طرق المحافظة على صلاة الجماعة
توجد العديد من الطُّرق التي تُعين الإنسان على المُحافظة على صلاة الجماعة، نذكر بعضها فيما يأتي:[١]
- الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى-، واللّجوء إليه بِصدقٍ وإخلاص، مع الإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله.
- مُحاولة تنظيم الوقت، مع إعطاء الجسم حقه من الراحة.
- مُصاحبة الصالحين المُحافظين على صلوات الجماعة، مع البُعد عن رِفاق السوء.
- الابتعاد عن المعاصي، والإكثار من ذكر الله -عز وجل-.
- معرفة فضائل صلاة الجماعة، ومعرفة خُطورة التّخلُف عنها، وأنّ التّخلُّف عنها من صفات المُنافقين.
- الحرص على النّوم على طهارة، وطلب الإنسان لمن حوله بتذكيره بأوقات الصلوات.
- إكثار المسلم من دُعاء الله -سبحانه وتعالى- للمُحافظة عليها، مُقتديّاً بنبي الله إبراهيم -عليه السّلام-، لِقولهِ -تعالى- على لسانه: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)،[٢] وأن يتحرّى في ذلك أوقات الإجابة.[٣]
- المُسارعة إلى الصّلاة في المسجد فور سماع المسلم للأذان، وتركه لأيّ شيءٍ مشغولٍ فيه،[٤] مع الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام لجميع الصّلوات،[٥] والسّعي إلى ذلك بجميع جُهده وطاقته إلى أن يوفقه الله -تعالى-، لِقول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ).[٦][٧]
- التّبكير في الذّهاب إلى المسجد.[٨]
- مُجاهدة النّفس على أداء صلاة الجماعة،[٩] والابتعاد عن المنكرات، وكُل ما يُلهي عن طاعة الله -تعالى- من فُضول الكلام الذي فيه إثم؛ لأنّ في ترك ذلك طاعةٌ لله -تعالى-، وفيه أيضاً إعانةٌ على الطّاعة.[١٠]
- استشعار الأجر والثّواب المُترتب على صلاة الجماعة عند أدائها، مع الأخذ بالأسباب التي تُعين على التّذكير بالصّلوات؛ كالمُنبه وغيره من الوسائل، والنّوم باكراً للاستيقاظ لصلاة الفجر.[١١]
فضل صلاة الجماعة
توجد الكثير من الفضائل للمُحافظةِ على صلاة الجماعة، نذكر بعضها فيما يأتي:[١٢]
- صلاةُ الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[١٣][١٤]
- صلاةُ الجماعة تعصم من الشّيطان، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ، و لا بدوٍ ، لا تقامُ فيهم الصلاةُ ، إلا استحوذ عليهم الشيطانُ ، فعليكم بالجماعةِ ، فإنما يأكلُ الذِّئبُ القاصيةَ).[١٥]
- إدراكُ صلاة الجماعة وتكبيرة الإحرام أربعين يوماً تُبرِّئ صاحبها من النّار ومن النِّفاق.
- صلاة الفجر في جماعة تجعل صاحبها في ذمة الله -تعالى-، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ)،[١٦] ومن صلّاها في جماعة ثُمّ جلس يذكر ربه حتى تطلع الشّمس كان له أجر حجّة وعُمرة.
