طرق تعليم القرآن الكريم

طريقة الحوار والمناقشة

كيف تُحقق طريقة المناقشة أهدافها في التحفيظ؟

تعد طريقة الحوار والمناقشة من أشهر طرق تحفيظ القرآن الكريم وأسهلها على الطلاب، وتتم هذه الطريقة من خلال حوار الطالب مع معلمه حول الآيات القرآنية وسبب نزولها وهل هذه السورة مكيّة أو مدنيَّة، وعن أسباب نزول بعض الآيات، وليس من الضروري أن يكون الحوار ما بين الطّالب والمعلم، فيُمكن أن يكون الحوار كذلك بين المُتعلمين أنفسهم وذلك من خلال بحثهم عن هذه المعلومات ومن ثم مُناقشتها مع المعلم وباقي الطلاب في اليوم التالي.^[١]

طريقة التسميع الجماعي

ما هي إيجابيات التسميع الجماعي؟

وتتم هذه الطريقة في حال كان المتعلمين كلهم بنفس المستوى الحفظي؛ أي أن يكونوا كلهم متقني الحفظ، فيُسمّعون للمعلم الجزء المطلوب منهم بقراءة جماعيّة وتلاوة مُتقنة، ويُمكن أن يتم تطبيق التسميع الجماعي بطريقة أخرى بحيث يقرأ المعلم الآية ويقوم الطلاب من بعده بتلاوة الآية القرآنية بطريقة جماعية بحيث تجتمع في هذه الطريقة ميزتين السمع والترديد في آنٍ معًا، وتمتاز هذه الطريقة بمناسبتها لجميع الأعمار.^[٢]

طريقة التسميع الفردي

ما سلبيات التسميع الفردي؟

وتكون طريقة التسميع الفردي من خلال تسميع المعلم لكل طالب على حدة، فيُفسح المعلم المجال أمام طلابه بحيث يحفظ كل منهم القدر الذي يُريده ومن السورة التي يشاء، وتمتاز هذه الطريقة بمراعاتها للفروق الفردية بحيث لا يُجبر الضعيف على مسايرة الممتاز وترفع من همم الطلاب بحيث يُفتح أمامهم باب التنافس في الحفظ، ولكن في نفس الوقت قد تُؤثر هذه الطريقة على المدرس بحيث لا يُمكنه استيعاب جميع الطلاب.^[٢]

طريقة اللعب والاستكشاف

هل يُمكن حصر طريقة اللعب بأسلوب واحد؟

إنَّ طريقة حفظ القرآن الكريم عن طريق اللعب والاستكشاف غير محدودة بأسلوب واحد، بل يعتمد ذلك على مدى مناسبة تلك اللعبة للمتلقي وكمية الوقت المطلوب له، وهل هي مُناسبة في هذا المقام أم لا، فيُمكن مثلًا كتابة الآيات القرآنية على بطاقات صغيرة بحيث تكون كل آية مكتوبة على بطاقة مع رقمها مثل قوله تعالى في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}،^[٣] ويُكتب إلى جانبها رقم واحد، ثم يكتب: {اللهُ الصَّمَدُ}،^[٤] ويضع بجانبها رقم اثنين، وهكذا حتى تنتهي جميع الآيات المطلوبة فيجمع الطالب البطاقات بشكل مرتب وصحيح فيسهل عليه الحفظ بهذه الطريقة، وتكون هذه اللعبة مناسبة للأطفال حتى سن الثانية عشرة.^[٥]

ما هو أجر تعليم القرآن؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: فضل تعليم القرآن الكريم

طريقة رواية القصة

بماذا تفيد طريقة الحفظ بالقصة؟

تعد رواية القصة واحدة من أهم الطرق التي يُمكن من خلالها تحفيظ القرآن بسهولة ويُسر، وتكون هذه الطريقة مناسبة للكبار والصغار على حدّ سواء، فيُمكن أن تُروى القصة الخاصة بآيات القرآن الكريم بتسلسل وتتابع، ويُمكن أن يُروى جزء من القصة ومن ثَم تُقرأ الآية القرآنية الخاصة بذلك الجزء مثل قصة يوسف أو قصة عاد أو قصة ثمود أو قصة لوط أو قصة مريم أو غير ذلك، وبذلك يُمكن استخدام الطريقتين، ولكن لهذه الطريقة بعض الآثار السلبية مثل احتياج وقت أكبر لرواية القصة ومن ثم قراءة الآيات ومن ثم حفظها مرة أخرى، ولكن بهذه الطريقة تترسخ الآيات القرآنية في الذاكرة بشكل أكبر.^[٦]

