صداع في مقدمة الراس فوق العين

كتابة:
صداع في مقدمة الراس فوق العين

ما هو صداع مقدمة الرأس فوق العين؟

يتعامل الكثيرون منّا مع الصداع على أنّه حدثٌ مألوف نُعاني منه في كثير من الأيام المُتعبة، حتّى أنّ البعض قد يجد صعوبةً بالغةً في مُمارسة أيٍّ من أعماله بسبب ألم الرأس، وهو في الحقيقة يؤثّر في 9 من كلّ 10 أشخاص في سنين حياتهم جميعها.

يُعدّ صُداع مُقدّمة الرأس Frontal Lobe Headache ممّا يوصف به الصداع عند تمركزه في منطقة الجبهة وما حولها من الرأس، يُعالجه البعض بشرب الماء، أو بأخذ قسطٍ من الراحة، أو بتجاهله إلى أن يزول من تلقاء ذاته، إلا أنّ تزامنه مع البعض الآخر مدةً طويلةً ومُستمرّةً قد يكون إشارةً إلى وجود مُشكلة ما تتطلّب التدخل الطبيّ والمُساعدة من الطبيب.[١][٢]


ما أسباب الإصابة بصداع مقدمة الرأس فوق العين وأعراضه؟

تتعدد الأسباب المُحتملة للإصابة بصداعٍ في مُقدّمة الرأس فوق العين حسب نوع الصداع المُرتبط بالألم، وفي ما يأتي توضيح لذلك بالتفصيل:


صداع التوتر

الذي تستمرّ النوبة الواحدة منه ما بين نصف ساعة حتّى عدّة ساعات أو أيام، وتختلف شدّته ما بين البسيط إلى الشديد جدًا، ومن أكثر العوامل المُسبّبة له التعرّض للتوتّر والضغوطات، والشعور بالاكتئاب أو القلق، أو نتيجة التعب الشديد، ومشكلات العضلات أو العظام الموجودة في الرقبة، ويتميّز بعدّة صفات، منها:[٢]

  • ألم يبدأ في الجبهة، أو الأصداغ (جانبيّ الوجه)، أو خلف العينين.
  • ألم متوسّط الشدّة يشعر به الشخص في جميع مناطق الرأس.
  • الشعور بالألم عند لمس الرأس، أو فروة الرأس، أو الأكتاف، أو الرقبة.
  • شعور بالضغط والشدّ مُشابه لارتداء عصبة رأس ضيّقة حوله.


الصداع العنقودي

هو الصداع الذي يتركّز في جانب واحد من الوجه، وعادةً ما يكون حول إحدى العينين، أو أحد جانبيّ الوجه، أو جانبيّ الجبين، ورغم أنّه أقل انتشارًا من صداع التوتّر إلا أنّه أكثر شدّة وألمًا منه بكثير، كما قد يتزامن معه على الأقل عَرَض آخر في نفس الجانب المُتأثّر من الرأس، كسيلان الأنف، أو تدميع العين في الجهة المُصابة، أو تورّم الوجه،[٣] ويُذكر أنّ أسبابه غير مُحدّدة بالضبط، لكنه يميل إلى الحدوث لدى الأشخاص الذين يُعاني أحد أفراد عائلتهم منه أيضًا، أو لدى المُدخّنين، أو من يشربون المشروبات الكحوليّة.[٢]


صداع الجيوب الأنفية

ينجم عن الإصابة بالتهاب أو حساسيّة في الجيوب، وعادةً ما يسبق الإصابة بالإنفلونزا أو الرشح لدى البعض، ويكون الصداع حينها في مُقدّمة الرأس، مع الشعور بالألم في الجبهة والعينين والخدّين عند اللمس، ومن المُهمّ تمييزه عن الصداع النصفيّ (الشقيقة) لاختلاف العلاجات المُعتمدة في التعامل مع كُلٍّ منهما،[٢][٣] إذ يُمكن تمييز صداع الجيوب بوجود أعراض أُخرى مُصاحبة لألم الرأس، ومنها:[٢]

  • الشعور بألم نابض متوسّط الشدّة في الرأس.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • ألم في الأسنان.
  • زيادة ألم الرأس عند تحريكه.
  • خروج إفرازات من الأنف.
  • انسداد الأنف.


