صعوبة في بلع الريق

كتابة:
صعوبة في بلع الريق


ما الأسباب المحتملة للشعور بصعوبة في بلع الريق؟

يُشارِك في عمليَّة البلع مجموعة من التراكيب والأعضاء الرئيسيَّة في الجسم؛ كالعضلات، والأعصاب، والدماغ، ونوعين من الصمَّامات العضليَّة، والمريء، ولكنْ، قد يُعاني البعض من صعوبة في بلع الريق أحيانًا، حيث يوجد العديد من الأسباب التي ربما تؤدي إلى المُعاناة من هذه المشكلة، غير أنَّه من الصعب حصرها جميعًا في هذا المقال، وبكلّ الأحوال، يبقى الطبيب الشخص المسؤول عن تشخيص المشكلة، وتحديد أسباب حدوثها بعيدًا عن التكهنات التي لا تعتمد على أُسس التشخيص الطِّبي السليم،[١]ونذكر في الآتي بعض من هذه الأسباب:


مشكلات خلقية وتطورية

المشكلات الخلقية؛ هي تِلك التي تظهر منذ الولادة، أمَّا المشكلات التطوريَّة؛ فهي تِلك التي تؤثر على طريقة التطوُّر، وبناءً على ذلك، نذكر بعض من المشكلات الخلقية أو التطورية التي قد تسبب صعوبة بلع الريق على النحو الآتي:[٢]

  • الشفة المشقوقة والحنك المشقوق (Cleft lip and palate): هي من الاختلالات الشائعة التي قد تظهر منذ الولادة، على صورة شقّ أو فجوة في الشفة العلويَّة أو سقف الحلق.
  • صعوبات التعلم: وهي حالة مواجهة صعوبة في التواصل، والتعلم، والفهم.
  • الشلل الدماغي (Cerebral palsy): هو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات العصبيّة التي تؤثر على الحركة والتناسق أثناء المشي.


وجود الانسداد

بعض المشكلات التي قد تسبِّب انسداد الحلق أو تضيق المريء، قد تكون أيضًا سببًا في حدوث مشكلات أثناء بلع الريق، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى وجود الانسداد وحدوث مشكلات في البلع، نذكر الآتي:[٢]

  • الجيبة البلعومية أو الخيشومية (Pharyngeal pouches): عبارة عن كيس كبير ينشأ في الجزء العُلويّ من المريء، فيُساهم في تقليل القدرة على بلع السوائل والمواد الصُّلبة، وهو من المشكلات نادرة الحدوث التي تؤثر بشكلٍ أساسيّ في كبار السنّ.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي: قد يتسبَّب العلاج الإشعاعي في تكوُّن النسيج الندبيّ في المريء، ممَّا يساهم في تضيُّقه وصعوبة البلع.
  • الإصابة بالعدوى: مثل عدوى القلاع الفطريّ، وعدوى السل، فهي قد تؤدي إلى حدوث التهاب في المريء، وصعوبة في بلع الريق.
  • وجود جسم غريب: كالطعام أو مواد أخرى تُعيق مجرى الحلق أو المريء.[٣]
  • الارتجاع المعدي المريئي (GERD): بسبب أحماض المعدة المرتدّة إلى المريء، قد يحدث التلف لأنسجته، وظهور النسيج الندبي أو التضيق في الجزء السُّفلي من المريء، ممّا يعزز صعوبة البلع.[٣]
  • التهاب المريء اليوزيني (Eosinophilic esophagitis): هي من المشكلات المرتبطة بحساسيّة الطعام، حيث يُصاحبها فرط إنتاج نوع من الخلايا في المريء.[٣]


مشكلات عضلية

قد تكون المشكلات التي تؤثر في العضلات المسؤولة عن دفع الطعام والسوائل عبر المريء إلى المعدة سببًا في حدوث صعوبة بلع الريق، ونذكر من هذه المشكلات الآتي:[٢][٣]

