صحة حديث أويس القرني

كتابة:
صحة حديث أويس القرني

حديث رسول الله

الحديث الشريف هو كلّ ما جاء عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ أو فعلٍ أو أمر، وإمّا أن يكون الحديث تأكيدًا لنصوص القرآن الكريم وأحكامه وتشريعاته كالصلاة وغيرها، وإمّا أن يكون مبيّنًا لحكمٍ سكت عنه القرآن الكريم أو لم يعطه حقّه في التفصيل، وإمّا أن يكون مبشرًا ونذيرًا لما قد يحدث في المستقبل، وحديث الرسول الكريم وحيّ من الله -جلّ وعلا- فقد قال تعالى في سورة النجم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}،[١]لكنّ أحاديث الرسول الكريم المتناقلة إلى هذه الأيام تتفاوت في درجة صحتها، فمنها الصحيح والحسن ومنها الحديث الضعيف والمرسل والأحاديث الموضوعة، وسيأتي هذا المقال على بيان صحة حديث أويس القرني.[٢]

أويس القرني

قبل التطرق لبيان صحة حديث أويس القرني لا بدّ من التعريف بهذا العبد الصالح، هو أويس بن عامر القرني يمنيّ الأصل، يُلقّب في الإسلام بسيّد التابعين، والتابعيّ هو من لم يرَ الرسول الكريم ولا مرة في حياته وأسلم على يد صحابيّ، ومع أن أويس القرني عاصر النبيّ الكريم لكنّه لم يره لذلك اعتبره أهل العلم من التابعين، كان من أكثر التابعين علمًا وزهدًا، فقد تعلّم علوم الإسلام على يد كبار الصحابة ثمّ نقله لغيره، كما تعلّم منه من حوله برّه بأمّه وخشيته من الله وورعه، له مكانةٌ عظيمةٌ بين صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم-، وكان دائم الدعاء بأنّ يجعله الله من الشهداء، وقد مات شهيدًا في معركة صفين بعد أن خرج مع علي بن أبي طالب في حروبه مع الخوارج، وكان ذلك في السنة السابعة والثلاثين للهجرة.[٣]

صحة حديث أويس القرني

للرسول الكريم حديثّ مشهورٌ عن أويس القرني -رضي الله عنه-، فقد جاء عن الصحابيّ الجليل أسير بن جابر -رضي الله عنه- في نصّ الحديث الشريف أنّه قال: "كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إذَا أَتَى عليه أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ حتَّى أَتَى علَى أُوَيْسٍ فَقالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: مِن مُرَادٍ ثُمَّ مِن قَرَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكانَ بكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: لكَ وَالِدَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ له. فَقالَ له عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: الكُوفَةَ، قالَ: أَلَا أَكْتُبُ لكَ إلى عَامِلِهَا؟ قالَ: أَكُونُ في غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيَّ"،[٤]ويتبيّن في أمر صحة حديث أويس القرني أنّ هذا الحديث من الأحاديث النبوية الصحيحة فقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي أجمع أهل العلم على صحّتها، والله تعالى أعلم.[٥]

المراجع

  1. سورة النجم، آية: 03-04.
  2. "الحديث الشريف"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
  3. "أويس القرني المرادي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسير بن جابر ، الصفحة أو الرقم: 2542، صحيح.
  5. "أويس بن عامر القرني"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
4083 مشاهدة
للأعلى للسفل
×