صداع الشقيقة

الذي يُعرَف أيضًا بالصداع النصفيّ، إذ إنّ ألم الرأس يتركّز في جانب واحد منه، وهو في الواقع أحد أكثر أنواع الصداع شيوعًا بين الناس، ويكون الألم حينها أشبه بالنبض أو الضرب القويّ على الجُمجمة، كما قد يُصاحبه الشعور بالغثيان أو التقيّؤ، مع زيادة الحساسيّة تجاه الأصوات أو الضوء الساطع، ناهيك عن مرحلة النّسَم (Aura)، التي تسبق نوبة الصداع النصفي الذي ينجم عن التعرّض لمجموعة من العوامل، منها:[٣]

  • الجوع.
  • التعرّض للشمس أو الضوء الساطع.
  • عدم النوم لساعات كافية.
  • التعرّض لدرجات الحرارة العالية أو الباردة.
  • بعض الأنشطة الجسديّة.


صداع إجهاد العين

يكون الألم فيه مُشابهًا لألم صداع التوتّر، إلا أنّ أسبابه مُختلفة نوعًا ما، فهو ينجم عن عدم تصحيح نظر العين، أو الإصابة باللابؤريّة؛ أي عدم تقوّس قرنيّة العين كما يجب، مما يؤثّر في انعكاس الضوء على شبكيّة العين وتشوّش الرؤية نتيجة ذلك،[٢][٤] ويظهر الصداع حينها في كلٍّ من الحالات الآتية:[٢]

  • القيام بمهام خلال مدة طويلة ومتواصلة، كالقراءة، أو العمل على الحاسوب.
  • التعرّض للتوتّر أو الضغوطات.
  • وضعيّة الوقوف أو الجلوس غير السليمة.
  • التركيز المتواصل خلال مدة طويلة.


أسباب أُخرى

توجد مجموعة أُخرى أقلّ شيوعًا وانتشارًا من الأسباب المُحتمل أن تكون وراء الإصابة بالصداع في مقدمة الرأس فوق العين، يُذكر منها ما يأتي:

  • الصداع الناجم عن التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة، المعروف أيضًا بصداع التهاب شرايين القُحف (Giant cell arteritis)، ويكون فيه الصداع شديدًا ومُستمرًّا، مع الألم عند لمس الأصداغ، بالإضافة إلى الأعراض الآتية:[٢]
    • الشعور بالتعب مع آلام في العضلات.
    • الاكتئاب.
    • فُقدان النظر.
    • الشعور بالألم عند الأكل أو عند التحدث.
  • ألم نصف الرأس المُستمرّ (Hemicrania Continua)، الذي يُعدّ من الأسباب النادرة المُسبّبة للألم في الجبهة، وصدغيّ الوجه، أو حول العينين، أو في مؤخّرة الرأس، ويمتاز بأنّه لا يتوقّف، ويُعاني منه المُصابون طيلة الوقت.[٣]
  • الأرق، أو الإصابة بأحد اضطرابات النوم.[٥]
  • الجفاف.[٥]
  • تناول أنواع مُعيّنة من المأكولات، مثل: اللحوم، أو الأطعمة التي تحتوي على النترات.[٥]
  • ألم الفكّ أو ألم الرقبة.[٥]


كيف يُعالَج الصداع في مقدمة الرأس فوق العين؟

يعتمد علاج الصداع في مقدّمة الرأس فوق العين وأنواع الصداع الأخرى عمومًا على تحديد سببه بالضبط من أجل التعامل معه وعلاجه، وتقييم شدّته لدى المُصاب، وعليه تتضمّن الخيارات العلاجيّة في مُعظم الحالات واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٥]

