صفات الله عز وجل

كتابة:
صفات الله عز وجل

حقيقة التّوحيد

التَّوحيد في حقيقته هو إفراد الله بالعبادة، والعبادة اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يقبله ويرضاه الله عزَّ وجلّ من قولٍ وعملٍ في السِّر والعلانيّة، والتَّوحيد هو الذي دعت إليه جميع الرُّسُل والأنبياء عليهم السَّلام، وينقسم التَّوحيد إلى ثلاثة أقسامٍ هي: توحيد الرُّبوبيّة، وتوحيد الألوهيّة، وتوحيد الأسماء والصِّفات.


صفات الله عزَّ وجلّ

لله سبحانه وتعالى أسماءٌ وصفاتٌ والإيمان بها كما جاء عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، هو إيمانٌ بواحدةٍ من أقسام التَّوحيد. وهناك عدّة فروقٍ ما بين أسماء الله وصفاته، وهي:

  • الصِّفات تُشتق من الأسماء، نحو: صفة الرَّحمة تُشتق منها اسم الرَّحيم والرحمن، وصفة الكرم تشتق منها اسم الكريم.
  • الأسماء لا تشتق من الصِّفات، نحو: صفة الاستواء؛ فلا تشتق منها الاسم فلا يقال: المستوي اسمٌ من أسماء الله، وكذلك صفات المحبة، والمجيء، واللعن، والسخط، والعجب، والرضا، والكره، والمحاربة.
  • أسماء الله عزّ وجلّ لا تشتق من أفعاله، نحو: من أفعال الله تعالى الغضب؛ فلا يُقال: أنّ من أسماء الله تعالى الغاضب.
  • الصِّفات تُشتقُ من أفعاله تعالى؛ فتثبت لله تعالى صفة الغضب، وقد وردت هذه الصِّفة في أحاديث النَّبي صلى الله عليه وسلم، كذلك صفات المكر، والخداع، والنسيان، والاستهزاء، والسخرية والكيد فهي صفات وردت في القرآن الكريم لا تتعدى حدود الآية التي وردت بها ومقتضاها؛ فالله عز وجل لا يطلق عليه اسم الماكر أو المخادع أو الناسي أو المستهزئ أو الكائد أو الساخر.
  • صفات الذَّات الإلهيّة الي ثبُتت في الكتاب والسُّنة، ويجب الإيمان بها كما هي دون تكييفٍ أو وصفٍ أو تشبيهٍ أو محاولةٍ لتقريبها بالرَّسم أو الوصف الكلاميّ، وهي الصِّفات التَّالية: اليد، والعين، والقدم، والسَّاق، والوجه، والنفس، والكلام، والمعية.
  • أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته تشتركان في جواز الاستعاذة والحلف بهما؛ ولكنها تختلف في التَّعبد وفي الدُّعاء؛ فالتَّعبد يكون بأسماء الله وليس بصفاته- والتَّعبد أي تسمية المولود- فيُسمَّى عبد الرحمن ولا يجوز التَّسمية بعبد الرَّحمة، وهكذا. أمَّا عند الدُّعاء فيُدعى الله بأسمائه؛ فنقول: يا كريم، يا رحمن، يا رحيم، ولا يُقال: يا كرم الله أو يا رحمة الله.


كيفيّة الإيمان بصفات الله عزّ وجلّ

الإيمان بالصِّفات يكون بالأخذ بها كما جاءت في القرآن الكريم وعن النَّبي صلى الله عليه وسلم، دون أنْ يساور المسلم شكٌّ في أيّة صفةٍ من الصِّفات أو يعمد إلى محاولة التَّشبيه، أو التحريف، أو التَّمثيل، أو التَّأويل لأّيٍّ من الصِّفات؛ فذلك من نواقض الإيمان بالله تعالى وفيه تطاولٌ على الله عزّ وجلّ؛ فالله ليس كغيره من الخلق حتى لو أُطلقت ذات الصِّفة على أحدٍ من البشر؛ فرحمة الله لا تعادلها رحمة البشر جميعاً من لدُّن آدم عليه السَّلام وحتّى قيام السَّاعة.

3828 مشاهدة
للأعلى للسفل
×