صفات أصحاب القلوب الطيبة

كتابة:
صفات أصحاب القلوب الطيبة

طيبة القلب

طيبة القلب وصفاؤه من الصفات والخصال المحمودة التي تنعكس إيجابًا على أخلاق الإنسان وسلوكه، كما أنّ صلاح القلب من صلاح العمل وفساده من فساد العمل، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (ألا وإنّ في الجسد مضغة، إذا صلحت صلحَ الجسد كلّه وإن فسدت فسدَ الجسد كلّه، ألا وهي القلب)[١]، والقلب هو مركز الإيمان والتفكّر والتدّبر،[٢] قال الله تعالى: (ألم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعلقونَ بها)[٣]


صفات أصحاب القلوب الطيبة

يسعى الناس دومًا إلى صحبة الأشخاص أصحاب القلب الطيب دون خوف أو قلق لأن أصحاب القلوب الطيبة يتمتعون بالصفات التالية: [٤][٥]

  • يرمون بالأحقاد والغل والحسد جانبًا ويتعاملون مع الآخرين بنقاء وصفاء دون تكلّف وتملّق.
  • يتصفون بالتسامح حيث يسامحون المخطئين بحقهم دون عتاب وإذا أُرغموا على الهجر والفراق يرحلون بهدوء دون أذى أو ضوضاء.
  • مشاعر الطيبين رقيقة حيث يتفاعلون مع مشاعر الآخرين فيحزنون لحزن أصدقائهم ويواسونهم في أتراحهم ويفرحون لفرحهم بصدق ومحبّة، ودموعهم أقرب ما تكون لجفونهم متأثرين بالمشاهد المؤلمة أكثر من غيرهم.
  • يتميزون بالشفافية فهم واضحون بمشاعرهم ظاهرهم كخارجهم لا يخفون شيئًا في صدورهم ولا يخدعون الآخرين بالكلام المعسول أو المشاعر المزيفة، ويحرصون دومًا على الحفاظ على علاقاتهم بأصدقائهم متجنبين بذلك دواعي الخصومة والخلاف مؤثرين مشاعرهم على مصالحهم، ويسعون دائمًا إلى إصلاح الخصومات بين الآخرين.
  • يتميزون بالإيثار حيث يحبون لغيرهم ما يحبون لأنفسهم، ويربطون سعادتهم بتأثيرهم الإيجابي على الآخرين حيث إن سعادتهم بإسعاد غيرهم كبيرة وتحقق لهم الرضا عن أنفسهم،[٦] ولأنّ المضغة السليمة الطيبّة تنعكس على الحواس فإنّ كلام الشخص الطيّب يكون لطيفًا محببًا عند ملتقية يكسوه الاحترام والأدب ولا يلجأ أبدًا إلى الصراخ أو الإساءة لإثبات وجهة نظره للآخرين.


طيبة القلب المبالغ فيها

إنّ الله خلق الكون والعباد بموازين إن زادت أو نقصت اختلت الصفات وفقدت قيمتها ولو كانت ثمينة وكذلك طيبة القلوب بالرغم من أنّها تقود الإنسان إلى المحمود من الصفات فإنَها إن كانت بصورة مبالغ فيها تقود الإنسان إلى ارتكاب الأخطاء والجور على نفسه، لأنّ طيّب القلب يظنّ أن الجميع يشبهونه ويرى فيهم الخير ولو كانوا في حقيقة أمرهم عكس ذلك ويُعمى عن الحقيقة الكاملة، وقد يؤدّي ذلك إلى استغلاله واستعطافه من قبل النفوس المريضة.


فالإنسان يجب أن يضع طيبة قلبه وتعاطفه في محلها فيجب أن يفرق مثلًا بين السائل المحتاج ومدّعي الحاجة الكاذب، فقد يقع أصحاب القلوب النقيّة لعمليات النصب والاحتيال مثلًا؛ فتتأثر قلوبهم بذلك بصورة عكسية ظنّاً منهم أنّ طيبة قلوبهم ضعف فيخسرون بضعًا من صفاتهم الحميدة حمايةً لأنفسهم ومشاعرهم، لذلك يجب علينا أن نعزز من صفاء قلوبنا وطيبتها باعتدال وتوازن محكّمين بذلك عقولنا.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن البشير، الصفحة أو الرقم:1599، حديث صحيح.
  2. د.بليل عبد الكريم (12/12/2009)، "القلب في القرآن"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  3. سورة الحج، آية:14
  4. "تحلّى بهذه الصفات لتكون من الأخيار"، النهار اونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  5. غدير سالم (15/10/2019)، "الكلمة الطيبة مفتاح القلوب"، جريدة الرأي، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  6. عبد الله الجعيثن، "الذي يزرع ورود السعادة يقطفها"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
4974 مشاهدة
للأعلى للسفل
×