محتويات
الكحة
تعدّ الكحّة أو السعال استجابةً من الجسم لشيءٍ يُسبّب التهيّج للنهايات العصبية، فترسل رسائل إلى الدماغ، الذي يحفّز بدوره عضلات الصدر والبطن لدفع الهواء من الرئتين لدفع الجسم المسبب للتهيّج إلى الخارج، ويسبب السعال تهيّج الحلق أو الممرّات الهوائية، وعلى الرغم من أنّه من وقت إلى آخر يُعدّ أمرًا طبيعيًا، إلّا أنّ السعال الذي يستمر عدة أسابيع أو الذي ترافقه أعراض أخرى مثل خروج المخاط أو الدم قد يُشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى رعاية طبية.[١]
علاج الكحة للأطفال
يعتمد العلاج للسعال المزمن على علاج السبب الرئيس له، ويجدر بالذكر أنّه إذا كان الطفل يعاني من السعال بسبب العدوى الفيروسية فإنّه لا يحتاج عادةً إلى علاج محدّد، إذ يزول وحده بعد أسبوع إلى أسبوعين، كما يحدّد الطبيب سبب السعال وكيفية العلاج،[٢] وفي ما يأتي أهم العلاجات الدوائية والمنزلية للتخلّص من الكحة عند الأطفال:
العلاجات الدوائية للحكة للأطفال
لا ينصح بإعطاء أدوية السعال للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ست سنوات، فهي عمومًا ليست آمنةً، إضافةً إلى أنّها ليست فعّالةً في التخلّص من الأعراض، كما تحتوي العديد من أدوية السعال على عدّة مواد فعالة، وذلك يزيد من الآثار الجانبية المحتملة، لكن يُمكن تقديم قطرات للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات أو أكثر لتجنب احتمالية اختناقهم. ويجدر بالذكر أنّه في بعض الحالات يصف الطبيب أدويةً معينةً لعلاج السعال عند الأطفال، مثلًا في حال إصابة الطفل بالخانوق فإنّ الطبيب قد يصف الستيرويدات التي تقلل من الالتهاب، وسيتم بيان ذلك بالتفصيل لاحقًا.[٣]
العلاجات المنزلية للكحة للأطفال
من العلاجات المنزلية المتبعة لعلاج الكحة:[٣]
- استخدام قطرات الأنف المالحة: من الممكن الحصول على قطرات الأنف المالحة دون وصفة طبية، وتعتبر آمنة للأطفال، وتساعد في تنعيم على تليين المخاط مما يساعد في التخلص منه، ويمكن استخدامها قبل النوم أو في حال استيقاظ الطفل في الليل، ومن الضروري قراءة التعليمات المتواجدة على كتيب التعليمات الذي يكون مرفقًا مع الدواء، وفي حالة صعوبة استخدام هذه القطرات مع الأطفال فإنه من الممكن إجلاس الطفل في حمام دافئ إذ إنه يساعد في تنظيف الممرات الأنفية وتخفيف المخاط.
- الحفاظ على جسم الطفل رطبًا: من أهم الطرق للحفاظ على جسم الطفل عندما يكون مريضًا إبقاؤه رطبًا، فالماء يحافظ على رطوبة الممرات الهوائية ويساعد جسم الطفل على مقاومة المرض، لذا من المهم الحفاظ على تناول الطفل لكمية من السوائل التي يحتاجها الجسم يوميًا، فمثلًا إذا كان عمر الطفل سنة واحدة فيلزمه ما لا يقل عن حصة كاملة في اليوم، والحصة تساوي 0.23 لتر بشكل يومي.
- العسل: يحتوي العسل على خصائص مضادة للبكتيريا تساعد على تلطيف الحلق، وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة فيمكن اعطاؤهم ملعقة واحدة من العسل، ويمكن أيضًا خلط العسل مع الماء الدافئ لتسهيل تناوله على الطفل، ويجب الانتباه لعدم تقديم العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنة وذلك لأنه من الممكن أن تتسبب بحدوث تسمم غذائي.