  • المُسكّنات التي تؤخذ دون وصفة طبيّة، كالباراسيتامول، والأيبوبروفين، أو النابروكسين، والأسبرين.
  • علاجات وأساليب لتخفيف الضغط والتوتّر، ومنها:
    • أخذ حمام ساخن.
    • اليوغا والتأمّل.
    • جلسات التدليك والعلاج الفيزيائيّ.
  • في حالات الصداع المُزمن والشديد يلجأ الأطباء إلى صرف علاجات أُخرى أكثر تخصّصًا في التعامل مع مُسبّبات الصداع، ومنها:


كيف يُمكن تشخيص الصداع في مقدمة الرأس فوق العين؟

في إطار تشخيص أسباب الإصابة بصداع في مقدّمة الرأس فوق العين فهو يتضمّن عدّة أساليب وخطوات يتّبعها الطبيب، بعد تحديد كُلٍّ ممّا يأتي:[٦]

  • مكان الألم بالضبط.
  • كيف بدأ الألم لدى المُصاب، إن كان مُفاجئًا أم مُتدرّجًا.
  • مدة مُعاناة المُصاب من الصداع.
  • تقييم وصف الألم بالضبط.
  • شدّة الألم.
  • احتماليّة امتداد الألم إلى أماكن أُخرى في الرأس أو في الجسم.
  • العوامل والظروف التي تزيد من الألم.
  • الأعراض الأُخرى المُصاحبة للألم.

وبعد ذلك يُجري الطبيب فحصًا جسديًّا كاملًا للمُصاب، بالتزامن مع واحد أو أكثر من الفحوصات الآتية:[٦]

  • فحص الدم.
  • تحليل البول.
  • فحص احتماليّة وجود أيّ التهاب أو عدوى.
  • إجراء بعض الصور في بعض الحالات، كصورة الرنين المغناطيسيّ (MRI)، أو صور الأشعّة السينيّة (X-ray)، أو التصوير الطبقيّ المحوريّ (CT scan).


ما مخاطر الإصابة بصداع في مقدمة الرأس فوق العين؟

عادةً ما تكون المُضاعفات أو الأخطار المؤثّرة في صحّة المُصاب نتيجة الأدوية المُستخدمة في علاج الصداع وليس الصداع بحدّ ذاته، مثلما يحدث عند استعمال مُضادات الالتهاب غير الستيرويديّة، إذ إنّ من أعراضها الجانبيّة احتماليّة تسبّبها بآلام في المعدة، أو نزيف في الجهاز الهضميّ، بالإضافة إلى أنّ فرط استعمال مُسكّنات الألم مدةً طويلةً ومتواصلةً قد يكون سببًا في حدوث الصداع الارتداديّ (Rebound Headache)، الناجم عن استعمال المُسّكنات، والذي يُعالَج بتركها والتوقّف عن تناولها،[٧] وبعض مُضادات الاكتئاب قد تكون سببًا في حدوث ما يأتي:[٥]

  • جفاف الفم.
  • الإمساك.
  • الشعور بالنعاس خلال ساعات النهار.
  • زيادة الوزن.


المراجع

  1. Dr Colin Tidy (11-12-2017), "Headache"، patient, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Stephen Gill (1-3-2018), "What to know about frontal lobe headaches"، medicalnewstoday, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Colleen Doherty (9-9-2019), "Overview of Frontal Headaches"، verywellhealth, Retrieved 25-6-020. Edited.
  4. Yvette Brazier (25-10-2017), "What is astigmatism and how is it treated?"، medicalnewstoday, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح Marjorie Hecht (29-3-2019), "What You Should Know About Frontal Lobe Headaches"، healthline, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Colleen Doherty (15-1-2020), "How Headaches Are Diagnosed"، verywellhealth, Retrieved 25-6-2020. Edited.
  7. Colleen Doherty (16-9-2019), "Symptoms of a Headache"، verywellhealth, Retrieved 25-6-2020. Edited.
5842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×