صفات الوجود عند بارمنيدس

كتابة:
صفات الوجود عند بارمنيدس


صفات الوجود عند بارمنيدس

يمكن تلخيص صفات الوجود عند بارمنيدس من خلال النقاط التالية:

  • الوجود عند بارمنيدس قديم بالضرورة
وهو بذلك ينفي أن يكون مخلوقًا، فمن المستحيل أن يكون الوجود حادثًا، أي أنه مخلوقًا، كما أنه نفى أن يكون له مستقبل أو ماضٍ، على الرغم من قدمه إلا أنه ركز على أن دراسة حاضر الوجود، وهذا الحاضر غير خاضع للزوال، وبناءً على ما سبق فإن الفساد لا يمكن تصوره، كما أنه نفى التغير على عكس ما جاء به هيراقليطس.[١]
  • الوجود عن بارمنيدس عكس الوجود عند هيراقليطس الذي رأى أنه يتسم بالتغير الدائم
وهذه ماهية الوجود، حتى أنه شبه تغير الوجود بالنار المضرمة، أو بماء النهر، وله مقولة في ذلك، وهي: "إنك لا تنزل في ذات ماء النهر مرتين" كناية عن جريان الماء وتغيرها، إلا أن بارمنيدس قال بانتفاء التغيير، وقال أن الكون ثابت، ومقيمٌ كله في نفسه، فلا يوجد ما هو خارج الكون ويؤثر به أو يتأثر به.[١]
  • الوجود كاملٌ متناهٍ

أي لا ينقصه شيء، والتمام يكون من حيث التعيين والتناهي، فالوجود لا ينقسم إلى أجزاء ويكون بعضها أقوى من الآخر، أو يوجد بينها أي تراتبية،[٢] وشبه الوجود بالكرة المستديرة، المتوازنة، وأنكر الكثرة، فنادى ببساطة ومفهوم الوجود عنده يأخذ بعدًا مطلقًا، وأطلق بارمنيدس على فكرة الكثرة، طريق الظن، وبدأ يعرض فكرته حول الوجود ببيان فساد حجج من سبقه من الفلاسفة القائلين بالكثرة والتغيير.[١]

  • الوجود كضرورة
ويقول بارمنيدس: "أليس التغيير يعني أن شيئًا ما كان موجودًا وأصبح عدمًا، أو أنه كان عدمًا وأصبح موجودًا بغض النظر هذا الشيء؟ ثم يتساءل عن الكثرة فيقول أليست الكثرة تعني أن شيء ما مختلف عن الآخر؟ ومن خلال هذه التساؤلات توصل إلى أن الوجود ضرورة وعدمه مستحيل".[١]


طريق الظن وطريق الحق في الوجود

أطلق بارمنيدس على الفلسفات غير المنطقية مصطلح طريق الظن، وقال فيه أنه طريق ضل فيه الغوغائيون الجاهلون، ذوو الأوجه المزدوجة، وأفكارهم ليست إلا دليلًا على الارتباك الموجود في عقولهم، وهؤلاء هم من ادعى أن الوجود واللاوجود نفس الشيء، وينتهي إلى القول بأن فلسفته هي طريق الحق في الفصل في مسألة الوجود، وتجدر الإشارة إلى أن بارمنيدس اتبع تسلسلًا منطقيًا في البرهنة على رأيه.[٣]


وترتب على هذا الأمر إنكار التعدد والحركة والخلاء، والزمن، وعالم الصيرورة الذي نراه يتغير ليس إلا نتيجة لما تخبرنا به حواسنا، فالوجود الحق عنده لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال العقل.[٣]


بارمنيدس

يعد بارمنيدس من رواد الفلسفة اليونانية، تحديدًا المدرسة الإيلية، وعرف بفلسفته الأنطولوجية التي تناولت موضوع الوجود من زاوية جديدة، فبالنسبة لبارمنيدس من المستحيل ألا يكون وجودًا، والوجود موجود حتمًا وضرورة، وكان يرى أن الفكر مبني على الوجود، فلولا الوجود لما كان هناك فكر، ومن هذه الفكرة الرئيسية انطلق بارمنيدس لتكوين منظومة متكاملة في الوجود.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة اليونانية، صفحة 44-45. بتصرّف.
  2. "حقيقة اللاشيء: بارمنيدس"، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "بارمنيدس"، عالم الفلسفة ، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
4842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×