- رفع رأس الطفل أثناء النوم: يمكن رفع رأس الطفل أثناء النوم بعدة طرق منها وضع وسادة تحت رأسه، أو وضع منشفة ملفوفة تحت فراشه على طرفها إذا كان الطفل لا يريد النوم على وسادة أو انه يتحرك كثيرًا أثناء النوم، مع الانتباه جيدًا أن الأطفال تحت سن العام والنصف لا يجب أن يناموا على وسادة.
- استخدام أجهزة الترطيب: استخدام أجهزة الترطيب والتبخير لإضافة الرطوبة لهواء الغرفة يساعد الطفل على تخفيف الكحة والاحتقان، ومن الأفضل استخدام المياه النقية أو المقطرة لمنع التكلسات داخل جهاز الترطيب، واستخدام مرطبات الهواء البارد لأنها تعتبر آمنة أكثر للأطفال.
- أخذ الطفل لاستنشاق الهواء البارد: هذا العلاج يعتبر تقليديًا إذ يقوم على أخذ الطفل للخارج ووضعه بالطقس البارد لعدة دقائق، ويساعد الهواء النقي على تخفيف الكحة.
- استخدم الزيوت الأساسية: تُستخدَم هذه إما بوضعها على الجلد، أو برشها في الهواء، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض الزيوت قد لا تكون آمنة للأطفال.
- استخدام المينثول أو الكامفور: قد يساعد استخدام الدهونات الحاوية على المينثول أو الكامفور على جلد الصدر أو القدمين، ولكن الدراسات حول تأثير هذه المراهم ما زالت متناقضة، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب استخدامها للأطفال ما دون السنتين.
علاج السعال بناءًا على المُسبِّب
يختلف علاج السعال باختلاف المسبب له، ومن ذلك ما يلي:
- علاج السعال الناتج من الخانوق وتورُّم الحنجرة، تُستخدَم أجهزة المرطّبات الجوية لعلاج هذه الحالة، كما قد يُوصى أحيانًا بتناول جرعة من أحد الأدوية المضادة للالتهابات -مثل دواء ديكساميثازون-.[٤]
- السعال الناتج من الالتهابات البكتيرية -كالالتهاب الرئوي-، فإنّه يجب اللجوء إلى المضادات الحيوية المناسبة التي يستجيب لها الجسم لها جيدًا.[٤]
- علاج السُّعال مع الصفير، ذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية المُستنشَقة، أمّا إذا نتج ذلك من استنشاق جسمٍ غريب؛ فإنّ ذلك قد يستلزم إزالته عبر تنظير القصبات (bronchoscopy). [٤]
- علاج السُّعال الناتج من الارتجاع الحمضي، ذلك من خلال تكثيف الأغذية البديلة للطفل مع الأدوية الخاصة، ووفقًا لحدة الأعراض والمضاعفات.[٤]
- علاج السُّعال الناتج من الربو، ذلك وفقًا لمسبِّباته، إذ يتضمن علاجه تجنُّب المُحفِّزات جميعها؛ كالتَّلوث، والدخان، بالإضافة إلى أدوية علاج الربو التي قد يحتاجها المُصاب.[٥]
- علاج السُّعال الناتج من الحساسية، عندها يجب التَّعرف إلى مسبِّباتها واستشارة الطبيب في كيفية تجنُّبها، فقد تنتج الحساسية من بعض أصناف الأطعمة أو الغبار أو حبوب اللِّقاح أو غيرها، وقد ينصَح الطبيب بأحد أدوية أو حُقن الحساسية.[٥]
- علاج السُّعال الديكي، ذلك بالمضادات الحيوية، وبالرغم من أنّه مُعدٍ، إلّا أنّه يجرى تجنُّبه من خلال أخذ اللِّقاح المناسب له. [٥]
أسباب الكحة عند الأطفال
يعاني معظم الأطفال من الإصابة بالسعال بسبب العدوى الفيروسية في الجهاز التنفسيّ العلويّ، كالإصابة بالزكام وغيره، ويشير الباحثون إلى أنّ الأطفال في مرحلة ما قبل دخولهم المدرسة يُصابون بمعدّل 8 مرّات بالعدوى الفيروسية في الجهاز التنفسي، ممّا يسبب معاناتهم من السعال الذي يستمر فترةً تقارب عشرة أيام، ويعدّ هذا السعال حادًّا إذا استمر أسبوعين أو أقل، ويُعزى سبب الإصابة بالسعال المزمن إلى عدّة أسباب مرضية، تتضمّن الآتي:[٢]
- الربو: يسبب الربو تورم والتهاب الممرات التنفسية، كما يسبب الصّفير، وتزداد نوبات السعال عند النّوم، أو عند ممارسة النشاط البدني، أو عند التعرّض للهواء البارد.