الطريقة التفسيرية التي يتبعها تسميع

متى يُمكن للمعلم أن يستخدم الطريقة التفسيرية بالحفظ؟

هذه الطريقة مفيدة لحفظ الآيات القرآنية التي لا تحوي بين طياتها قصة مثل سورة النساء، فهذه السورة -في معظمها- خاص بكيفية تقسيم الإرث، فيجد كثير من الطّلاب صعوبة في حفظ تلك الآيات؛ لأنّهم لم يفهموا معناها أصلًا في كثير من الأحيان، وبهذه الطريقة -تفسير الآية قبل حفظها- يتمكّن الطالب من الحفظ بشكل أسرع؛ لأنّه يسهل حفظ الأشياء المفهومة، وتكون هذه الطريقة مناسبة لكافة الأعمار ولكن لا بدَّ من الانتباه إلى طريقة التفسير الخاصة بكل عمر.^[٧]

طريقة الاستفهام والعرض

كيف يصل المعلم لطريقة التحفيظ بالإعجاز من خلال الاستفهام؟

وتكون طريقة الاستفهام والعرض خاصة بالطلاب الكبار الذين هم فوق الخامسة عشرة من العمر؛ إذ تعتمد هذه الطريقة على طرح التساؤلات الخاصة بآيات القرآن الكريم، ومن ثَم الإجابة عن تلك التساؤلات، ويُمكن استخدام الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في هذه الطريقة مثل قوله تعالى في سورة النازعات: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا}،^[٨] ومعنى دحاها أي بسطها، وهي من الأدحية التي هي بيضة النعامة، وقد عرفها العرب بهذا الاسم، ومن ذلك توصل العلماء إلى إثبات الحقيقة العلمية بالقرآن أنّ الأرض كروية الشكل أشبه بشكل بيضة النعامة.^[٩]

طريقة استخدام وسائل الإيضاح

ما أهم وسائل تحفيظ القرآن الكريم؟

إنَّ حفظ القرآن الكريم لا يتنافى مع دمج التكنولوجيا بالتعليم، وذلك من خلال استخدام التقنيات التي تُساعد على تبسيط الآية القرآنية، مثل أشرطة الفيديو المُسجّلة، أو استخدام الأشرطة الصوتية لتلاوة القرآن الكريم بصوت القُرّاء المشهورين الذين يُتقنون الأحكام القرآنية، ويُمكن كذلك استخدام الصور أو القلم الناطق أو حتى السبورة البيضاء والأقلام إن تعذر الحصول على ما هو أفضل، ووسائل الإيضاح يحتاجها الكبار والصغار في الحفظ.^[١٠]

طريقة الممارسة العملية لمعاني القرآن الكريم

كيف يتحول الحفظ النظري إلى تطبيق عملي؟

إنَّ من أهم الطرائق وأنجحها في تحفيظ القرآن الكريم هو التطبيق العملي للمفاهيم القرآنية، بحيث يعمد الطالب إلى تطبيق الآية القرآنية التي يحفظها، مثلًا لو أراد حفظ قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}،^[١١] فتكون مهمة المعلم أن يشرح للطالب الآية القرآنية، ومن ثَم يفهَمُها الطالب ويُحاول تطبيقها في حياته العملية، فكلّما أتت إلى ذهنه فكرة الإسراف في الطعام والشراب بغير حاجة تذكر قول الله -تعالى- ذاك، وبهذا يضمن الطالب حفظ القرآن الكريم وتطبيقه في آنٍ معًا، وهي من الطرائق المفيدة في الدنيا والآخرة بإذن الله.^[١٠]

كيف يمكن تدريس علوم القرآن؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: أساليب تدريس علوم القرآن المختلفة

طريقة المجموعات الصغيرة "التدرجية"

ما معنى التدرج في مجموعات تحفيظ القرآن؟

هذه الطريقة مفيدة للطلاب الصغار من عمر الثانية عشرة فما دون، وتعتمد هذه الطريقة على قدرة المعلم على التكرار العالي، فيقسم المعلم الطلاب إلى ثلاث مجموعات، فالمجموعة الأولى هي المجموعة الممتازة، والمجموعة الثانية هي المجموعة المتوسطة، والمجموعة الثالثة هي المجموعة الضعيفة، فيعمد المعلم إلى المجموعة الأولى فيقرأ الآية القرآنية أمامهم وهم يكررونها مرتين أو ثلاث وباقي المجموعات تسمعهم، ثم يعمد إلى المجموعة المتوسطة فيقرأ الآية مرتين أمامهم بتلاوة حسنة ومفهومة ومن ثَم يرددونها مرتين إلى أربع.^[١٢]

ومن ثم يعمد إلى المجموعة الأخيرة والضعيفة فيقرأ الآية أمامهم مرتين وهم يرددونها خمس مرات على الأقل، فتُعاد بذلك الآية ما يُقارب العشرين مرة أمام الجميع، ولكن من مساوئ تلك الطريقة أنَّها تحتاج إلى الوقت الطويل وقد لا يكون متاحًا دائمًا.^[١٢]

