صحة حديث (لا فضل لعربي على عجمي)

كتابة:
صحة حديث (لا فضل لعربي على عجمي)

صحة حديث (لا فضل لعربي على عجمي)

نص الحديث

عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناسُ! إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى إنَّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكُم، ألا هل بلَّغتُ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: فيُبَلِّغُ الشاهدُ الغائبَ).[١]

ركّز الحديث الشريف على أمرٍ مهم وجب على المسلم أن يحرص عليه وهو: تجنب التعصب والعنصرية، والافتخار بالأحساب، والطعن في أنساب غيره، فكل ذلك من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام وأمر بإلغائها وإبطالها.

الحكم على الحديث

هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن المبارك في الزهد، والحارث في المسند، وأبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان، والحديث صححه الشيخ تقي الدين ابن تيمية الحنبلي في اقتضاء الصراط المستقيم، والألباني في السلسلة الصحيحة، والشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريج زاد المعاد.[٢]

التعريف براوي الحديث

هو أبو عبد الله، جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ السَّلِمِيُّ، الأنصاري الخَزْرَجِيُّ، السَّلِمِيُّ، المَدَنِيُّ، وله كنية أخرى وهي: أبو عبد الرحمن، من فقهاء الصحابة وعلمائهم، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة.[٣]

يعد جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- من الصحابة المكثرين في رواية حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، شهد غزوة الخندق، وبيعة الرضوان، وبيعة العقبة الثانية، وكان جابر آخر من مات في مكة من الصحابة بعد أن طال عمره حتى وصل إلى التسعين، وقد فقد بصره، توفي سنة ثمان وسبعين للهجرة.[٣]

شرح الحديث

هذا حديث جليل يدل على مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام وهو مبدأ العدل بين الناس، وعدم التفريق بينهم بناء على العرق أو الشكل أو اللون أو البلد، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).[٤]

وميزان التفاضل بين الناس هو؛ التقوى، والإيمان، والعمل الصالح، ورفعة الأخلاق، ومعاملة الناس بالحسنى،[٥]فبيّن الحديث أنّ رب الناس واحد، وأصلهم واحد وهو آدم أبو البشر -عليه السلام- فلا يتفضل أحدهم على الآخر، ولا يُفضّل العربي نفسه على الأعجمي وهو الذي لا يتكلم اللغة العربية، ولا الأعجمي على العربي.[٦]

ولا الأحمر على الأسود، ولا الأسود على الأحمر إلا بالتقوى والإيمان، وفي هذا الحديث دعوة للناس أن يتركوا الفخر بآبائهم وأحسابهم وأنسابهم وبلدانهم والتعصب لها، لأنها لن تغني عنه شيئا،[٦]وقد ثبت في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ).[٧]

المراجع

  1. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2700، إسناده صحيح.
  2. "تخريج حديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  3. ^ أ ب شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 189-195. بتصرّف.
  4. سورة الحجرات، آية:13
  5. "هل المسلم العربي أفضل من المسلم الأعجمي ؟"، سؤال وجواب، 16/9/2012، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "شرح حديث"، الدرر السنية. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح.
5986 مشاهدة
للأعلى للسفل
×