محتويات
الألوان في اللغة العربيّة
أولى العرب أهمية كبيرة للألوان منذ قديم الزمان، وذلك لأنها إحدى وسائل التمييز البصري بين الأشياء، كما ترتبط بشكل وثيق باللغة، وبالمشاعر، كأن نقول: أحلام وردية، وكذبة بيضاء، وضحكة صفراء، وأيام سوداء. ولقد وصف العرب الألوان بطريقة بديعة، وصنفوها بحسب دلالتها لديهم، وبحسب ما تؤثر في نفوسهم، حيث قال الشاعر:
وتنوعت بسط الرياض فزهرها
- متبايـن الأشكال والألــوانِ
من أبيـض يقَـقٍ وأصفـر فـاقـع
- وأزرق صافٍ وأحمر قانِ
نلحظ في بيتي الشعر وصفاً دقيقاً، وبليغاً، وجزلاً لكلّ لون من الألوان، والدلالة على شدّة اللون، ووضوحه، وصفائه للناظر، ولقد ذُكرت هذه الصفات بكثرة في مواضع عدة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، ونجد مثالاً على ذلك في وصف اللون الأخضر للجنتين في قوله تعالى: (مُدْهَامَّتَانِ) [الرحمن:64].
صفات الألوان في اللغة العربيّة
توجد في الثقافة العربية ستة ألوان وهي: أحمر، وأصفر، وأخضر، وأزرق، وأبيض، وأسود، وتقول العرب في وصف هذه الألوان:
- أصفر فاقع.
- أخضر ناضر، أو يانع، أو مدهامّ.
- أبيض يقَق، أو ناصع.
- أحمر قانٍ.
- أسود حالك، أو قاتم.
- أزرق صافٍ.
رموز الألوان
- الأبيض: رمز الطهر، والنقاء، والسيرة الطيبة.
- الأسود: وهو غالباً رمز السؤدد، والعزة، والقوة.
- الأخضر: جعله الله عز وجل لباساً لأهل الجنة.
- الأحمر: رمز الترف، والجاه، وهو لباس الحكام، والسلاطين، وقد كان لوناً شائعاً بكثرة عند الأعراب.
- الأصفر: ذكر الله تعالى هذا اللون في كتابه الكريم فقال: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [البقرة:69]، فمن نظر إليها سرّه مرآها، وحُسن طلعها.
دلالات الألوان في الثقافة العربيّة
اختار العرب أكثر الألوان شيوعاً ومنحوها دلالات تختص بها دون غيرها، وهي الألوان الأساسيّة: أزرق، وأحمر، وأصفر، والألوان الحياديّة: الأبيض، والأسود، ولون وحيد مشتقّ وهو اللون الأخضر، ونذكر دلالاتها كالآتي:
اللون الأسود
لم يحظَ اللون الأسود بكثير من التفضيل عند العرب، فهو يشير للكراهية إذ يقال: فلان قلبه أسود؛ أي مليء بالحقد، والكراهية، وهو كذلك دلالة على الحزن، والخوف، والهلع، لهذا اتخذه العباسيون راية لهم؛ لدبّ الخوف والهلع في نفوس الناس إبّان فترة حكمهم.
وفي علم النفس: يشير اللون الأسود إلى الشخص المتزن، والرزين العقل، والمائل إلى السوداوية في تقديره للأشياء، والزاهد في متاع الدنيا وملذّاتها.
اللون الأزرق
لا تختلف دلالات اللون الأزرق كثيراً عن دلالات اللون الأسود عند العرب، من الخوف، والحزن، والترقّب، والهلع، والموت، والمرض.
وفي علم النفس: اللون الأزرق هو لون الصفاء الروحي، والنقاء الفكري، وعادة ما يكون الإنسان المحب للون الأزرق حادّ الذكاء، شديد الفطنة، حكيم القول والفعل، وملتزم التصرفات.
اللون الأحمر
دائماً ما يقترن اللون الأحمر بالحُبّ، والمشاعر، والأحاسيس، وهو كذلك رمز للحياة إذ يُقال: أحمر قانٍ للدلالة على الصلابة، والعشق، والهوى، كما يطلق عليه اسم النجيع، وهو الدم، وهذا الاسم يحمل معنى سلبياً بشكل عام، حيث يشير إلى القتل، وجريان الدم في القتال.
وفي علم النفس: اللون الأحمر هو لون يجمع بين معانٍ متضادة، فبالرغم من أنه يحمل معاني الرقة، والرومانسية، إلا أنّه يمثل أيضاً الاندفاع، والقوة، والعصبيّة، وحدّة المزاج.
اللون الأصفر
لا يحمل هذا اللون أي بشارات جميلة في الثقافة العربية، فالأصفر يعني المرض الشديد، والموت، والكبر، والهرم، وتقلب النفس، والغيرة الشديدة.
وفي علم النفس: يحمل اللون الأصفر دلالة الريبة، والتوتر، والوسواس المرتبط بالمرض.
اللون الأخضر
يعتبر اللون الأخضر رمزاً للخصوبة، والبركة، والنعمة، والخير الوفير، وهو علامة الصفاء النفسي والقلبي، فهو لا يحمل أي دلالات أو إشارات سلبية أبداً.
وفي علم النفس: يشار للإنسان الذي يفضّل الأخضر بصفاء القلب، والذهن، والرضى عن كل ما يدور حوله مهما كان.
اللون الأبيض
وهو لون يقترن بالطهارة، والسلام، وصفاء النفس، والإيمان، وعادة ما يكون علامة للصفات الحميدة فيقال: فلان قلبه أبيض؛ أي قلبه نقي، طاهر لا يحمل الضغينة، والخبث على أحد.
وفي علم النفس تتفق دلالات هذا اللون تماماً مع دلالاته التي حددها العرب.