شديد من الدم يرافقه تخثرات من الدم، وفي الأيام التالية فإن الإفرازات تأخذ لونًا ورديًا، وبعد عشرة أيام تصبح بيضاء مائلة إلى الصفرة، وإذا بقيت الإفرازات حمراء اللون وشديدة بعد نحو أسبوعين من الولادة، أو إذا كان لها رائحة كريهة عندها لا بدّ من إجراء فحص لدى الطبيب.
ومن أجل التخفيف من هذه الإفرازات يمكن شرب الشاي مع مستخلص النباتات الآتية:
- كيس الراعي.
- برج الحمام.
- العرن.
- توت العليق.
- نبات القراص.
الحالة النفسية للمرأة بعد الولادة
في معظم الحالات وبعد ثلاثة أيام من الولادة تعود الأم الجديدة إلى البيت مع الطفل الجديد، وفي ذلك الحين بالضبط قد تهاجمها موجة من الاكتئاب والمعروفة باسم الاكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Blues)، وفي هذا السياق العديد من الأمهات الجدد يشعرن بالاكتئاب الخفيف، ونوبات من البكاء دون سبب واضح، والحزن، والتعب، وآلام في جميع أنحاء الجسم.
هناك من يعتقدن أنه ليس لديهن ما يكفي من الحليب في الثديين للطفل، والبعض الآخر يضعن اللوم على الزوج لأنه لا يقدم الدعم بما فيه الكفاية، وهناك من يعتقدن أن ذلك يرجع إلى قلة النوم، وكل هذه الأسباب قد تكون صحيحة، ولكن من المرجح أن الشعور بالاكتئاب سببه التغيرات الهرمونية الحادة التي تحدث في الجسم بعد الولادة.
على العكس حالات أخرى فإن هذا الشعور قد يزول في غضون 48 ساعة، ومع ذلك إذا استمرت حالة تدني الشهية بعد أسبوعين، وصعوبة النوم، وصعوبة العمل في المنزل، وعدم وجود رغبة في رعاية الطفل فيوصى عندها باستشارة طبيب النساء.
المشاكل الصحية بعد الولادة
بعد أن تحدثنا عن أهمية صحة المرأة بعد الولادة لا بدّ الآن من التطرق إلى أهم المشاكل والصعوبات التي قد تواجهها المرأة بعد الولادة:
1. تقلصات الرحم
إن عملية تقلص الرحم إلى حجم ما قبل الحمل مصحوب بالإفرازات والتقلصات، فكلما زاد عدد حالات الحمل يزيد وزن الطفل أكثر، وكذلك في الحمل المتعدد الأجنة، إذ إن تقلصات الرحم تكون أقوى وتستمر لفترات طويلة ومؤلمة أكثر، كما قد يظهر الألم عادة في الجزء الأسفل من البطن، وفي حالة الألم الشديد يمكن استخدام المسكنات.
بعد الولادة يصغر الرحم تدريجيًا، كما أن عملية تقلص الرحم ينبغي أن تنتهي في غضون 4 - 6 أسابيع من الولادة، وقد تساهم الرضاعة الطبيعية في صحة المرأة بعد الولادة، وتساعد في عملية تقلص الرحم، فتحفيز حلمة الثدي يتسبب في إفراز هرمون البيكتون (Pitocin) الذي يؤدي لتشنجات العضلات، وبالتالي يزيد من تقلصات الرحم.
2. احتقان الثدي بعد الولادة
بعد الولادة يمتلئ الثديين بالحليب ويصبحان أثقل، وقسم كبير من النساء يعانين من آلام الثدي بعد الولادة والرضاعة الطبيعية بدرجات متفاوتة، وفي حال استمرار الاحتقان أو تكرره عدة مرات فيفضل عندها التوجه إلى استشارية الرضاعة، ومن أهم النصائح العامة لتقليل احتقان الثدي:
- شفط القليل من الحليب من الثديين عندما تشعرين أن الثدي ثقيل، وذلك للتخفيف عن جسمك وللتخفيف عن الطفل الذي يستصعب الرضاعة من الحلمة عند وجود الاحتقان.
- التدليك اليدوي للثدي في حركة دائرية قبل الرضاعة.
- عدم تخطي وجبة الرضاعة الطبيعية، فإذا كنت بعيدة عن الطفل عند موعد الوجبة فيوصى بشفط الحليب من الثدي الذي كان من المفترض أن يتغذى عليه الطفل في هذا الوقت.
- عند الانتهاء من إرضاع الطفل من أحد الثديين يوصى بإرضاعه قليلًا من الثدي الآخر لتجنب حدوث احتقان.
- وضع كمادات باردة على الثدي قبل الرضاعة.
- وضع أوراق الملفوف الباردة على الصدر في الليل، فقد يساعد ذلك في تخفيف الاحتقان.