طريقة تسميع الطلبة لبعضهم

كيف يُمكن للطالب أن يكون معلمًا في نفس الآن؟

تعد هذه الطريقة من أكثر الطرائق ذات الفائدة العملية والتي تُقلل من استهلاك الوقت من قِبل الطّلاب، وكذلك من قبل المعلم، فيبدأ المعلم بفرز الطلاب إلى حلقات صغيرة بحيث يكون هو المشرف على جميع تلك الحلقات، ويضع الطالب الممتاز الحافظ للجزء المطلوب معلمًا على باقي زملائه، بحيث يُسمّع لهم، ومن ثَم يُمكن للمعلم أن يقوم بسبر سريع لهم بعد تسميعهم أمام زميلهم الطالب الممتاز، وبذلك يُمكن التسميع لكافة الطلاب خلال ساعة ونصف على الأكثر، ولكن من مساوئ هذه الطريقة الشعور الدّاخلي للطالب؛ إذ من الممكن أن يشعر الطلاب بالنقص إن كان زميلهم هو معلمهم، ولكن هنا يأتي دور المعلم لكي يذيب كل تلك الحواجز.^[١٢]

طريقة الترغيب والتحفيز

كيف يكون التحفيز في تحفيظ القرآن؟

إنَّ الترغيب والتحفيز لا يكون خاصًّا بالأطفال فقط كما قد يظنّ كثير من المعلمين، بل لا بدّ من تحفيز الكبار أيضًا خاصة وأنَّ بعض الكبار قد يفقدون حماسهم قبل الأطفال الصغار بسبب ضغوط الحياة ومشاغلها، ويُمكن أن يكون التحفيز عن طريق عبارات الثناء والإطراء على الطالب وتكريمه أمام زملائه وبعض الهدايا الرمزية وهذا ما تعارف الجميع عليه من طرق تحفيز، وقد تكون هناك طرائق أخرى للتحفيز مثل التذكير الدائم بالثواب الذي وعد الله به حافظي القرآن الكريم، ووصف الجنان التي وعد الله بها عباده المتقين والتواصل مع الأهل لمتابعة الثناء عليه، ومن الممكن تدوين اسم الطالب في لوحة الشرف الخاصة بالمدرسة.^[١٢]

طريقة استخراج الأخطاء من الطالب نفسه

هل يُمكن أن يكون الطالب معلم نفسه؟

تُعد طريقة استخراج الخطأ من قبل الطالب نفسه من الطرائق الهامة في تحفيظ القرآن الكريم، والتي من الممكن أن تبني الثقة بنفس الطالب حين يستطيع بنفسه تصحيح أخطائه، وتكون عن طريق إمهال المعلم للطالب عند حدوث الخطأ، بحيث يقول له خطأ، وينتظر قليلًا حتى يردّ نفسه، ولكن إن طال الأمر وتبيّن أنّه لا يستطيع أن يرد نفسه يُمكن للمعلم أن يُساعده.^[١٢]

طريقة القراءة الترديدية

كيف يُمكن للأمّي أن يحفظ القرآن؟

إنَّ حفظ القرآن الكريم لا يتعلق فقط بالأشخاص القادرين على القراءة والكتابة، بل قد يكون هناك الكثير من الأشخاص غير القادرين على القراءة ويرغبون بحفظ كتاب الله، وهنا يأتي دور طريقة القراءة الترديدية بحيث يقرأ المعلم الآية من ثم يُرددها الطلاب من خلفه بصوت واضح وتلاوة ممكنة، وهنا يستطيع الطالب الممتاز أن يأخذ بيد الطالب الضعيف فيتمكن من الحفظ بإذن الله.^[١٣]

ولمعرفة طرق تحفيظ الأطفال القرآن الكريم يمكنك الاطلاع على هذا المقال: طرق تحفيظ القرآن للأطفال

المراجع

1. ↑ محاضرات في طرائق التدريس، استراتيجية الحوار والمناقشة، صفحة 2. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} أحمد محمود ديب، طرق تدريس القرآن الكريم، صفحة 23. بتصرّف.
3. ↑ سورة الإخلاص، آية:1
4. ↑ سورة الإخلاص، آية:2
5. ↑ علي القبطان، استراتيجية التعلم باللعب، صفحة 14. بتصرّف.
6. ↑ عبد الغني الصيفي، أثر استخدام القصة والأنشطة التعليمية في التحصيل العلمي، صفحة 5. بتصرّف.
7. ↑ أحمد محمود الديب، طرُق تدريس القرآن الكريم، صفحة 30. بتصرّف.
8. ↑ سورة النازعات، آية:30
9. ↑ محمود عبد السلام، أساليب الاستفهام في البحث البلاغي وأسرارها في القرآن، صفحة 50. بتصرّف.
10. ^ ^{أ ب} نورة سعد عبد الله القحطاني، استراتيجيات وطرق تدريس القرآن، صفحة 32. بتصرّف.
11. ↑ سورة الأعراف، آية:31
12. ^ ^{أ ب ت ث ج} سعيد شريدح، تقومي طرق تعليم القرآن وعلومه، صفحة 264. بتصرّف.
13. ↑ أحمد الديب، طرق تدريس القرآن الكريم، صفحة 35. بتصرّف.