صحة حديث كل بدعة ضلالة

كتابة:
صحة حديث كل بدعة ضلالة

البدعة

البدعة في اللغة هي إحداثُ أمرٍ جديد أو شيء جديد لم يكن له وجود قبل ذلك سواءً كان هذا الشيء معنويًّا أم ماديًّا، ومن هذه الكلمة أُخِذَ مصطلح البدعة في الشريعة الإسلامية، ويدلُّ هذا المصطلح في الشرع على إحداث أمر جديد في الدين لم يكن موجودًا ولم يرِد في كتاب الله أو سنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، يقول الشاطبي في تعريف البدعة: هي طريقة مخترعة في الدين، يقصد بها المبالغة في التعبُّد لله، وهذا المقال سيتحدث عن صحة حديث كل بدعة ضلالة. [١]

صحة حديث كل بدعة ضلالة

روى جمعٌ كبير من الأئمة وعلماء الحديث حديث كل بدعة ضلالة وبإسنادٍ صحيحٍ، ويعدُّ الإمام أحمد -رحمه الله- من رواة هذا الحديث بسنده الصحيح، وكما قال حدَّثنا الضحاك بن مخلد عن ثور عن خالد بن معدان عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي عن عرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "صَلَّى لنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الفجرَ، ثمَّ أَقْبَلَ علينا فوَعَظَنا مَوعِظةً بليغةً، ذَرَفَتْ لها الأَعْيُنُ، ووَجِلَتْ منها القُلوبُ، قُلْنا أو قالوا: يا رسولَ اللهِ، كأنَّ هذه مَوعِظةٌ مُوَدِّعٍ، فأَوْصِنا. قال: أُوصيكم بتَقْوى اللهِ، والسَّمعِ والطاعةِ وإنْ كان عبْدًا حَبَشيًّا، فإنَّه مَن يَعِشْ منكم يَرى بَعْدي اختِلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي، وسُنَّةِ الخُلفاءِ الراشِدينَ المَهْديِّينَ، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأُمورِ، فإنَّ كلَّ مُحْدَثةٍ بِدْعةٌ، وإنَّ كلَّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ" [٢].

وقد روى هذا الحديث أيضًا أبو داوود وابنُ ماجه، وصحّحَه شعيب الأرناؤوط، وقد ورد جزء من هذا الحديث في صحيح مسلم، فحديث كل بدعة ضلالة حديث صحيح بقول جمهور الفقهاء من أهل العلم وقد وردَ من أكثر من طريق وفي أكثر من رواية جميعها تؤكدُ صحة هذا الحديث. [٣]

أحاديث عن البدعة

وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد من الأحاديث التي يحذِّر فيها من شرِّ البدع ومحدثات الأمور، فقد أجمع العلماء على تحريم البدعة لكنهم اختلفوا أحيانًا في بعض الأمور التي اعتبرها البعضُ من البدع، وآخرون لم يعدُّوها من البدع ولم يعتمدوا فقط على حديث كل بدعة ضلالة إنّما استندوا إلى غيره من الأحاديث النبوية، وممّا وردَ من أحاديث عن البدعة ما يأتي: [٤]

  • ورد في صحيحي البخاري ومسلم ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد" [٥].
  • وردَ عن جابر بن عبدالله أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً، بُعِثتُ أنا والساعةُ هكذا، صبحَتْكم الساعةُ ومستْكم، أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه، من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك دَيْنًا أو ضَياعًا فإليَّ وعليَّ، وأنا وليُّ المؤمنين" [٦]، وغيرها من الأحاديث التي تؤكدُ تحريم البدع ومحدثات الأمور التي تؤدي إلى الضلال، والله أعلم.

المراجع

  1. بدعة, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-2-2019، بتصرف
  2. الراوي: العرباض بن سارية، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 17144، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  3. حديث "فإن كل محدثة بدعة..." صحيح, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-2-2019، بتصرف
  4. النهي عن البدع, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 22-2-2019، بتصرف
  5. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2697، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1353، خلاصة حكم المحدث: صحيح
4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×