صحة حديث المعازف

كتابة:
صحة حديث المعازف

نص حديث المعازف

عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ -يَعْنِي الفقِيرَ- لِحاجَةٍ فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَةِ".[١]


ولمعرفة حكم الموسيقى في الشرع الإسلامي؛ يمكنك الاطلاع على هذا المقال: ما هو حكم الموسيقى


صحة حديث المعازف

حديث المعازف هو من الأحاديث التي اختلف أهل العلم فيها، والسبب في ذلك هو أن البخاري -رحمه الله- ذكر هذا الحديث بصيغة محتملة حيث قال في بداية السند: "وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد"، وصيغة "قال" في علم الحديث من الصيغ التي تحتمل السماع وعدمه أي قد يكون المصنّف قد أخذ الحديث عن شيخه بطريقة أخرى من طرق التحمل كأن يكون الشيخ أعطى التلميذ الحديث مكتوبًا في ورقة أو غير ذلك، وأيضًا فالحديث من معلّقات البخاري وهي الأحاديث التي لم يروها الإمام البخاري بصيغة الجزم.[٢]


فذهب ابن حزم -رحمه الله- إلى تضعيف هذا الحديث بسبب التعليق وانقطاع السند ما بين البخاري وصدقة بن خالد، ولكنّ العلماء ردّوا على هذا بكون ما ذكره البخاري من المعلّقات بصيغة "قال" تُفيد باتصال الحديث بالنسبة إليه، كما أنّ مصنّفين آخرين قاموا برواية هذا الحديث بسندهم المتصل، ومنهم الإسماعيلي في المستخرج،[٢] وقد قال ابن الصلاح -رحمه الله- بصحة حديث المعازف وباتصال سنده وبعدم ثبوت دعوى ابن حزم في هذا،[٣] وقال ابن حجر -رحمه الله- إنّ سبب تعليق البخاري لهذا الحديث وروايته بصيغة "قال" هو حصول الشك لدى الراوي في اسم الصحابي هل هو أبو عامر أو أبو مالك، وليس وجود الانقطاع في السند.[٢]


وللتعرّف على رأي ابن حزم في الغناء يمكنك قراءة هذا المقال: رأي ابن حزم في الغناء


شرح حديث المعازف

يُبيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حال أقوامٍ من أمته سيأتون من بعده، ويصفهم بأنّهم يستحلّون الحِر والحرير والخمر والمعازف، والحِر هو الفرج، والمقصود أن يعدّوا الزنا وشرب الخمر وسماع المعازف وآلات اللهو ولبس الحرير للرجال حلالًا، فيفعلون ذلك دون أن يفكرّوا بحرمته أو يشعروا بخطورته، ويتحدّث عن صنف آخر من أمته يعمّهم الأمن والنعم والرعاة يذهبون في الصباح لرعي المواشي ويجيئون مساءً إلى قومهم، ويسكن هؤلاء القوم بجانب جبل فيأتي إليهم الفقير صاحب الحاجة يطلبهم الصدقة فيردوّنه ويقولون له ارجع غدًا، فيقع عليهم عذاب الله ليلًا فيهلكهم بسقوط الجبل عليهم عقابًا على منعهم الصدقة مع إنعام الله -تعالى- عليهم وتفضّله، ويكون عقابه أيضًا لبعض الأقوام بتحويلهم إلى قردة وخنازير.[٤]


وللاطلاع على مزيد من الأحاديث الواردة بشأن الغناء يمكنك قراءة هذا المقال: حديث الرسول عن الغناء


ولمعرفة هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى يمكنك قراءة هذا المقال: هل يجوز سماع الأغاني بدون موسيقى


وللاطلاع على حكم نشر الأغاني يمكنك قراءة هذا المقال: حكم نشر الأغاني

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:5590، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب ت ابن حجر العسقلاني، كتاب فتح الباري لابن حجر، صفحة 52-55. بتصرّف.
  3. ابن الصلاح، كتاب مقدمة ابن الصلاح، صفحة 68. بتصرّف.
  4. الكرماني، شمس الدين، كتاب الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، صفحة 147. بتصرّف.
5857 مشاهدة
للأعلى للسفل
×