محتويات
ضعف الدم
تعدّ الأنيميا أو ضعف الدم اضطرابًا يحدث عندما يقل عدد كريات الدم الحمراء أو يقل تركيز الهيموجلوبين داخلها عن المستوى الطبيعي، فالهيموجلوبين هو بروتين يحتوي على الحديد وينقل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم، ويتغير مستواه بصورة طبيعية باختلاف العمر والجنس وارتفاع مكان السكن، كما يتأثر بالتدخين والحمل، لكن أي خلل يصيب الهيموجلوبين أو يصيب كريات الدم الحمراء يقلل من قدرة الدم على نقل الأكسجين ويسبب ظهور العديد من الأعراض على الشخص.
ضعف الدم مشكلة صحية عالمية خطيرة تصيب العديد من الأشخاص حول العالم، خاصّةً الأطفال والنساء الحوامل؛ فتبعًا لمنظمة الصحة العالمية 42% من الأطفال الأصغر من خمس سنوات مصابون بفقر الدم و40% من النساء الحوامل مصابات به.[١]
ما أسباب ألإصابة بضعف الدم؟
لحدوث ضعف الدم أسباب عديدة، لكن في بعض الحالات لا يمكن تحديد السبب، وفي الحالات المتبقية يكون السبب واحدًا من المجموعات الرئيسة الثلاثة الآتية:[٢]
فقدان الدم
عندما يخسر الجسم كميةً كبيرةً من الدم يقل عدد كريات الدم الحمراء، ثم تخرج المياه من الخلايا إلى مجرى الدم لإبقاء الأوعية الدموية ممتلئةً، فيسبب الماء تخفيف الدم أكثر، مما يسبب المزيد من النقص في عدد كريات الدم الحمراء، بالتالي الإصابة بضعف الدم، وهذه الخسارة في الدم قد تكون حادةً مؤقتةً، مثل تلك التي تحدث أثناء إجراء الجراحة، أو الولادة، أو عند التعرض لحادث، أو قد تكون مزمنةً مستمرةً لمدة معينة، وهي النوع المسؤول بنسبة أكبر عن ضعف الدم، وتحدث عند الإصابة بقرحة المعدة، أو السرطان، أو الأنواع الأخرى من الأورام، كما قد يخسر الجسم الدم عند الإصابة بالبواسير، أو بسبب غزارة دم الحيض لدى النساء.[٢]
نقص عدد كريات الدم الحمراء أو تلفها
النخاع العظمي هو نسيج لين يوجد داخل العظام، وينتج الخلايا الجذعية التي تتطور لاحقًا إلى كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، وإصابة هذا النخاع ببعض الاضطرابات أو الأمراض مثل سرطان الدم تؤثر في تصنيع كريات الدم الحمراء، مما يسبب حدوث أنواع مختلفة من ضعف الدم، مثل:[٢]
- ضعف الدم اللاتنسجي: الذي ينتج عن عدم توفر خلايا جذعية بالكم الكافي أو اختفائها تمامًا من النخاع العظمي.
- الثلاسيميا: هي نوع وراثي من ضعف الدم ينتج عن عدم نمو كرات الدم الحمراء أو تطورها بالطريقة الصحيحة.
- أنيميا الخلايا المنجلية: هي نوع يسبب إنتاج كريات الدم الحمراء هلالية الشكل أو منجلية الشكل، تتكسر سريعًا وتبقى داخل الأوعية الدموية الدقيقة.
- أنيميا نقص الحديد: تنتج عن إنتاج عدد أقل من كريات الدم الحمراء بسبب نقص مستوى الحديد في الجسم الضروري لتصنيع بروتين الهيموجلوبين، وهو ما يحدث عادةً عند عدم الحصول على الكم الكافي من الحديد من الطعام، أو بسبب غزارة الحيض، أو التبرع المتكرر بالدم ، أو بسبب بعض الاضطرابات الهضمية مثل داء كرون، وتناول بعض الأدوية التي تهيج الأمعاء، مثل الإيبوبروفين.
- أنيميا نقص الفيتامينات: الحديد ليس العنصر الغذائي الوحيد الضروري لبناء كريات الدم الحمراء، بل يحتاج الجسم أيضًا إلى فيتامين (ب) وحمض الفوليك، لذا نقص مستواهما في الجسم يسبب ضعف الدم بنوعيه؛ ضعف الدم ضخم الأرومات وضعف الدم الخبيث.