- أمراض الأنف والجيوب الأنفية: قد يسبب التنقيط الأنفي الخلفي أو التهاب الجيوب الأنفية السعال المستمر.
- أمراض المعدة والمريء: قد يصاب بعض الأطفال بارتداد حمض المعدة إلى الحلق، ويسبب ذلك حرقة المعدة، وأعراض السعال.
- السعال بعد الأمراض الفيروسية: يصاب بعض الأطفال بالسعال لعدّة أسابيع بعد إصابتهم بعدوى فيروسية.
- العدوى البكتيرية للممرات التنفسية السفلية: تُصيب العدوى البكتيرية الممرات التنفسية السفلية وتسبب التهيّج والسعال.
- ابتلاع جسم غريب: قد يبتلع الطفل جزءًا من لعبة أو طعام، مما يسبب السعال لعدّة أسابيع قبل اكتشاف ابتلاعه.
- السعال بسبب العادة: يعني ذلك أن يسعل الطفل دون وجود سبب مرضي محدد، ويحدث هذا عادةً بعد العدوى الفيروسية، ويتميز السعال بأنّه جاف ومتتابع، ويحدث أثناء يقظة الطفل وليس عند نومه.
- السعال التحسسّي: يحدث بسبب التعرّض لمثيرات السعال، مثل: الدخان، أو غبار الطلع، أو أي مواد أخرى تثير السعال لدى الطفل.
وقاية الأطفال من الإصابة بالكحة
يمكن مساعدة الطفل في الحفاظ على صحته والوقاية من أمراض الزكام والسعال عن طريق اتباع الإجراءات الوقائية التالية:[٦]
- الحفاظ على جو البيت دافئًا وجافًّا.
- الحرص على تجنّب التدخين في المنزل؛ إذ يزيد الدخان من خطر الإصابة بأمراض الربو، وأمراض الجهاز التنفسي، والعديد من الأمراض الأخرى.
- تقديم الأغذية المفيدة والصحية للأطفال.
- الحفاظ على عادات النظافة الجيدة، كغسل اليدين بالماء والصابون، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطاس، مع استخدام مناديل والتخلّص منها بعد الانتهاء منها.
استشارة الطبيب للكحة
ينبغي استشارة الطبيب في حال عدم زوال أعراض السعال وحدها أو بعد اتباع التدابير المنزلية السابق ذكرها، وفي حال عانى الطفل من الأعراض التالية:[٧]
- عدم شرب الطفل أو تناوله كمية كافية من الطعام والشراب.
- ظهور صوت صفير أثناء تنفس الطفل.
- ارتفاع شديد في درجة حرارته.
- استمرار السعال لفترة تزيد عن شهر.
- ظهور التعب والإعياء الشديد على الطفل.
كما ينبغي أخذ الطفل إلى الطوارئ للحصول على الرعاية الفورية في حال خروج الدم مع السعال، أو ظهور الشفاه أو الوجه أو اللسان باللون الأزرق، أو في حال معاناته من صعوبة في التنفس.[٧]
المراجع
- ↑ "Cough", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "COUGH IN CHILDREN", www.aaaai.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "How to Treat a Cough in Toddlers at Home", www.healthline.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث John Mersch, MD, FAAP, "Children's Cough: Causes and Treatments"، www.medicinenet.com, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Renee A. Alli, MD (17-4-2018), "Children's Cough: Causes and Treatments"، www.webmd.com, Retrieved 13-11-2019. Edited.
- ↑ "Cough & cold medicines in children", www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Your Child’s Cough", www.webmd.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.