  • تصلب الجلد (Scleroderma): وهي الحالة التي يُصاحبها تكون نسيج شبيه بالنسيج الندبيّ بسبب مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم الأنسجة السليمة فيه، ويُسفر عن ذلك حدوث تيبّس وتصلّب في الأنسجة المكوِّنة للمريء والحلق، وضعف الصَّمام السفلي في المريء، ممَّا يسمح بارتداد الأحماض في المريء وتكرار الإصابة بحرقة المعدة.
  • تعذر الارتخاء المريئي أو تشنج الفؤاد (Achalasia)‏: وهي الحالة التي يحدث فيها فقدان عضلات المريء قدرتها على الاسترخاء والتوسُّع، والسماح بمرور الطعام والسوائل ووصولها إلى المعدة، بالإضافة إلى صعوبة ارتخاء العضلة العاصرة السفليَّة في المريء ممَّا يعيق مرور الطعام إلى المعدة.
  • التشنج المريئي المنتشر (Diffuse esophageal spasm)‏: تؤثر هذه الحالة في معظم الأحيان على العضلات اللا إرديّة في جدران الجُزء السُّفليّ من المريء، والتي يُصاحبها اضطراب تناسق انقباض عضلات المريء وارتفاع الضغط المتعدِّد، وهو ما يحدث عادةً بعد البلع.


الاضطرابات العصبية

فإلى جانب ما سبق، بعض المشكلات العصبيّة قد تكون سببًا في اضطراب السيطرة على عملية البلع، ومن هذه المشكلات:[٢][٣]

  • الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis)، وهي من المشكلات نادرة الحدوث، والتي قد تسبِّب ضعف عضلات الجسم، بما في ذلك العضلات التي تساعد على البلع.
  • بعض المشكلات العصبية: ومنها:
    • التصلب المتعدد (Multiple sclerosis).
    • مرض باركنسون (Parkinson's disease).
    • سوء التغذية العضلي (Muscular dystrophy).
    • الخرف (Dementia).
    • مرض العصبون الحركي (Motor neuron disease)‏.



هل يمكن أن تدل الصعوبة في بلع الريق على الإصابة بحالة صحية خطرة؟

أجل، قد تكون صعوبة بلع الريق أحيانًا دليلًا على وجود حالة صحيّة خطِرة وتحتاج للرعاية الطبيَّة المكثَّفة، ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي:

  • سرطان الفم أو الحلق أو المريء؛ فقد تتسبَّب هذه الأورام في حدوث انسداد يُعيق بلع الطعام والشراب.[٢]
  • التعرض لجلطة دماغيَّة.[٤]
  • التعرُّض لإصابات على الدماغ أو الحبل الشوكي.[٤]
  • حدوث رد فعل تحسُّسي لتناول أنواع مُعيَّنة من المأكولات والمشروبات، أو التعرُّض لمواد معيّنة في الهواء الجوِّي المحيط.[٤]



كيف يمكن التعامل مع صعوبة بلع الريق؟

عندما تعاني من صعوبة البلع، يمكنك التعامل مع المشكلة كالآتي:


مراجعة الطبيب لصعوبة بلع الريق

يجب على الشخص الذي يعاني من صعوبة في بلع الريق مراجعة الطبيب واستشارته لمعرفة أسباب حدوث المشكلة، كما يكون طلب الرعاية الطبيَّة الطارئة ضروريًّا في حالات معينة من صعوبة بلع الريق، منها:[٥]

  • ظهور مشكلات التنفس.
  • الشعور بوجود شيء عالق في الحلق.
  • حدوث ضعف أو شلل مفاجيء في العضلات، إلى جانب صعوبة البلع.