تكسر كريات الدم الحمراء
متوسط عمر كريات الدم الحمراء 120 يومًا تقريبًا، بعدها تتكسر ويصنع الجسم كريات جديدة، لكن في حال ارتفاع معدل تكسّرها عن المستوى الطبيعي تظهر الإصابة بضعف الدم، وهو ما يحدث في حال الإصابة بمرض مناعي ذاتي، أو العدوى، أو ارتفاع ضغط الدم الشديد، أو تركيب صمامات صناعية في القلب، أو التعرض للتسمم من الثعبان أو العناكب، أو الإصابة بأمراض الكلى أو الكبد المزمنة، أو كعَرَض جانبي من تناول بعض الأدوية، مثل بعض المضادات الحيوية.[٢]
ما هي أعراض ضعف الدم؟
يسبب ضعف الدم ظهور العديد من الأعراض على المصاب، مثل: شحوب الجلد، والشعور بالبرودة، والدوخة، والدوار، واشتهاء تناول أشياء غريبة مثل الثلج والتراب والطمي، والشعور بالإجهاد، وصعوبة التركيز، والإمساك، بالإضافة إلى أعراض أخرى تظهر في بعض الأنواع من ضعف الدم، مثل: التهاب اللسان الذي يصاحبه احمرار ولمعان وألم فيه.
أما الحالات الشديدة من ضعف الدم فتسبب الإغماء، وضعف الأظافر، وضيق التنفس، والألم في الصدر، وإذا سبب ضعف الدم الانخفاض الشديد في مستوى الأكسجين في الدم يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية.[٣]
كيف يتم تشخيص ضعف الدم وعلاجه؟
يشخص الطبيب الإصابة بضعف الدم عن طريق إجراء تحليل الدم الكامل، وهو اختبار بسيط يوضح عدد كريات الدم الحمراء وتركيز الهيموجلوبين وتعداد مكونات الدم المختلفة، ثم يراجع الطبيب التاريخ المرضي للمصاب وتاريخه العائلي، ويطلب إجراء بعض الفحوصات لتحديد نوع ضعف الدم، مثل: مسحة الدم لتقييم شكل الخلايا وحجمها، وتحليل الخلايا الشبكية لاكتشاف خلايا الدم غير الناضجة، وبعد تشخيص ضعف الدم وتحديد نوعه يصف الطبيب العلاج المناسب الذي يختلف من نوع إلى آخر، ذلك كما يأتي:[٤]
- ضعف الدم اللاتنسجي يعالج بالأدوية، أو نقل الدم، أو نقل النخاع العظمي.
- ضعف الدم الانحلالي يعالج بالأدوية التي تثبط جهاز مناعة الجسم.
- خسارة الدم بسبب إصابة داخلية في الجسم تعالج بالجراحة.
- أنيميا نقص الحديد تعالج بالإكثار من الحصول عليه من الطعام أو تناوله كمكمل غذائي.
- أنيميا الخلايا المنجلية تعالج بالأدوية المسكنة، وحمض الفوليك، والمضادات الحيوية، والعلاج بالأكسجين.
- أنيميا نقص الفيتامينات تعالج بالإكثار من تناول فيتامين ب12 وحمض الفوليك.
- الثلاسيميا لا تحتاج إلى علاج عادةً، إلا الحالات الحادة التي تتطلب نقل الدم أو نقل النخاع العظمي أو الجراحة.
ما هي مضاعفات ضعف الدم؟
إنّ عدم الاهتمام بعلاج ضعف الدم قد يسبب حدوث مجموعة من المضاعفات، تتضمن الآتي:[٥]
- الإجهاد المزمن.
- حدوث مضاعفات خلال الحمل، مثل الولادة المبكرة.
- حدوث مشكلات في القلب، مثل: عدم انتظام الضربات، وتضخم القلب وفشله.
- الموت في أنواع محددة وحالات حادة من ضعف الدم، مثل أنيميا الخلايا المنجلية.
المراجع
- ↑ "Anaemia", who, Retrieved 2020-7-6. Edited.
- ^ أ ب ت ث Peter Lam (2020-3-26), "What to know about anemia"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-6. Edited.
- ↑ Verneda Lights,Brian Wu (2019-8-1), "What You Need to Know About Anemia"، healthline, Retrieved 2020-7-6. Edited.
- ↑ Sabrina Felson (2019-12-26), "Anemia"، webmd, Retrieved 2020-7-6. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-8-16), "Anemia"، mayoclinic, Retrieved 2020-7-6. Edited.