محتويات
صفات سفيان الثوري
هو إمام أهل الحديث؛ سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-، كان -رحمه الله تعالى- حافظاً يتقن الحفظ ويبدع فيه على أقرانه، وعابداً يزهد في الدنيا ويطلب ما عند الله -عز وجل-، وكان العلماء يسمعون لفتواه ويأخذون برأيه، وفيما يأتي بيان لأهم صفات سفيان الثوري:
- الحافظ
كان سفيان بن عيينة يقول إنه لا يوجد بالعراق حافظ للحديث إلا سفيان الثوري، وكان شعبة يقول إن سفيان أحفظ منه (أي شعبة).[١]
- العابد: وكانت عبادة سفيان الثوري -رحمه الله- مبنية على ثلاثة أمور:[٢]
- على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ)،[٣] فكان رحمه الله ملتزماً بالسنة.
- على العلم الصحيح الثابت من القرآن الكريم والسنة نبوية.
- الفقه بالدين عن طريق الفهم السليم للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
- أفضل من بالكوفة وأفضل الشيوخ
فعن ابن المبارك أنه كان يقول: "كَتَبتُ عَنْ أَلفٍ وَمائَةِ شَيْخٍ، مَا كَتَبتُ عَنْ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ"، وأما أيوب السختياني فكان يقول: "مَا لَقِيْتُ كُوْفِيّاً أُفَضِّلُهُ عَلَى سُفْيَانَ".[٤]
- طالب العلم والمعلم
كان رحمه الله يحرص على طلب العلم، فقد اشتغل بطلب العلم ستين سنة، وكان يقول -رحمه الله-: "لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا"، وكان يحب تعليم الناس، فكان يقول أيضاً: "لو لم يأتني أصحاب الحديث ليسمعوا ويكتبوا لأتيتهم في بيوتهم".[٥]
- أمير المؤمنين في الحديث
وهذا كناية عن كثرة علمه واتساعه، حيث وصفه بذلك شعبة؛ فكان يقول: " سُفْيَانُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ".[٤]
- أعلم أهل زمانه بالحلال والحرام
عن ابن عيينة أنه قال: "مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ".[٦]
- حجة الله في خلقه
عن شعيب بن حرب أنه قال: "إِنِّيْ لأَحسِبُ أَنَّهُ يُجَاءُ غَداً بِسُفْيَانَ حُجَّةً مِنَ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، يَقُوْلُ لَهُم: لَمْ تُدْرِكُوا نَبِيَّكُم، قَدْ رَأَيتُم سُفْيَانَ".[٧]
التعريف بسفيان الثوري
نسبه ومولده
هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري -رحمه الله تعالى-، من قبيلة ثور، ولد -رحمه الله- سنة سبع وتسعين للهجرة، ودرس على أبيه سعيد بن مسروق، الذي كان ثقة عند المحدثين.[٨]
نشأته
نشأ -رحمه الله تعالى- في بيتِ خشية وخوف من الله، وحرص أهله على أن يتعلم منذ طفولته، فكانت أمه -رحمها الله تعالى- تعمل بالخياطة، وتشتري له الكتب من عوائد عملها، وكانت تحثه على خشية الله -تعالى-.[٥]
وكانت تقول له: "إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك"، ومن هذه التنشئة والتربية خرج سفيان الثوري -رحمه الله-.[٥]
ثناء العلماء على سفيان الثوري
كان للإمام سفيان الثوري -رحمه الله- العديد من المناقب والمحاسن؛ التي جعلت العلماء يثنون عليه، ومنها: [٩]
- كان بشر الحافي -رحمه الله- يقول: "إن سفيان الثوري في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما".
- كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: "إن الإمام هو سفيان الثوري، فلا يتقدم عليه أحد في قلب الإمام أحمد".
ومن تعظيم العلماء لسفيان الثوري الكثير من القصص؛ منها: أن الزبير بن عدي كان قاضياً وكان يستفتي سفيان، فيقضي بالذي يجيبه سفيان به، وكان يحيى بن معين يقول إن كل من خالف سفيان الثوري كان رأيه مرجوحاً من رأي سفيان، وكان يحيى بن سعيد القطان يقول إن رأي سفيان فوق رأي مالك.[١٠]
المراجع
- ↑ محمد بن مطر الزهراني، صفحات مشرقة من حياة السلف، صفحة 33-34. بتصرّف.
- ↑ محمد بن مطر الزهراني، صفحات مشرقة من حياة السلف، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1718، صحيح.
- ^ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 237. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد بن صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 238. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 239. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 828. بتصرّف.
- ↑ محمد بن مطر الزهراني، صفات مشرقة من حياة السلف، صفحة 80-83. بتصرّف.