الرعاية الطبية لحالات صعوبة بلع الريق

عند استشارة الطبيب بشأن سبب وجود مشكلة في البلع، فإنَّه يوصِي بالعلاج اعتمادًا على السَّبب الذي أدّى إلى حدوث صعوبة في بلع الريق، ومن الأمثلة على طرق العلاج الطبي لهذه الحالات نذكر الآتي:[٤]

  • التوسع (Dilation): حيث يوضع جهاز أو أداة في داخل المريء حتى يساهم في تمدّد أيَّة أجزاء متضيّقة فيه بحذر، وربما يكرَّر العلاج أكثر من مرة.
  • التنظير الداخلي (Endoscopy): يُستخدَم أنبوب طويل ورفيع لإدخاله إلى المريء، وإزالة الشيء العالق فيه.
  • الجراحة: قد يكون العلاج الجراحي خيارًا مطروحًا في بعض الحالات التي يسدّ فيها مجرى المريء سرطان أو جيب يجمّع الغذاء، أو المعاناة من تعذر الارتخاء المريئي، أو غيرها من المشكلات الأخرى.
  • العلاج بالأدوية: ربما يصِف الطبيب أنواع معينة من الأدوية التي تمنع ارتداد الأحماض إلى المريء في حالات الإصابة بحرقة المعدة، أو التهاب المريئ، كما أنَّه قد يوصِي أحيانًا باستخدام أنواع معينة من المضادات الحيويَّة لعلاج العدوى.
  • تركيب أنبوب التغذية: في حالات نادرة يحتاج المصاب أنبوب التغذية لتعذُّر قدرته على بلع الطعام أو الشراب.


نصائح لحالات صعوبة بلع الريق

ثمَّة مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها في حالة وجود مشكلة في البلع، لتسهيل العملية وتقليل الانزعاج المصاحب لها، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[١]

  • بيئة تناول الطعام المناسبة: إذْ يتوجب على المصاب الحدّ من مصادر الإلهاء الموجودة في البيئة المحيطة، والاستمرار في التركيز على الأكل والشرب أثناء تناوله، وتجنب التحدث مع بقاء الطعام في الفم.
  • البقاء في وضعية جسدية ملائمة: يُنصح بالاعتدال في الجلوس أثناء تناول الطعام، مع إمالة الرأس قليلًا للأمام، والبقاء في هذه الوضعيّة مدّة تتراوح بين 15-20 دقيقة بعد تناول الوجبة.
  • البلع بطريقة صحيحة: عند تلامس الطعام أو الشراب لمنطقة الحلق، يوصَى بإثارة السعال الخفيف لتنظيف الحلق، والبلع مرة أخرى قبل التنفس، كما يُنصح بالتركيز على البلع بصورة متكرِّرة.



  • تحديد كمية الطعام وسرعة تناوله: حيث يوصى بالحرص على تقطيع الطعام لأجزاء صغيرة ومضغها جيدًا، وعدم تجاوز كمية الطعام نصف ملعقة صغيرة في المرة الواحدة، والتأكد من المضغ والبلع ببطء.
  • السيطرة على اللعاب: إذْ يتوجب على الفرد مص المصاصات أو رقائق الثلج بصورة مستمرة لزيادة إنتاج اللعاب، والحرص على تزويد الجسم بالقدر الكافي من السوائل.
  • تحديد تماسك أو كثافة الطعام المناسبة: فيوصى بالحدّ أو التخلص من الأطعمة الصلبة والتي يصعب مضغها، واختيار تناول الأطعمة اللينة، كما يتوجب على الفرد استبدال السوائل الخفيفة التي تسبب السعال بأخرى أكثر كثافة.
  • تسهيل تناول الأدوية: يمكن استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول أنواع الأدوية التي يمكن تحطيمها قبل تناولها، والأدوية التي تأتي على صورة سائلة بدلًا من الصلبة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Swallowing Problems", webmd, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Causes -Dysphagia (swallowing problems)", nhs, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Dysphagia", mayoclinic, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Difficulty Swallowing (Dysphagia)", uofmhealth, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  5. "Difficulty Swallowing", clevelandclinic, Retrieved 12/3/2021. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×