مفهوم العدل
هناك أسس قرّرها الإسلام لاحتواء وضبط التفاعل بين الناس، ولضمان حصول كل فرد أو جماعة على حقوقها الكاملة دون أي انتقاص من أحد الطرفين، وهذه الأسس مُتّصفة بالشّمول أيْ أنّها تشمل جميع نواحي الحياة؛ الاقتصاديّة والاجتماعيّة والعمليّة وغيرها، ومن الجدير بالذّكر أنّ العدل صفة إلهيّة والدّليل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا}،[١] والمقصود بهذه الآية تمام عدل الله، وللعدل أنواع ومنها: العدل مع الله؛ وهو أن لا يُنفق العبد شيًئا من حقّ الله على عبيده، فمن باشر في ذلك سقط في الظّلم الأشدّ قسوة، فحقّ الله على عباده التّفرّد إليه وحده بالطّاعات، والنوع الثاني للعدل هو: العدل مع عباد الله الذي يشمل العدل بين الأبناء والعدل بين الزّوجات والعدل بين الطّلاب من قِبل الأستاذ والعدل بين المُخالفين والعدل بين أفراد المجتمع من قِبل القاضي وهذا لا يتأتّى إلاّ من القاضي العادل، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرّف على صفات القاضي العادل.[٢]
صفات القاضي العادل
لا شك أنّ مهمّة القضاء في الإسلام ترتكز على العديد من الأسس والصّفات التي لا بُدّ للقاضي أن يتحلّى بها، ومن هذه الصّفات: العدل والتّقوى والأهليّة والتّجرّد من الأهواء وأن يكون عالمًا بأصول الدّين وفروعه ومُطّلعًا على المًستجدّات والنّوازل؛ لتسوية الخلافات والحكم عليها ولا سيما صفة العدالة، وفيما يأتي سيتمّ التّعرّف على صفات القاضي العادل:[٣]
- القاضي الذي لم يُتّهم بالتّعامل بمال الرّبا أو السّرقة أو أكل مال اليتيم أو الزّنا فهو عدل.
- القاضي العادل هو الذي لم يُعرف عليه أنّه ارتكب جريمة في حقّ دينه أو دنياه.
- من غلبت حسناته على سيّئاته واجتنب الكبائر وأصرّ على ترك الصّغائر فهو قاضٍ عدل.
- ومن صفات القاضي العادل، مٌلازمة التّقوى مع ثبوت صفة المروءة في حقّ نفسه.
- القاضي العدل يجب أن يستوي كلامه سواء كان في حالة الرضا أم الغضب.
- لا بُدّ للقاضي العادل أن يحكم بما أنزل الله تعالى وليس بما تهوى إليه نفسه.
أهمية العدل
إنّ العدل واجب على الجميع ولا سيّما على القاضي الذي يحكم الدّولة، ويُجدر بالذّكر أنّ العدل له أهمّية كبيرة وجليلة عند الله تعالى لمشروعيّته في القرآن والسّنّة، ولا يتحقّق في المجتمع إلّا من خلال وجود الدّوائر التي تقوم بها الدولة حسب قدراتها، وفي هذه الفقرة سيتمّ التّحدّث عن أهمّية العدل:[٤]
- نيل الأجر والشّأن العظيم عند الله تعالى.
- تحقيق الاستقرار والطّمأنينة بين أفراد المُجتمع.
- يُساعد على التّخلّص من مظاهر الفتن بين الديانات المُختلفة.
- يعزز الثّقة بين الشّعوب، وبين الفرد والحاكم ممّا يُساعد على تلبية المطالب بكلّ صدر رحب.
- يُعدّ باعثًا قويًّا على القيم الاجتماعيّة والسّياسيّة بالبعد عن التجريح أثناء الحوار.
- الشّخص الذي يمتلك صفة العدل يكون محبوبًا بين النّاس، بالإضافة إلى قيمته العُليا في المُجتمع.
- العدل صفة تجعل صاحبها ينجو من مكدرات الدّنيا وعذاب الآخرة.