صفات السيدة أسماء بنت أبي بكر

كتابة:
صفات السيدة أسماء بنت أبي بكر

الولاء والإخلاص للنبي ولأبيها أبي بكر

أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- من الصحابيات السابقات للإسلام، والتي سطرت قصصها ومواقفها في كتب السير؛ ليبقى ذكرها خالداً إلى يوم الدين، وبرزت صفات حبّ أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- وولائها لنبي الله -عليه الصلاة والسلام- منذ اليوم الأول لاعتناقها الإسلام.

وظهرت تلك الصفات فيها جلية في مواقفها يوم هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بصحبة أبيها، فقد وقفت لإنجاح الهجرة وقفة يعجز عنها الرجال، لا تنم إلّا عن عميق إخلاص لنبي الله ولأبيها وللإسلام عامة، وفيما يأتي ذكر بعض منها:[١]

  • موقفها مع أبي جهل حين علم المشركون بخروج النبي من بيته بصحبة أبيها أبي بكر، فأسرع أبو جهل إلى بيت أبي بكر للسؤال عنهم، فوقفت أسماء في وجهه، فقام أبو جهل بلطمها على وجهها، حتى سال الدم منه وسقط قرطها.
  • موقفها مع جدها أبي قحافة الذي جاء مسرعاً بعد سماعه خبر الهجرة للاطمئنان عنهم، ليسألها إن كان قد ترك أبوكهم لهم شيء من المال، فقامت بجمع الحصى في خرقة، وجعلت جدها يتحسسها وقد كان كفيفاً آنذاك، لتطمئنه أن أباها قد ترك لهم خيراً كثيراً.
  • موقفها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومع أبيها عندما نقلت لهما الطعام في الغار وقامت بشق نطاقها لتضع الطعام فيه، فسمّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات النطاقين.

التواضع

كانت امرأة متواضعة، وقد بدا ذلك حينما هاجرت إلى المدينة، وكانت تقوم بكل أعمالها وحدها دون خادم لها، فكانت معينة لزوجها الزبير بن العوام -رضي الله عنه- وتسوس الخيل، وكانت تنقل النوى وتحمله على رأسها، إلى أن بعث إليها أبوها خادم يتحمل عنها خدمة الفرس.[٢][٣]

مواجهة الظالم والقوة في الحق

إنّ مما يُميّز أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- صلاتها وقوتها في الحق، ووقوفها في وجه الظلم، وما يذكر في ذلك أن أسماء عاشت طويلاً حتى أدركت فتنة الحجاج، ولكنها لم تكن تخشاه ولا تخاف في الله لومة لائم، وكانت تقول له في وجهه: "أن رسول الله أخبر أنه سيخرج من ثقيف كذاب ومبير، أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت"، والمبير هو المنافق.[٤][٥]

الصبر والاحتساب

إنّ خير من تحلَّى بالصبر هي أسماء، فقد كانت شاهدة على أحداث تكذيب الحجاج لابنها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، حتى قام بقتله وتشويه جثته، وقام بصلبه ثلاثة أيام، وكانت أسماء حينئذً كبيرة في السن، وذهب بصرها، إلا أنها صبرت واحتسبت في موت ابنها، فبكته حتى أدركته، وماتت بعده بمدة يسيرة.[٥]

المراجع

  1. غير محدد، قصة أسماء بنت أبي بكر، صفحة 22-23. بتصرّف.
  2. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 140-141. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني (1/5/2006)، "أسماء بنت أبي بكر .. ذات النطاقين"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
  4. راغب السرجاني (1/5/2006)، "أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 142-143. بتصرّف.
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×