- صلاةُ العِشاء والفجر في جماعة تعدلُ قيام اللّيل، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).[١٧]
- اجتماع ملائكة اللّيل وملائكة النّهار في صلاتي الفجر والعصر؛ ممّا يدُلُّ على كرم الله -تعالى- ولُطفه بعباده، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ)،[١٨] كما أنّ المُحافظة عليهما سببٌ لِدُخول الجنّة، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).[١٩]
- انتظار العبد للصّلاة يُكتب له من الأجر كأنّه في صلاة، ويكسب دُعاء الملائكة له، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (وإذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، كانَ في صَلَاةٍ ما كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وتُصَلِّي - يَعْنِي عليه المَلَائِكَةُ - ما دَامَ في مَجْلِسِهِ الذي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ).[٢٠]
- المُحافظة على صلاة الجماعة في الصّف الأوّل من الأعمال التي يُكتب للعبد فيها الأُجور العظيمة، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا).[٢١]
- صلاة الجماعة والتّجمع فيها من أسباب الطّاعة ونيل الأجر، بالإضافة إلى تعارف المُسلمين والتّواد فيما بينهم، كما أنّ فيها إظهار شعائر الإسلام وعزّه، وتعويد المُسلمين على الوحدة ونبذ التّفرُق، الأمر الذي يُساعد بتعليم جاهلهم، وتفقُّد مريضهم وفُقرائهم.[٢٢][٢٣]
- استشعار المُسلمين بِقوّتهم، ومُساواتهم، وإذابة الفوارق الاجتماعيّة فيما بينهم، وفي صلاة الجماعة تعويدٌ على ضبط النّفس من خلال مُتابعة المُصلي لإمامه في جميعِ حركات الصّلاة.[٢٢]
- صلاة الجماعة تُعوِّد المسلم المُحافظة على أوقاته من خلال أدائه للصّلاة على وقتها، وتعوِّدهُ على النّشاط.[٢٢]
- صلاةُ الجماعة تُعوِّد المسلم على الإقبال على الله -تعالى-، وعلى التّنافُس في الطّاعات مع غيره من المُسلمين،[٢٤] مع الإقبال على الله -تعالى- بِصدقٍ وإخلاص.[٢٥]
- صلاة الجماعة تزيد في الأجر والثّواب، ممّا يعني نُقصان الأجر يسبب تركها أو الاستهانة بأدائها.[٢٦]
- صلاة الجماعة تُساعد على البرِّ والتّقوى، وتقوِّي أواصر الأخوّة بين المُسلمين، وتقوِّي العلاقة الدينية فيما بينهم.[٢٧]
حكمة مشروعية صلاة الجماعة
شرع الإسلام صلاة الجماعة للعديد من الحِكَم، نذكر بعضها فيما يأتي:
- التّواصل بين المُسلمين، وتقوية روح الوحدة والجماعة فيما بينهم، وغرس المحبة بينهم، حيثُ يلتقون خمس مرّاتٍ في اليوم واللّيلة.[٢٨]
- استشعار المُسلمين بالمُساواة بينهم، وأنّ ميزان التّفاضُل بينهم بطاعتهم، واتّباعهم للإسلام وتعاليمه.[٢٩]
- إظهار شعيرة من شعائر الإسلام؛ وهي الصّلاة، كما فيها إظهارٌ لِعزّة المُسلمين، وتشجيع غيرهم من المُقصِّرين بأدائها، وتعليم جاهلهم، وعودة مريضهم.[٢٨]
المراجع
- ↑ أحمد الفرجابي (9-8-2005)، "الأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الجماعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2021. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 40.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، محو الأمية التربوية، صفحة 10، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ عبد الملك بن محمد القاسم ، هل من مشمر؟!، السعودية: دار القاسم، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 19، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 70.
- ↑ أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذرى، صفحة 4، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ محمد بن حسين بن يعقوب (2005م)، أسرار المحبين في رمضان (الطبعة الأولى)، مكتبة شوق الآخرة، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين (1426هـ)، شرح رياض الصالحين ، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 53، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني (2010م)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 273. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله (1408هـ)، أربح البضاعة في فوائد صلاة الجماعة، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة - مفهوم، وفضائل، وأحكام، وفوائد، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 33-54. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 645، صحيح.
- ↑ محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 3، جزء 57. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 7998، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 657، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 656، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 555، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 635، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 477، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 615، صحيح.
- ^ أ ب ت سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة - مفهوم، وفضائل، وأحكام، وفوائد، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 27-31. بتصرّف.
- ↑ خالد بن إبراهيم الصقعبي، مذكرة القول الراجح مع الدليل شرح منار السبيل - الصلاة، صفحة 10، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار (1425هـ)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم (الطبعة العاشرة)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 391. بتصرّف.
- ↑ صالح الفوزان (1423هـ)، الملخص الفقهي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العاصمة، صفحة 192، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الخياط (1413هـ)، ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه (الطبعة الثالثة)، السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 41-42. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إسماعيل المقدم (2008م)، بصائر في الفتن (الطبعة الثانية)، مصر: الدار العالمية للنشر والتوزيع، صفحة 112. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة - مفهوم، وفضائل، وأحكام، وفوائد، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 28-30. بتصرّف.
- ↑ لمياء محمد علي متولي، صلاة الجماعة، حُكمها وأحكام المرأة المُتعلقة بها، مصر: جامعة الأزهر، صفحة 4-5. بتصرّف.